السبت 2024/04/27 الساعة 12:55 PM

عامٌ دراسي جديد.. ركود في العملية التعليمية ومزيدٌ من معاناة أرباب الأسر!

السبت, 29 يوليو, 2023

  أطل العام الدراسي الجديد كشبحٍ يلاحق أرباب الأسر، الذين لم يصدقوا أنفسهم أنهم تخلصوا من مناسبة العيد ومطالبها الكثيرة التي أرهقتهم وهدت كاهلهم. جاء هذا العام بمزيد من التحديات التي تواجه أرباب الأسر، فأسعار المستلزمات الدراسية ارتفعت بشكل كبير خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، التي شهدت- في الفترة الأخيرة - موجة غلاء كبيرة  كان نصيب التجار منها أن بالغوا في رفع الأسعار بما يتناسب مع جشعهم المعتاد، الأمر الذي عاد سلبًا على حياة المواطن الذي يكافح ليله ونهاره في سبيل توفير لقمة عيش تبقيه وأهله على قيد الحياة. ليس غلاء أسعار المستلزمات الدراسية هو العائق الوحيد الذي يواجه أرباب الأسر، ولكن ارتفاع  رسوم التسجيل في المدارس الخاصة يشكل عائقًا كبيرًا أمامهم أيضًا، ومعروفٌ  أن التعليم في المدارس الحكومية-  في زمن الحرب- يشهد ركودًا كبيرًا نتيجة نقص الكادر التعليمي المؤهل، فقد غادر الكثير من المعلمين الحكوميين أعمالهم في المدارس وذهبوا باحثين عن فرص عمل أخرى يعيلون منها أسرهم بعدما فقدوا مرتباتهم التي كانوا يتقاضونها من عملهم في المدارس الحكومية؛ هذا الأمر جعل الكثير من أرباب الأسر يسلكون سبيل المدارس الخاصة لتعليم أبنائهم وإن كان هذا الأمر مكلفًا؛  فلا أغلى من الولد بالنسبة لهم، لكن هذه المدارس ما تزال تفاجئهم كل عام برفع أسعار الرسوم تحت ذارئع جديدة مما جعل الحصول على التعليم أمرًا بعيد المنال عن ذوي الدخل المحدود والمتوسط. مؤسفٌ جدًا أن تصبح العملية التعليمية بهذا التعقيد في البلد الذي توجد فيه العقول العظيمة، العقول التي تدرك أهمية العلم، أن يصبح المعلم الناجح الذي أخرج العديد من الأجيال مرميًا في زوايا الإهمال، في حيرة من أمره،  يتخبط في دروب الحياة المعتمة باحثًا عن عمل يضمن فيه الكرامة لنفسه ولأهله، في الوقت الذي يتعلم فيه الطلاب في الكثير من المدارس على يد معلمين لا يفقهون من التعليم ولا أساليبه شيئًا لكنهم يرضون بالمال القليل الذي تقدمه لهم  المدرسة.  لقد أصبحت العملية التعليمية في اليمن تجارةً يربح من خلالها أصحاب المدارس الأهلية ويخسر فيها المعلمون الذين يتقاضون مرتبات زهيدة، وأرباب الأسر الذين وصل الحال بالكثير منهم  إلى أن يتم تقسيم العلم بين أبنائه  ففي هذا العام يدرس البعض والبعض الآخر ينتظر للعام القادم،  فإلحاقهم بالمدارس  أصبح مكلفًا وإن كان في المدارس الحكومية فتكاليف المستلزمات الدراسية والمواصلات التي يحتاجها الطالب ذهابًا وإيابًا بلا شك هي  باهظة الثمن، تقصم الظهر وتولد الهم والحزن. نشعر بالحزن العميق عندما نرى الحال التي آل إليها التعليم في اليمن، ندرك حقيقة  أن اليمن تخطو نحو الظلام بخطوات متسارعة،   كما شاء لها ذلك تجار الحروب والمستفيدون من تجهيل الشعوب،  لبسط سيطرتهم ونفوذهم دون عناء. إن الاهتمام بالعملية التعليمية هو اهتمام بالوطن كله، اهتمام بالجيل القادم وبالإنسانية، وإن إهمالها  هو فتحُ الأبوابِ لمزيدٍ من الجهل والتخلف والضياع، فالله المستعان.
 

المزيد من افتخار عبده