الجمعة 2024/11/22 الساعة 11:40 PM

"ستارلينك".. إيلون ماسك في مرمى النيران

السبت, 23 نوفمبر, 2019 - 11:33 مساءً
"ستارلينك".. إيلون ماسك في مرمى النيران
المهرة خبور -  الجزيرة نت

رغم الهدف النبيل لمشروع "ستارلينك"، الذي أطلقه الملياردير إيلون ماسك عبر شركته "سبيس إكس"، والمتمثل في وضع ما بين 12 ألفا و42 ألف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض لتوفير الإنترنت عريض النطاق على كوكب الأرض بأكمله؛ فإنه أثار عددا من ردود الأفعال الغاضبة في الأوساط العلمية العالمية.


- شرائط من الضوء

وحسب تقرير لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، فإن أقمار "سبيس إكس" الصناعية التي أطلقت في دفعات من ستين قمرا، تركت في السماء مسارات مضيئة جعلت عمليات الرصد الفلكي بواسطة التلسكوبات غير ممكنة؛ مما أثار خشية المجتمع العلمي على مستقبل علم الفلك.


وهو ما عبرت عنه عالمة الفلك كلارا مارتينيز فاسكيز بعبارة تهكمية تحمل غضبا وسخطا بقولها "نجاح باهر! لقد صدمت" عندما تفاجأت بسلسلة من الصور التقطت في مرصد سيرو تولولو بتشيلي قبل ساعة ونصف الساعة من شروق الشمس تظهر سماء الليل كما لو أن حبيبات الرمال خدشتها، بعد أن قمت ببرمجة أحد التلسكوبات لتصوير مجرتين بالقرب من مجرة ​​درب التبانة والغيوم العظمى والسحابة الصغيرة لماجلان.


وكما نوهت الصحيفة، فإن هناك مشكلة يشعر بها مجتمع الفلكيين، حيث إن كل واحد من أقمار ستارلينك في الأيام التي تلي إطلاقه، يظهر بوضوح في السماء على شكل نقطة مضيئة تتقدم في خط مستقيم؛ فلو كان قمرا واحدا لكان الأمر هينا، لكن سبيس أكس تطلقها في مجموعات من ستين قمرا في وقت واحد، "فمرحبا بالضرر!".


فبعد إطلاق دفعة الستين صاروخا الأولى، ظهرت "خطوط مائلة من الضوء تركها مرور 25 قمرا صناعيا من ستارلينك في مجال التلسكوب"، بعد أن كان من المفترض أن تظهر على التلسكوب مجموعة صغيرة من المجرات، بدت في الخلفية، كما أفادت الصحيفة.


أما بعد إطلاق ثاني دفعة من ستين قمرا صناعيا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فقد بقيت الأقمار بعد أسبوع من دون أن تصل إلى ارتفاع كاف يجعلها خفية ويبعدها عن مجال عمل التلسكوبات.


تقول كلارا "لقد تأثرت صورنا بشدة بمرور 19 قمرا صناعيا"، مضيفة على تويتر "استمر القطار الفضائي ستارلينك أكثر من خمس دقائق! إنه أمر محبط... وليس رائعا"، إذ يمكن إخفاء النجوم التي يدرسها علماء الفلك بواسطة مسارات الضوء، ولا يمكن استعادتها عن طريق فوتوشوب، كما علقت الصحيفة.


- مطلي بالأسود

وردت سبيس إكس على قلق علماء الفلك بخفة –حسب الصحيفة- موضحة أن أقمار ستارلينك المستقبلية سيطلى ما يقابل الأرض منها باللون الأسود لتكون أقل إضاءة.
لكن ذلك لن يفيد حسب توني تايسون المسؤول العلمي في التلسكوب الضخم بتشيلي، لأن التلسكوبات العملاقة حساسة بما يكفي لرؤية الأقمار الصناعية، كما أن الطلاء لن يمنع الموجات الراديوية الخاصة بالأقمار من إزعاج التلسكوبات اللاسلكية.


ومع تصاعد عدد أقمار ستارلينك، التي ستصل إلى 1500 بحلول نهاية عام 2020؛ يقول كليف جونسون زميل كلارا في مقال له بمجلة "فوربس" إن "خسارة خمس دقائق من المراقبة إذا لم تكن خطيرة، فإن خسارة ثلاثين أو ستين دقيقة في ليلة واحدة في المستقبل، ستشكل ضياع وقت كبير من المراقبة؛ فكل دقيقة ثمينة".


وقالت الصحيفة إن علماء الفلك في جامعة أوهايو يعدون من بين الأكثر غضبا من مشروع ستارلينك، وتحدوا ماسك على تويتر، قائلين له "أوقفوا تدمير سمائنا"، وأظهروا صورا جميلة لصاروخ سبيس أكس وعليها كثير من الخطوط المتقطعة وكتبوا "انظر يا ماسك، آثار ستارلينك على صورك".


ويرى بعض علماء الفلك الذين يراقبون عن كثب جيش ستارلينك لتقييم أضراره، أن هذه الأقمار تصبح ساطعة مثل كوكب المشتري أو كوكب الزهرة في السماء، لأنها تنبعث منها بانتظام ومضات من الضوء عندما تتحول الألواح الشمسية الخاصة بها في زاوية مواتية تعكس ضوء الشمس نحو الأرض.


- اكتظاظ الفضاء

يقول عالم الفلك الأميركي جيمس لوينثال -الذي يشارك في سبيس إكس والمراكز الفكرية التابعة للجمعية الفلكية الأميركية- لصحيفة نيويورك تايمز إن "ممارسة علم الفلك من سطح الأرض ستصبح في وقت ما مستحيلة.


وأضاف "لا أقول إننا سنصل إلى هذه اللحظة بسبب ستارلينك، ولكن إذا استمر إلقاء المزيد من الأقمار على مدار عشر سنوات أخرى، فسنصل حتما إلى نقطة لا يمكنك فيها القيام بمهام في علم الفلك".


وفضلا عن تأثير ستارلينك على الرصد والتصوير الفلكي، فإن من بين مخاطر المشروع اكتظاظ الفضاء والاصطدام والتلوث الضوئي في السماء.


فكما أشارت الصحيفة، فإن وكالة الفضاء الأوروبية اضطرت في أوائل سبتمبر/أيلول للعمل على تفادي الاصطدام بين أحد أقمارها الصناعية وأحد أقمار ستارلينك، وحذرت من أنه "مع وجود مجرات ضخمة مثل ستارلينك التي تضم مئات أو آلاف الأقمار الصناعية، فإن مناورات تجنب الاصطدام اليدوية الحالية ستصبح مستحيلة"، مما يعني ضرورة العمل الآلي لإدارة المخاطر.


اقراء ايضاً