الأحد 2025/12/14 الساعة 07:23 AM

إما أن تكون الشعوب جنودًا لسياسات أبوظبي… أو تُتهم بأنها"إخونجية"

الجمعة, 07 نوفمبر, 2025

لا ندري إن كان الغرور قد بلغ بحاكم أبوظبي، محمد بن زايد، هذا الحد من التسلط العقلي والسياسي، أم أن غياب النصح والرأي السديد والاستشارة حوله جعله يرى كل من يختلف معه عدوًا وجزءًا من "جماعة الإخوان"!


وهل يُعقل أن تُختزل الأمة في هذا التصنيف الضيق؟! وهل يُعقل أن تُشترى هذه الأمم وكرامتها وحريتها بأموالك المدنسة؟ منذ سنوات، واليمن تعارض تدخلات بن زايد وسياساته، منذ عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، فكان الرد: وصف الرئيس هادي وجيشه وأمنه وشعبه بأنهم "إخوان".


وحين رفضت الجزائر تدخله، ورفض رئيسها المساس بسيادتها، أُلصقت التهمة بالجزائر شعبًا وقيادة، وأصبحوا في نظر حاكم أبوظبي "إخوانًا".


الصومال كذلك، رفض الوصاية، فوصموا قيادته وشعبه بأنهم "إخوان"!



السودان كذلك، حين اتخذ الرئيس البرهان موقفًا مستقلًا، لم يسلم من التهمة، وأصبح هو وشعبه وجيشه وأمنه "إخوانًا" يجب محاربتهم. أما الفلسطينيون، حين قاوموا التطبيع ورفضوا بيع قضيتهم، أصبحوا أيضًا "إخوانًا". 



الشهيد محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، حين رفض الهيمنة، قُدم بن زايد الدعم للانقلاب عليه، ثم اتُهم مع شعبه بالإخوانية. بل حتى أفغانستان، حين منعت التدخل في شؤونها، نالت نصيبها من نفس التهمة.


هل باتت "الإخوان" تهمة جاهزة لكل من يرفض الانصياع لمحمد بن زايد وتصرفاته وسياساته الطائشة؟!


هل تُختزل الأمة كلها في ولاء شخص، ومن يعارضه يصبح خصمًا؟! ويُصنَّف كما يشاء هؤلاء؟



ختامًا، إن اختزال الخلاف السياسي في تهم كيدية جاهزة وباطلة ليس له أساس لا يصنع أمنًا ولا يبني احترامًا، بل يكشف ضيق الأفق وسقوط المشروع. لسنا "إخوانًا" ولسنا خصومًا، نحن شعوب حرة ترفض أن تكون أدوات في يد من يريد هندسة المنطقة وبرمجتها على مزاجه وعلى كيفه. من يظن أنه يمتلك مفاتيح تصنيف الأمة سيفاجأ قريبًا أن الشعوب هي من تكتب التاريخ وليس غرف الاستخبارات؛ وليعلم بن زايد ومن يسير في فلكه أن من يتهم الأمة بالكذب اليوم لن يستطيع مقاومتها غدًا.