صحيفة أمريكية: نحن نعاني من مشكلة إرهاب القوميين البيض
[ أودى حادث إطلاق النار في إلباسو بحياة نحو 20 شخصا ]
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن على الساسة الأمريكيين إدانة عملية القتل الجماعي التي شهدتها مدينة إلباسو بولاية تكساس السبت واعتبارها عملا إرهابيا.
وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها المعايير المزدوجة التي تتعامل بها السلطات الأمريكية مع عمليات القتل الجماعي التي يرتكبها قوميون بيض يعتنقون فكرة تفوق العرق الأبيض وتلك التي يرتكبها مسلمون متشددون.
وتساءلت عن الإجراءات التي كانت الإدارة الأمريكية ستتخذها لو ثبت أن لمرتكبي العملية الإرهابية في إلباسو صلة بالإسلام.
وقالت نيويورك تايمز إن الحكومة الأمريكية كانت ستحرك مواردها دون تأخير لو أن مرتكب الهجوم كان إسلاميا، وإن أجهزة الدولة ستعمل دون كلل لحرمان الإرهابيين في المستقبل من الحصول على الأسلحة والمال والمنابر لنشر أيديولوجيتهم، ضمن إجراءات أخرى لاستئصال التطرف الإسلامي ومعاقبة داعميه حول العالم.
وانتقدت الصحيفة تصريحات حاكم ولاية تكساس دان باتريك الذي ألقى باللوم على ألعاب الفيديو، خلال لقاء تلفزيوني حول حادث إطلاق النار في مدينة إلباسو الذي أودى بحياة عشرين شخصا وجرح 27 آخرين.
واعتبرت أن سياسات السلطات الأميركية للتعامل مع "التطرف الإسلامي" تثير العديد من الأسئلة وأن أمريكا ستكون أكثر أمنا لو أن جزءا من تلك الجهود واليقظة والموارد التي تنفق لمحاربة "التطرف الإسلامي" أنفقت لمحاربة إرهاب القوميين البيض الذي أصبح ظاهرة عالمية.
وكشف تحقيق أجرته مجلة تايم الأمريكية في وقت سابق من هذا العام، أن ثلث القوميين البيض الذين ارتكبوا هجمات ضد مدنيين منذ عام 2011 كانوا مدفوعين بمحاكاة هجمات مماثلة نفذها غيرهم وفقا للصحيفة.
وأشارت الافتتاحية إلى خطورة فكرة تفوق العرق الأبيض التي باتت أيديولوجية عابرة للحدود يجتمع أتباعها في منتديات مجهولة على الإنترنت لنشر أفكارهم والتخطيط للهجمات والتشجيع على الأعمال الإرهابية.
وقالت إن مصادر مكتب التحقيقات الفدرالي تشير إلى أن هجمات القوميين البيض حصدت من أرواح المدنيين الأمريكيين أكثر مما حصدته الهجمات التي نفذها "متطرفون مسلمون" منذ عام 2001.
وذكّرت بهجمات عنصرية سابقة في الولايات المتحدة ارتكبها عنصريون بيض من بينها الهجوم الإرهابي على كنيس يهودي في كاليفورنيا ردد مرتكبها الشعارات نفسها التي رددها مرتكب مذبحة المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلاندا التي كتب مرتكبها أنه استوحى عمله الإرهابي من هجمات في بلدان عدة نفذها عنصريون بيض من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا والسويد.
وختمت الصحيفة بأن السلطات ما زالت عاجزة عن تقديم إستراتيجية للتعامل مع المخاطر التي يشكلها معتنقو فكرة تفوق العرق الأبيض، وأن سرية أنشطة هذه الجماعة تجعل تعقبها والتنبؤ بالهجمات التي قد ترتكبها من الصعوبة بمكان.