اعتصام المهرة يمثل كل اليمن.. محطات النضال
مثلت لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمية بوابة الأمل لجميع اليمنيين بعد الحرب والحصار في الوقت التي خفتت فيه الأصوات المناهضة والرافضة للأجندات الاحتلالية في اليمن، وانسياق المكونات والقيادات السياسية والحزبية وراء تلك المخططات والأهداف التي سرعان ما انقلاب عليها التحالف السعودي الإماراتي لتتحول حربه على اليمن إلى حرب أطماع وسيطرة واحتلال للموانئ والمطارات والمنافذ.
كانت الحاجة إلى قوة وطنية حقيقية على الأرض ضرورة وطنية واجبة فانبثقت اعتصامات أبناء المهرة ليحملوا على عاتقهم مسؤولية وطنية للكشف عن المخططات وفضح الأجندات الخفية للتحالف السعودي الاماراتي ومقاومة المحتل الذي يسعى إلى يومنا هذا لضرب مكونات المجتمع مستفيداً من حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها اليمن.
وتكشفت سريعاً لأبناء المهرة تلك الأطماع والمخططات الاحتلالية التي تستهدف المهرة أرضاً وإنساناً بعد قيام دولة الإمارات بعمليات تجنيد واسعة لما يسمى بـ"النخبة المهرية" في أواخر العام 2015 م، ويلحقها دخول القوات السعودية إلى منفذي شحن وصرفيت في نوفمبر 2017 لتلحقها في ديسمبر من نفس العام دخول قوات سعودية إلى مطار الغيضة الدولي.
رفضت قيادات وشخصيات ومسؤولين حكوميين في المهرة في مقدمتهم الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة لشؤون الصحراء حينها . ذلك الدخول والتدخل السافر في محافظة المهرة التي تعد من أكثر المحافظات أمناً وبعيدة عن الحرب والقصف الذي شنته التحالف ضد اليمن، لتنطلق فكرة مناهضة في 10 مايو 2018 ، وتبدأ بعدها أولى خطوات الرفض للاحتلال بإعلان تنظيم اعتصام ابناء المهرة الغيضة في 25 يونيو 2018.
رفعت لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي مع انطلاق الاعتصامات في ساحة الغيضة أهدافها وشعاراتها للدفاع عن السيادة الوطنية أكدت وقوفها إلى جانب مؤسسات الدولة، وطالبت بخروج كامل القوات الأجنبية من المهرة وسقطرى وكل اليمن ومناهضة التواجد العسكري السعودي الاماراتي وسيطرته على المنافذ البرية والبحرية والجوية ورفض تشكيل أي مليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة.
وعلى الرغم من حملات التشويه والاستهداف التي طالت اعتصام المهرة وقياداته إلى أن قائد القوات السعودية وقع على اتفاق للخروج من مطار الغيضة الدولي وإعادة فتحه، لتصعد بعد ذلك عبر أدواتها في المهرة، وسعت لإنشاء معسكرات تابع لها على سواحل المحافظة وفي منطقة فرتك ترتكب قوات مدعومة من السعودية جريمة الانفاق في 13 نوفمبر 2018 والتي سقط على أثرها أثنين من الشهداء، تلى ذلك محاولات تمكين مليشيات من خارج المحافظة في المهرة والتي وقف أمامها أبناء المهرة وقبائلها في هبة شعبية رافضة لتواجد تلك القوات بالتزامن مع إسقاط محافظتي عدن وسقطرى .
وتخللت المرحلة الماضية محاولات لشرعنة تواجد القوات السعودية والاماراتية وتمكينها من المهرة بتوقيع حكومة معين عبدالملك اتفاقية لإنشاء ميناء في مديرية قشن والتي لاقت رفضاً كبيراً وواسعاً من أبناء المديرية ومحافظة المهرة.
خلال السنوات الماضية أثبتت لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي وقياداتها حضوراً قوياً في كافة الجوانب السياسية والاجتماعية كأحد المكونات الأصيلة التي تحظى بتأييد شعبي واسع في محافظة المهرة بشكل خاص وفي اليمن بشكل عام، وبات من المؤكد أن اعتصام المهرة يمثل اليوم كل الأحرار الرافضين لتواجد قوات الاحتلال التي تسعى لنهب الثروات و استباحة الأرض.