دول الخليج ومبدأ الجوار مع اليمن
من العجيب والغريب , بلد الحرمين الشريفين , وخادمهما , لا يرعى حق الجوار .
مع ان مبدأ حق الجوار ,مبدأ أصيل في الإسلام, وركن من أركان الإنسانية , وعمود مهم من اعمدة النظم والدساتير الوضعية , والمواثيق الدولية .
مبدأ حق الجوار يحفظ الحدود والعهود والمواثيق والاتفاقيات , مبدأ إغاثة الجار إذا استغاث .
من أهم مبادئ درء المفسدة وخطرها على المنطقة , بما فيها الجار والجوار .
لا يوجد اعظم من منفعة الجار , إذا ما رعى حق المجاورة .
اليمن اهم ركن من أركان الجزيرة العربية , بل هي العربية السعيدة , التي اسعدت دول الجزيرة , و امتدت سعادتها لتعم الشرق والغرب , والشمال والجنوب ,بل هي اصل العرب , و فخر العرب , فما الذي حدث ؟!!
أفسد الجار , روح الجوار , وتوهم ان اليمن حديقة خلفية , تلك الحديقة الغناء , التي لازالت لليوم , تمد الخليج بما لذا وطاب , من سلة الغذاء , والثروة الحيوانية والبحرية , وارسلت على مدى قرون أفضل العقول , والمهارات والقدرات والملكات , التي عمرت وانارة الخليج , وحولته من احراش جرذا , وصحاري غبراء , الى مدن وناطحات سحاب , في بلد ملك المال , وافتقد للإنسان المبدع والباني والمعمر , والعقول المنيرة , واليوم رد الجميل , يشهد له واقع اليمن , من عدن للمهرة , ومن حجة لسقطرى , والمشاهد تحكي مؤامرة ودسائس , يندى لها الجبين , وتقشعر لها الأبدان .
لم نكن في اليمن مصدر قلق للمنطقة , وكنا مصدر نماء وخير على مر التاريخ , ونتسأل اليوم ما الجرم الذي ارتكبته اليمن ؟, ليتامر عليها بعض تلك الدول , ومنها المملكة العربية السعودية , التي استغلت مراحل الضعف والشقاق ,و تقتطع أجزاء من أراضي يمنية , وتفرض اتفاقات مجحفة , اهما اتفاقية الطائف , بموجبها استولت على عسير ونجران وجيزان , من ثم الشرورة , ولازال الطمع والجشع في التهام الأراضي قائما , في المهرة وعدن وجزر ومواني البلد , وتعطيل مرتكزاتها الاقتصادية مؤسساتها الحيوية بالتعاون مع دولة الإمارات , وكل يوم تزداد السعودية توسعا , وتضيق اليمن ذرعا بالجوار ومؤامراتهم ودسائسهم .
كلما حاولنا ان نطوي صفحات الألم والقهر , من دسائس الشقيقة واختها الصغرى الامارات , لم نجد غير المزيد من العداء والمؤامرات , وتغذية الصراعات , ودعم المليشيات والعصابات , والقتل والنهب والبسط والانتهاكات , وكل الجرائم المتوقعة والغير متوقعة , التي لن تسقط بالتقادم .
وهذا ونحن اخوة في الإسلام والعروبة , فلا الإسلام ولا العروبة تقبل ما يحدث من احتقار للعمالة اليمنية والغير يمنية , في دول لا ترعى حق الإنسان في الحياة , وتميز بينهما على أسس أكثر احتقارا ونذالة , حيث تنعدم المواطنة , في حالة تستدعي وقفة جادة , ومراجعة صادقه , هي مراجعة للإسلام كمعاملة , ومواثيق الأمم , ودساتير الدول المحترمة التي تحترم الانسان , والانسان المنتج .
لا احتاج ان اضرب لهم مثلا بدول الغرب والشرق ,يكفي المقولة التي انتشرت وشاعت وصار يرددها العالم تعبر عن واقع تلك الحالة البغيضة (ذهبت للغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين.. ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولم أجد إسلامًا!) .
يتساءل اليمنيين بقهر وغصة , لماذا تتعامل معنا السلطات السعودية والإماراتية بهذا النكران والاجحاف , وتستغل نكبتنا السياسية والوطنية , وتتدخل لتشعل فتيل النيران , ثم تقدم نفسها كوسيط خير , وهي تدعم القوى التقليدية , التي ترفض بناء الدولة , توليهم علينا , تعيد روح الزعامة لكل منابع الشر , من قبائل العنف , وفساد السياسيين , وتشكيل مليشيات وعصابات تنفذ اجنداتها , وتعيق بناء الدولة , وتشترط في كل اتفاقيات عدم استثمار الثروة الباطنية للأرض اليمنية , وتدعم قوى التطرف الغلو , وتزرع الفتن والدسائس , واليوم تحتجز السلطات اليمنية لديها , وتعيق تشغيل مرتكزات البلد الاقتصادية , والمؤسسات الحيوية , وتصر على تموضع أدواتها في قمة السلطة , وفي المواقع المؤثرة للسياسات والاستراتيجيات , التي تعمل على ان يكون البلد تابع ومرتهن , خاضع ذليل ومهان .
مشهد المهرة وسقطرى وميون , وطرد العمالة اليمنية , وانتهاك حرمات البلد وسيادته ,مصادرة القرار السيادي والوطني , والاستئثار بالسلطة الشرعية ومعارضة , لتحويلهم لمجرد دمى في معارك عبثية , تستهدف اليمن أرضا وانسانا .
هل هذا هو حق الجوار , إذا استطعتم استمالة انذال لتمرير تلك الممارسات , فهناك يمنيين أحرار وهم كثر , القيل اليماني علي بن سالم الحريزي في المهرة , وامثاله كثر في كل مناطق اليمن , لن يسمحوا بتمرير مخططاتكم واطماعكم , والبادئ اظلم .
نقلاً عن موقع "المهرية نت"