الإثنين 2025/04/28 الساعة 03:37 AM

ماذا يحصل في اليمن؟!

الإثنين, 12 أغسطس, 2019

غريب أمر اليمن، هل نحن أمام صراع مصالح تخطت مصالح الحوثي وكيل إيران لإنشاء حزب شيطان، على حدودنا الجنوبية، يتبع لإيران للسيطرة على مضيق باب المندب لنصبح أمام فكي كماشة بين مضيق هرمز ومضيق باب المندب؟!.


لماذا قيادات اليمن غائبون عن المشهد السياسي وتركوا الأحزاب تتصارع على عدن؟، اليمن لا يمكن أن يدار بأحزاب وزعماء أحزاب كل ينفذ أجندات خارجية من أجل تدمير اليمن وإطالة مدى الحرب. قوات التحالف لا تستطيع أن تلعب دور الشرطي في اليمن فهي أتت بناءً على طلب الحكومة الشرعية برئاسة هادي ضد انقلاب الحوثي على الشرعية، ومهدت الطريق في عدن لكي تقوم الحكومة الشرعية بالشخوص إلى هناك ومعالجة هذا الانفلات الأمني، فأهل مكة أدرى بشعابها.


في عدن يتصارعون على السلطة وتركوا عدوهم الحوثي المدعوم من إيران يعبث في اليمن، ونحن في السعودية نواجه ذلك العبث الحوثي الذي يطلق الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين العزل وقرانا ومطاراتنا. لماذا لم نشاهد من يدافع عن اليمن من زعماء اليمن إلا في القنوات الفضائية؟، لماذا لا يشخصون إلى عدن المحررة ويديرون دولتهم ويقطعون خط الرجعة على الحوثي الذي تأتيه الامدادات من المهرة وموانئ اليمن في الجنوب وغيرها؟!.


استمرار الأحزاب تتقاتل على نصف اليمن الجنوبي هذا يريح الحوثي ويجعله يقوم بترتيب أوراقه، ورص صفوفه ليستمر في تدمير اليمن ومقدرات اليمن.


عدن تم تحريرها قبل أكثر من سنة، والبنك المركزي هناك، ومؤسسات الدولة المؤقتة هناك ولكن تريد حكومة تدير تلك المؤسسات ومعالجة أي ثغرات أمنية أو دستورية بالحوار من خلال طاولة مستديرة كل يعرض وجهات نظره وليس بفرض الأمر الواقع من خلال أجندات تنفذها أحزاب أو زعماء أحزاب.


قوات التحالف مسؤولة فقط عن تهيئة الأجواء الديمقراطية للإخوة في اليمن، وإعادة الشرعية والباقي على الحكومة الشرعية ولكن لا يمكنها فرض أجنداتها على أي طرف أو حزب أو غيره. اليمن لليمنيين عليهم الشخوص إلى هناك وعمل مؤتمر وطني يشمل جميع الأطراف وعدم تهميش طرف على حساب طرف آخر. حدودنا الجنوبية قادرون على حمايتها والدفاع عنها، مياهنا الإقليمية قادرون على حمايتها، ومضيق باب المندب قادرون على حمايته وحماية سفننا، ولكن ما لا نستطيع منعه هو ما يحصل داخل اليمن من صراع قوى كانت خفية ثم برزت على السطح بسبب وجود فراغ سياسي استغلته أحزاب وجماعات تدين بالولاء ليس لليمن بل لدول خارجية ولمن يدفع لهم أكثر.


ما يحصل في اليمن هو صراع مصالح ضحيته الشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذا الصراع. اليمنيون عليهم أن يتَّحدوا ضد من اختطف وطنهم وجعلهم يعيشون على قارعة الطريق وهو الحوثي الذي جند الأطفال والنساء لكي يخدم إيران وينفذ أجنداتها الفارسية في اليمن وليس لكي يدافع عن اليمن ومقدراته ومكتسباته. عصابة الحوثي بل الحثالة الحوثية سن متسوس بالكامل يجب خلعه حتى لا تنتقل عدوى التسوس لبقية الأسنان.


التاريخ علمنا أن الأوطان لا يحميها إلا أبناؤها، فما حك جلدك مثل ظفرك ولا يمكن لعميل أو خائن أن يحمي بلده.


خلاصة القول هي أن ما يحصل في اليمن هو مؤامرة لا يمكن التصدي لها وفضحها إلا من قبل الحكومة الشرعية التي استنجدت بالسعودية فلبَّت النداء ولم يتبقَ إلا أن تقوم الحكومة الشرعية بتلبية نداء شعبها في عدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وكل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير وعافية وأمن واستقرار.

• صحيفة "المدينة" السعودية