الأحد 2025/12/14 الساعة 07:22 AM

الأحزاب السياسية بين التنافس البنّاء ومسؤولية الإصلاح الداخلي

السبت, 22 نوفمبر, 2025

  تواجه الأحزاب السياسية اليوم تحدياً متجدداً في كيفية إدارة حضورها داخل المجتمع وآليات تفاعلها مع المواطنين.
  فالممارسة الحزبية، في جوهرها، ليست ساحة للصراع أو لتصفية الحسابات بقدر ما هي مساحة للتنافس الإيجابي وتقديم الأفضل لصالح الوطن والمجتمع. وكما جاء في التعبير القرآني البليغ: «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»، فإن معيار التفوق الحقيقي يكمن في قدرة الحزب على إقناع الجمهور وكسب ثقته عبر برامج واضحة وواقعية، لا عبر الشعارات أو المزايدات. ومع ازدياد الوعي الشعبي، بات صندوق الاقتراع هو الفيصل في تحديد من يستحق أن يتصدر المشهد السياسي. فالجماهير لم تعد تنخدع بالخطابات الحادة أو المواقف الانفعالية؛ بل تبحث عن من يمتلك رؤية، وكفاءة، وصدقاً في خدمة الصالح العام. ومن هنا، تصبح ثقة المواطنين رأس مال الأحزاب الحقيقي، وأساس استمرارها وفاعليتها.
  في المقابل، تقع على عاتق الأحزاب مسؤولية كبرى في تنقية صفوفها من العناصر التي تتغذى على خلق الأزمات وتأجيج الصراعات. فالبعض وجد في العمل الحزبي فرصة لتمرير أجندات شخصية أو سلوكيات تخريبية تضر بسمعة الحزب ومصالح الوطن. التصدي لهذه الفئة ليس خياراً، بل ضرورة لحماية العمل السياسي من الانحراف عن مساره الصحيح. إن المستقبل السياسي يبشر فقط بالأحزاب القادرة على ممارسة النقد الذاتي، وتعزيز الشفافية داخل هياكلها، وتقديم برامج حقيقية تستجيب لتطلعات الناس. فالإصلاح يبدأ من الداخل، والثقة تُبنى بالعمل الجاد، وليس بخلق الخصومات أو افتعال الأزمات. 

المزيد من تيسير السامعي