تبادل مرتقب للسفيرين بين قطر والأردن: تهاوي معسكر الحصار
[ ينتتظر البلدان الإعلان رسمياً عن عودة العلاقات الدبلوماسية(Getty) ]
رجحت مصادر دبلوماسية في العاصمة القطرية الدوحة، أن تشهد الأيام القليلة المقبلة الإعلان رسمياً عن إعادة السفيرين ورفع التمثيل الدبلوماسي بين كل من دولة قطر والأردن.
وكانت مصادر دبلوماسية في الدوحة، قد كشفت أن قطر سمّت الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني ليكون سفيراً جديداً لقطر في عمان. وأرسل الأردن قبل أيام استمزاجاً للدوحة لتسمية الأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية الحالي زيد اللوزي سفيراً لدى دولة قطر، بعد عامين من خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى مستوى قائم بالأعمال.
وأعلن العاهل الأردني عبد الله الثاني، خلال لقائه قبل أكثر من أسبوعين كتاباً وصحافيين أردنيين، عن "بشرى خير"، حينما سئل عن عدم وجود سفير أردني في الدوحة وسفير قطري في عمّان، واعداً الحاضرين بـ"مفاجأة قريباً"، تجسدت كما يبدو بقيام البلدين بتسمية سفيرين جديدين لهما في كل من الدوحة وعمان.
وخفض الأردن التمثيل الدبلوماسي مع قطر في يونيو/حزيران 2017، وسحب سفيره من الدوحة، الى جانب سحب تراخيص مكاتب قناة "الجزيرة"، على خلفية الأزمة الخليجية، وحصار قطر من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وكانت العلاقات القطرية - الأردنية أصابها الجمود، وعكرتها الأزمة الخليجية قبل عامين كاملين، حين اضطر الأردن للاصطفاف الى جانب دول الحصار، واتخاذ "خطوات محسوبة" لم تصل الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فلم يشارك في الحصار الاقتصادي، أو الحرب الإعلامية التي شنتها دول الحصار على قطر.
لكن العلاقات عادت لتشهد قبل نحو عام تطوراً ملموساً في مختلف المجالات، حيث أبقت الدبلوماسية القطرية الباب مشرعاً أمام عمان للعودة عن قرارها بتخفيض التمثيل الدبلوماسي، وتفهمت، كما يبدو، دوافع القرار الأردني الذي اتخذ بعد ضغوط سعودية إماراتية لم تنجح عمّان آنذاك في صدها، فلم يخل العامين الماضيين من لقاءات معلنة وغير معلنة بين مسؤولي البلدين، وعلى أعلى مستوى، وآخرها كانت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، إلى الأردن، منتصف إبريل/نيسان الماضي، وتوقيعه عدداً من الاتفاقيات الدفاعية، وكذلك زيارة رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة للمشاركة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، واستقباله من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولعل التطور الأبرز الذي أعطى دفعة قوية للعلاقات القطرية – الأردنية، كان في شهر أغسطس/آب، حين أعلنت دولة قطر عن تقديم حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون دولار إلى الأردن، تشمل استثمارات وتمويل مشاريع، وتوفير نحو 10 الآف فرصة لتوظيف الأردنيين، خلال زيارة قام بها نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى عمان، التقى خلالها العاهل الأردني ، ليكون الاتصال الرسمي المعلن والارفع بين البلدين، منذ الازمة الخليجية وتخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وبانتظار الإعلان رسمياً عن عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الدوحة وعمان، فإنه يمكن القول إن الحصار الذي أعلنته الدول الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطر، في يونيو/حزيران 2017، مصحوباً بتأييد بعض الدول العربية والإسلامية بدرجات متفاوتة، قد تهاوى تماماً، أو أوشك على ذلك، بعدما نجحت الدبلوماسية القطرية في تفكيك ألغامه.
فبخروج الأردن من قائمة الدول التي ساندت دول الحصار في موقفها آنذاك، لم يبق الى جانبها، إلا موريتانيا واليمن، وحكومة شرق ليبيا المؤقتة، غير المعترف بها دولياً، وجزر القمر والمالديف، إضافة الى جيبوتي، التي خفضت مستوى تمثيلها الى قائم بالأعمال، وهي الدول التي تعرضت لضغوط كبيرة من الرياض وأبو ظبي لإعلان قطع علاقاتها مع الدوحة، فأعلنت آنذاك قطع علاقاتها الدبلوماسية، وإن لم يكن لها دور في التحريض ضد قطر.
ففي شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعادت جمهورية موريشيوس ـ علاقاتها مع الدوحة وعينت سفيراً لها، كما سبقت السنغال وتشاد، موريشيوس، بمغادرة معسكر الدول المؤيدة لحصار قطر. وأعادت تشاد علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بعد قطع العلاقة في فبراير/ شباط 2018. كما قررت السنغال في أغسطس/ آب الماضي، إعادة سفيرها إلى الدوحة، بعدما استدعته للتشاور مع بداية الأزمة الخليجية.
العربي الجديد