العامُ التاسع للحرب في اليمن.. لاشيء غير العناء والخذلان!
لم يكن أحدٌ منا يتوقع أن ستطول الحرب في اليمن إلى هذا الحد وإلى هذا الزمن من الوجع والفقد والحرمان والتنكيل بالبشرية داخل هذا البلد الذي ذاق أهله الأمرين خلال السنوات الماضية.
ها قد دخل العام التاسع لهذه الحرب اللعينة وهي تحصد أرواح المدنيين الأبرياء ويعتاش منها تجار الحروب في الداخل والخارج لتزيد بطونهم انتفاخًا ويزيد المواطن هزالًا وضعفًا، وليموت البريئ ويعيش الظالم في جبروته عمرًا طويلًا.
يدخل العام التاسع على اليمنيين كما تدخل الجنازة على الموتى، تحملهم نحو العالم الآخر، فيما من بقي منهم على قيد الحياة يظل في صراع مع الواقع المرير، المليئ بالحرمان باحثًا عن يد عون تُمد له ليستطيع التنفس.
كلُّ الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإحلال السلام في اليمن وإنهاء واحد من أطول الصراعات في العالم، كلها باءت بالفشل الذريع، وبقت الحرب مستعرة على المواطنين وحدهم.
عمل التحالف السعودي الإماراتي جهودًا كبيرة ظاهرها إحلال السلام في اليمن، وفي باطنها المزيد من تفكيك صف الشرعية؛ يظهر ذلك جليًا من خلال أعمال الإمارات- خلال السنوات الماضية- في المحافظات الجنوبية لا سيما مدينة عدن والتي سيطر عليها المجلس الانتقالي المدعوم من قبل الإمارات ولم يكتف بهذا؛ بل اتجه ليسيطر على محافظات أخرى في جنوب اليمن.
وإلى جانب هذا فقد أسست الإمارات ملشيات من المقاتلين في تشكيلات عديدة منها الحزام الأمني ( في عدن والضالع ولحج وأبين وسقطرى) والنخبة (في شبوة وخضرموت ) كما أنها إلى جانب هذا تمتلك سلطة نفوذ على بعض ألوية العمالقة التي تقاتل في الساحل الغربي، وقد زرعت أيضًا أدوات عسكرية وقوى على أرض اليمن مهمتها تفكيك صف الشرعية وخذلانها في عملية تحرير البلاد من مليشيا الحوثي، وهذا ما زاد الوضع تعقيدًا وسوءًا؛ إذ لم تعد الشرعية اليمنية تواجه عدوًا واحدًا أو مليشيات معينة فقد تعدد الأعداء وكثرت المليشيات في شمال اليمن وجنوبه، الأمر الذي أوصل الشرعية لمرحلة العجز عن تحقيق أي نصر، والمؤسف أن كل هذه الأعمال والجرائم التي ترتكبها الإمارات تواجه بصمت من قبل السعودية والتي هي قائدة هذا التحالف ما يوحي بشكل واضح أن الآخيرة أعطت الضوء الأخضر للإمارات في أن تمارس كل هواياتها الإجرامية في اليمن.
تعثرت الشرعية كثيرًا إثر الخذلان المستمر لها من قبل التحالف، إلى درجة أن أصبح الشعب ينظر لها بعين الغضب؛ لأنها لم تقدم له شيئًا حتى على مستوى تحسين الوضع المعيشي وإعادة الروح للعملة المحلية، لكن هذا لم يحدث على الرغم من الوعود التي قدمها هذا التحالف بأنه سيأتي بوديعة للبنك المركزي من شأنها إصلاح حال الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
كل هذه المصائب تعيشها الشرعية اليمنية في الوقت الذي يعيش فيه الحوثيون مساحة من الحرية يقضونها في قتلهم الأبرياء وممارسة أبشع أصناف التعذيب والتنكيل والقتل المباشر والاختطاف إلى جانب استقبالها الدعم الكبير من إيران.
والآن وقد ظهر ما يسمى بالاتفاق السعودي الإيراني والذي سجرب حظه في اليمن وسيعمل على تحقيق مصالحه الذاتية ثم سيذهب في أدراج الماضي كما فعل غيره.