الجمعة 2024/04/19 الساعة 04:48 AM

رجال في مواجهة مخططات التقسيم

الجمعة, 21 يونيو, 2019

كادت الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتا ارخبيل سقطرى وشبوة ان تثبت المكاسب التي حازتها الامارات في بلادنا بطرق وقحة ومتعجرفة، متوسلةً الصلاحيات المطلقة في تصرفها العسكري على الجغرافيا اليمنية والتخادم الواضح مع الرياض، ومستغلة ضعف الشرعية وهشاشة الدولة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن.

افشل المخلصون من رجال السلطة المحلية والجيش والأمن مرحلة السيطرة العملية على المرافق الحيوية ضمن خطة اماراتية لتمكين الانفصاليين، وخلق وقائع جديدة تقوم على استلاب مقدرات الدولة اليمنية وتوظيفها في مواجهة عبثية طويلة مع السلطة الشرعية التي يقبع معظم رموزها في الرياض.

انه السيناريو الذي طبقه الحوثيون بنجاح كبير في صنعاء من هذه القوى الإقليمية نفسها، وعلى نحو يعيدنا الى العام 2014 حيث كان الانفصاليون والحوثيون ملتزمون بتنفيذ مهمة واحدة ولم تكن نتائجها تفضي بالضرورة الى ما يتحدث عنه الانفصاليون اليوم من استعادة الدولة والجنوب العربي.. إلخ، بل كانت مهمة كهذه تتركز حول تجريف الساحة الوطنية من حوامل الربيع العربي ورموزه والقضاء على المنتج السياسي لثورة الحادي عشر من فبراير.

في خضم هذه التفاعلات الخطيرة في من سقطرى الى شبوة مرورا بعدن، التي شهدت تحركا ثانيا خطيرا كشف عنه العميد مهران القباطي قائد اللواء الرابع حرس رئاسي.

وفي خضم كل ذلك انبرى ساسة يمنيون كبار وسفراء وبرلمانيون في معسكر الشرعية، يتقدمهم رئيس الوزراء السابق الدكتور احمد عبيد بن دغر، الذي كتب مقالاً اسميته ” مقال اللحظة التاريخية” وحمل عنوان: انتم خطوة لاحقة في مخطط التقسيم.

وكما هو واضح فالرجل بعد ان اعرب عن مخاوفه من تفكيك اليمن وجه نصيحة الى الرياض وأبوظبي من انهما سيكونان الهدف التالي في مخطط التقسيم الذي لن يقتصر على اليمن الضعيف في هذه المرحلة في هذه المرحلة بل يستهدف المنطقة برمتها.

اكثر السياسيين في معسكر الشرعية جرأة عبروا عن مواقفهم بوضوح كامل حيال مخطط الامارات، الى حد لا يسمح بالتأويل بشأن موقف بن دغر، الذي خاض مواجهة حاسمة في سقطرى مع محاولة اماراتية وقحة لوضع اليد على الأرخبيل بالقوة العسكرية، ودفع الرجل ثمنا غاليا من مكانته المعنوية عندما اقيل بسبب موقفه الشجاع ذاك ولكن بطريقة ترضي غرور وصلف محمد بن زايد، عن طريق الصلاحيات المطلقة للرئيس هادي للأسف الشديد.

يتصدر منذ وقت الوزير السابق ومحافظ المحورين الحالي اللواء الدكتور صالح سميع خندق المواجهة مع السلوك الاماراتي الأرعن، ومؤخرا ارتفعت أصوات شجاعة أيضا، وسمعنا تعليقات قوية من الوزير السابق والنائب وسفير اليمن الحالي في الأردن علي العمراني، ومن النائب علي عشال الذي يلعب دورا مهما في المشاورات.

جميعهم كسروا الرتابة العقيمة في العلاقة غير المتكافئة بين الشرعية والتحالف الذي اتجه نحو تبني منهج استعلائي يقوم على فكرة إضعاف السلطة الشرعية بشكل مباشر وغير مباشر وتجريف نفوذها واستهداف المكونات السياسية في معسكر الشرعية الذي يفترض انه حليف وثيق لهذا التحالف؛ في مواجهة الانقلاب وإيران وفق الادعاءات المكرورة من جانب الرياض وابوظبي.

انا على يقين ان هذه الهبة الشجاعة من سياسيين يتمتعون بثقل مهم وتأثير واضح، يؤسس لمرحلة جديدة، لن يكون بوسع الامارات كما هو التحالف معها ان يمضيان قدما في سياسياستهما العبثية على الأرض والتغطية على المجاميع المسلحة الغوغائية التي تحتل واجهة المشهد في العاصمة المؤقتة عدن محمولة على ادعاءات بقرب استعادة الدولة الجنوبية التي فقدت ممكنات اعادة احيائها من جديد وفق ما يخطط حاليا من كانوا يهيمنون عليها قبل 22 مايو 1990.

نقلا عن موقع "اليمن نت"
 

المزيد من ياسين التميمي