السبت 2024/11/23 الساعة 01:07 AM

حراك داخلي وخارجي في ليبيا.. هل تستعيد حكومة الوفاق السيطرة على سرت والجفرة؟

الإثنين, 17 أغسطس, 2020 - 10:32 مساءً
حراك داخلي وخارجي في ليبيا.. هل تستعيد حكومة الوفاق السيطرة على سرت والجفرة؟
المهرة خبور -  الجزيرة نت

فيما لا تزال قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية ترابط على أطراف مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) تشهد ليبيا حراكا سياسيا داخليا وخارجيا، وهو ما يشير إلى قرب تحقيق تفاهم بشأن سرت والجفرة اللتين تسيطر عليهما قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر يساندها مرتزقة من روسيا ودول أخرى.

فقد زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار برفقة رئيس هيئة الأركان التركي الفريق أول يشار غولار ليبيا اليوم الاثنين، واجتمعا في مطار معيتيقة بطرابلس مع مسؤولين ليبيين  ومع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية الذي يزور العاصمة الليبية.

كما وصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى طرابلس اليوم للقاء مسؤولين في حكومة الوفاق الوطني الليبية، وبحسب وسائل إعلام تركية فإن الوزير الألماني لن يجتمع مع وزيري الدفاع التركي والقطري.

يذكر أنه جرى اتصال هاتفي في وقت سابق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولا فيه التطورات بشرق البحر المتوسط وليبيا، وأكد الطرفان على أهمية استمرار التعاون والحوار بين البلدين بشأن الملفين.

من جهتها، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا أن رئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز ناقشت مع عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق تطورات الأزمة الليبية، خاصة في سرت والجفرة والموانئ النفطية.

وقالت البعثة إن الطرفين أكدا خلال اتصال هاتفي على ضرورة وقف التصعيد العسكري وإعادة إنتاج النفط، وشددا على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية شاملة بناء على مخرجات مؤتمر برلين وقرارت مجلس الأمن الدولي المتعلقة بليبيا.


- تسليم سرت

وفي السياق، قال مصدر في الرئاسة التركية للجزيرة نت إنه منذ يونيو/حزيران الماضي حينما زار وفد تركي رفيع المستوى ليبيا وترتيبات سيطرة قوات حكومة الوفاق على سرت والجفرة تسير قدما، مؤكدا أن هناك تفاهما بين واشنطن وأنقرة على أن تكون المنطقتان تحت سيطرة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وكان وفد تركي رفيع يضم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير المالية براءت ألبيرق ومدير المخابرات هاكان فيدان والناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالن وعددا كبيرا من المستشارين والمسؤولين في الرئاسة والحكومة التركية قد زار طرابلس في يونيو/حزيران الماضي، وبحث مع حكومة الوفاق استعادة سرت والجفرة، وآليات التفاوض مع شخصيات ليبية في بنغازي (شرق)، ومع القوى الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها روسيا وأميركا.

ولفت المصدر إلى تفاهم روسي تركي بخصوص تسليم سرت للوفاق مع تأجيل تسليم الجفرة، وأوضح أن هذا تم تداوله في اتصال الرئيسين أردوغان وبوتين الأخير، خاصة في ظل وجود انسحاب تدريجي لمقاتلي شركة "فاغنر" الأمنية الروسية من جنوب سرت.

وقال المصدر إنه "على الصعيد السياسي الولايات المتحدة وروسيا لا تمانعان تسليم سرت أولا ثم الجفرة لحكومة الوفاق، وعلى الصعيد الميداني فموازين المعركة لصالح قوات الوفاق بعد أن وفرت تركيا لها غطاء جويا مهما من خلال الطيران الحربي والطيران المسير، خاصة الطائرات من طراز "بيريقدار" و"أقنجي"، مما مكنها سابقا من استعادة السيطرة على كامل الغرب وإلى حدود 400 كيلومتر عن العاصمة".

وأضاف المصدر أن سرت والجفرة ستكونان خاليتين من أي وجود عسكري لقوات حفتر، إضافة إلى أن الحقول والموانئ النفطية ستعود للعمل مجددا تحت السيطرة الحصرية للمؤسسة الوطنية للنفط المخولة بتشغيل مرافقها وتصدير النفط الليبي.


- اتصالات وتفاهمات

وفي حوار سابق مع الجزيرة نت، قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي إن من الوارد جدا أن يحدث تفاهم مع روسيا على غرار ما جرى في سوريا.

وأضاف أقطاي أن هناك حاجة لهذا التفاهم، خاصة أن الموقف الأميركي يتوافق مع الموقف التركي في الموضوع الليبي.

كما أكد المبعوث التركي السابق إلى ليبيا أمر الله إيشلر في حديث للجزيرة نت أن هناك اتصالات مستمرة مع الروس والأميركيين وبعض الساسة في الشرق الليبي، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وبعدما طردت قوات حكومة الوفاق قوات حفتر من الغرب الليبي بفضل الدعم العسكري التركي في إطار اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها الجانبان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي توقفت عمليات قوات الوفاق على حدود سرت حينما تعرضت في يوم هجومها الأول لقصف جوي خلف أكثر من 60 قتيلا.

يذكر أن مدينة سرت تقع في منتصف الساحل الليبي بين الغرب والشرق، وتطل على الهلال النفطي، ويسكنها أكثر من 80 ألف نسمة، في حين تقع الجفرة جنوبا، وتضم قاعدة جوية أكدت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أن روسيا نشرت فيها طائرات حربية، بالإضافة إلى جلب المرتزقة دعما لحفتر.


اقراء ايضاً