الخميس 2024/05/02 الساعة 12:48 AM

هدنة التحالف باليمن.. الحوثيون يتهمون السعودية بالمناورة ومواصلة الحرب

الجمعة, 10 أبريل, 2020 - 12:01 صباحاً
هدنة التحالف باليمن.. الحوثيون يتهمون السعودية بالمناورة ومواصلة الحرب
المهرة خبور -  الجزيرة نت

رفض الحوثيون هدنة التحالف السعودي الإماراتي التي بدأ سريانها اليوم الخميس، ووصفوها بالمناورة، واتهموا التحالف بالاستمرار في التصعيد العسكري بعدة جبهات، مؤكدين أن أي وقف لإطلاق النار لن ينجح ما لم يرافقه رفع للحصار الذي تتهم الجماعة التحالف بفرضه على اليمن.

 

فقد قال الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الموقف الصادر بوقف إطلاق النار ممن وصفها بدول العدوان مناورة سياسية وإعلامية تهدف للتخريب على الرؤية التي قدمها الحوثيون إلى الأمم المتحدة بشأن الحل.

 

وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف عبد السلام أن وقف الحرب في اليمن لا يمكن أن يمر عبر تهدئة مدتها أسبوعان.

 

وتابع أنه إذا حصل وقف حقيقي لإطلاق النار وفك للحصار فسيعتبر الحوثيون ذلك خطوة حقيقية، وقال إن مشكلة السعودية الرئيسية هي رغبتها في أن تكون قائدة للحرب وطرفا في السلام في ذات الوقت، حسب تعبيره.

 

وبالتزامن، قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي إن ما وصفها بقوى العدوان تواصل تصعيدها في مختلف الجبهات، خاصة على الحدود اليمنية السعودية.

 

وأضاف أن "قوى العدوان" تنفذ منذ فجر اليوم تحت غطاء جوي مكثف زحفا من عدة اتجاهات على منطقة حرض في محافظة حجة، وأيضا على رشاحة عسير والبقع في نجران، مؤكدا سقوط عشرات القتلى والجرحى ممن وصفهم بالمعتدين خلال معارك نشبت بهذه المناطق.

 

من جهته، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي إن ما أعلنته الرياض ليس هدنة وإنما إعلان استمرار الحرب لأن السعودية تستخدم قواتها البرية والجوية والبحرية في فرض الحصار على اليمن.

 

وأضاف في تصريحات للجزيرة أن إعلان السعودية لا يعبر عن رغبة حقيقية في إحلال السلام حيث إنه بعد خمس سنوات من الحرب، وبعدما أصبحت موازين القوى تميل لصالح الحوثيين، تعلن الرياض عن هدنة جزئية في وقت تواصل فرض الحصار على اليمنيين.

 

وتابع أن الحرب مستمرة طالما أن الحصار مستمر، مشيرا إلى أن ضرر الحصار على اليمن أكثر من ضرر العمليات العسكرية، واصفا الخطوة التي أعلنتها الرياض بالسخيفة والمثيرة للسخرية.

 

وأشار القيادي الحوثي إلى المبادرة التي قدمتها الجماعة مؤخرا من أجل إنهاء الحرب في اليمن، وإرساء سلام شامل فيه، وقال إن الحوثيين سيتوقفون عن استهداف السعودية في حال أوقفت كل عملياتها العسكرية ورفعت الحصار عن اليمن.

 

في نفس الإطار، قال أمين سر المجلس السياسي لجماعة الحوثي ياسر الحوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن التحالف "يخرق كل هدنة يعلن عنها".

 

قابلة للتمديد

 

وكان التحالف السعودي الإماراتي قد قال إن هذه الهدنة ستستمر لمدة أسبوعين، وإنها قابلة للتمديد.

 

وأضاف المتحدث باسمه أن هذا القرار جاء دعما للحكومة اليمنية في قبولها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا.

 

كما قال التحالف إن هذه الخطوة تهدف لتسهيل إجراء محادثات يرعاها المبعوث الأممي مارتن غريفيث من أجل إرساء وقف دائم لإطلاق النار باليمن، كما تهدف لتفادي تفش محتمل لوباء كورونا في البلاد.

 

وقال مراسل الجزيرة في صنعاء محمد العطاب إنه كانت هناك ضربات جوية قبل ساعات من سريان الهدنة، مضيفا أنه لم يبلغ عن ضربات أخرى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن التحالف السعودي الإماراتي شن غارات على مناطق في الجوف وحجة. وجاءت هذه الغارات قبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

في المقابل، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن جماعة الحوثي خرقت وقف إطلاق النار بقصفها مدينتي مأرب (شرق) والحديدة (غرب).

 

 مواقف مختلفة

 

من جانبه، قال علي محسن صالح نائب الرئيس اليمني إن توجيهات صدرت من الرئيس عبد ربه منصور هادي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار التي أقرها التحالف السعودي الإماراتي.

 

كما رحبت الأمم المتحدة بالخطوة، ودعت أطراف الصراع في اليمن إلى الاستفادة من هذه الفرصة والوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية بأقصى سرعة، وإحراز تقدم نحو سلام شامل ومستدام.

 

وفي السياق، أعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن يسهم وقف النار في التهيئة لاتخاذ خطوات من شأنها تعزيز بناء الثقة والتوصل إلى حل سلمي.

 

أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش فقال -في تغريدة على تويتر اليوم- إنه يأمل أن يلتزم الحوثيون بالهدنة المعلنة من قبل التحالف.

 

كما طالبت الجامعة العربية جماعة الحوثي بالتجاوب مع المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار.

 

يُذكر أن جماعة الحوثي والحكومة اليمنية توصلتا نهاية عام 2018 برعاية أممية لاتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية (غرب اليمن) وتبادل آلاف الأسرى، لكن الاتفاق لم يطبق بالكامل.


اقراء ايضاً