مأرب تصعد..
تبهرنا نقطة الضوء الوحيدة في عتمة البلد وهي تتكاثف؛ لتعطي العالم صورة عن اليمن الذي يرفض الانحناء لقهر الظروف .
أمارس في سري واحدا من أشكال الاحتجاج الصاخب ضد ما يبدو أنه جنوح جماعي الى النكران.
حزين لأن مارب وحيدة، بلا مطبلين، ولا مادحين.
مأرب التي تمثل حالة الامل، للحديث عن إمكانية أن ننتصر.
الانتصار بمعناه الحقيقي. ذلك الذي يتجاوز نشوة صرع الخصم، والاكتفاء بترديد الاهازيج.
الانتصار الذي يعبد الطريق إلى الدولة.
مارب المتخمة بالغاز والقبيلة الاصيلة، والانسان الذي جابه بالوعي والأصالة نزوة التوحش المتخلقة من تراكمات الظلم والمتاعب.
إنسان الصحراء والحصير لم يخذل اليمن، وعادة كان اليمن يستند في أشد حالات ضعفه الى أولئك الذين تركهم للاهمال والنسيان.
وقد تجاسر البدوي الاصيل على أوجاعه، وبدا مكتمل الرجولة، ناهض الهمة، يقاتل بلا انتهازية ولا اعتبارات مصلحية.
مارب صديقة الحالمين، تتفجر الان، مقاومة ومحبة، وتحتوي الشاردين، لاعادة دمجهم في الامل الذي تصنعه متحدية ظروف اليمن التائه في حبائل الحرب والقهر.
أتخيل مارب تقول لا، ترشد صنعاء الى الهدف الكبير لليمن، وتحث عدن والضالع على التوقف عن العصيان، باعتباره تأسيس لانزلاقات جديدة لا تخدم احدا.
أفكر في الكتابة عن مارب حتى الفجر، عن المستقبل الذي سنتحدث فيه بلا تحفظ ، عن هذه المدينة المنسية التي نفخت الإصرار في روح اليمني المحطمة، ليقف على قدميه، متصديا ببسالة استثنائية لقهر الظروف، وتروس
المشاريع المشبوهة والغامضة.
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك...