حانت اللحظة المناسبة للتحرر من التبعية والوصاية
السبت, 27 يوليو, 2024
يقول ماركس إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين, مرة على شكل مأساة, ومرة على شكل مهزلة. وما نراه اليوم على واقع الحال , المهزلة بكل تفاصيلها. المهزلة أن يتمكن الأشقاء الذين وهم أقرب إلينا من حبل الوريد , على مساعدة أعدائنا في تنفيذ مخططهم , مخطط إحياء مشاريع استعمارية وطائفية وجهوية ومناطقية , كنا قد تجاوزناها نحو توحيد الأمة , اليوم تعود بقوة الدعم الذي يغذي وريدها , تتصدى لأي مشروع قومي عربي إسلامي , وقتل فكرة الوحدة. المهزلة أن المشروع الصهيوني , لم يجد أفضل من الصهاينة العرب لتنفيذه. لم يتركوا راية عربية وإسلامية قوية إلا واستهدفوها , ولم يحدث أن أصاب العرب ضعف وهزل كما أصابهم اليوم بمقتل , بعد أن تمكن الغرب من تشكيل مستوطنات يحكمها قطاع طرق , و حاضنة لتفريخ العملاء والمرتزقة.. أخذوا الأبناء يدربوهم على فن المؤامرة في الأكاديميات , وأول مشروع تخرجهم كان على آبائهم , وحصلوا على درجة امتياز دون منافس , واليوم ينفذون مخطط الموت على أرض الواقع , موت أي مشروع وطني عربي إسلامي , تحت شماعة محاربة الإرهاب والتطرف , إرهاب كانوا رعاته , وصناع أدواته, وداعمي أفكاره المتطرفة وغلوه ,واليوم صار كل عربي شريف , و وطني عفيف , وإنساني المبدأ والموقف , إرهابي متطرف , وجب تصفيته سياسيا وجسديا. المهزلة في مجرد التفكير بخيانة وطن وأمة , فكيف بمن غرق اليوم بالارتهان والتبعية للخارج , وقبل على نفسه التوظيف ضد سيادة وطنة وسلامة أرضه وعرضه , وصار حارس وجندي في مشروع تفكيك الأمة , وتدمير مقوماتها , واستنزاف طاقاتها , والقضاء على عمودها الفقري , صمام أمان مشروعها القومي والعربي , وهي الجيوش العربية من العراق لسوريا وليبيا واليمن والسودان ومصر , والمؤامرة مستمرة , مادام أدواتها منا وفينا , وأموالهم تغدق علينا , بدعم تشكيلات مناطقية وجهوية طائفية مذهبية , تعيدنا لما قبل الدولة الوطنية. مهزلتنا في اليمن بدأت بمجرد التفكير بالرهان على حبل وريد التحالف , الذي تحول لوريد يجرعنا الجوع والمخافة , ويسممنا و يقتلنا كل يوم , وأطماعه والاختلاف على تقاسم وطن جريح , بسبب صراعات أبنائه وتناقضاتهم. أبرزوا للسطح أسوأ ما فينا ,من أدوات رثة وأفكار هدامة و مشاريع صغيرة , استعمارية , طائفية وجهوية ومناطقية , كان الوطن قد تجاوزها بتضحيات , وكفاح مرير , فوجد الأشقاء فرصتهم اللعب على تلك التناقضات , وأحيا المشاريع الصغيرة , والعودة بنا إلى دويلات صغيرة مدمرة مرتهنة وتابعة لهم , في محاولة لتقزيم اليمن الكبير , لإرضاء ذاتهم وحكامهم وما فيش حد احسن من حد , و عشم إبليس بالجنة. مهازل التراجيديا السمجة , مسرحيات هزلية تدعونا لنحتمل مشاق غياب الدولة , والانفلات الأمني والخدمي ,وانهيار العملة , و الحمى و الظمأ, ونغالط أنفسنا , ونقول ستفرج , وسيلد مولود , في مستشفى الرياض وأبوظبي , بريطانيا أو أمريكا , والأطباء من تل أبيب, في مسرح للدمى تحركها أصابع أعداء فكرة الدولة الوطنية والوحدة الوطنية , واليمن الكبير وعظمة تاريخه ونضالات أبنائه. مولود غير طبيعي , يتم تجهيزه في حواضن العمالة والارتهان , مولود معاق , يعد لاستقباله واقع معاق , معاق بعدد من المليشيات الطائفية والجهوية والمناطقية , تديرها دمى وضعت على كراسي سلطة تدار بريموت كنترول من الخارج ,تنفذ سيناريوهات بقرار وتنتهي بقرار , مشاهدها صراعات ومناكفة , وتهديد و وعيد , وحروب عبثية , استنزاف لطاقات الشباب والأمة , وهدر تلك الطاقات , وتدمير المقومات , وتقديم فرص متاحه لتعطيل كل شيء ونهب أي شي , وابتزاز وطن ,ثم تتحرك طائرة شحن , تشحن أدواتها للخارج , وتبدأ حالة الضغط للاستسلام , وتفكيك ما تبقى من قوى وروح وطنية , للقبول بالأمر الواقع. إنها مهزلة بكل معانيها , أن نجد اليوم الشرفاء خارج المشهد أو تم تصفيتهم , و سلطة تهادن , و تتماهى مع المؤامرة , وشعب مغلوب على أمره , ذاق الأمرين من عذاب لم يعد يحتمله , لا خدمات ولا راتب محترم , لا كرامة ولا حياة لمن تنادي , فهل سمعتم عدن دمى تستجيب. واأسفاه على سنين من التعليم والتجربة , والتربية الوطنية والإنسانية , وأعراف وعادات قبلية وعشائرية لا تقبل أن تسقط كما سقطت معظم القوى السياسية و سلطات الأمر الواقع , ولله في خلقه شؤون!