الإثنين 2024/05/06 الساعة 12:51 AM

كاتب سوداني: خوف الإمارات من ضربة ايرانية جعلها تنسحب من اليمن

السبت, 06 يوليو, 2019 - 03:50 مساءً
كاتب سوداني: خوف الإمارات من ضربة ايرانية جعلها تنسحب من اليمن

[ القوات الإماراتية في اليمن - أرشيف ]

المهرة خبور -  خاص

أرجع كاتب سوداني، سبب الإنسحاب الإماراتي من اليمن، إلى خشية أبو ظبي، من أن تكون هدفا لضربات إيرانية، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة بين واشنطن وطهران.

 

وقال الصحفي السوداني، الدكتور، ياسر محجوب الحسين، في مقاله الإسبوعي في صحيفة الشرق القطرية، اليوم السبت، والذي حمل عنوان، "موسم الهروب من مستنقع اليمن"، إن الإمارات أقدمت على خطوة مفاجئة ومربكة للتحالف الذي تقوده السعودية في مواجهة الحوثيين في اليمن". 

 

وذكر "أن الإمارات التي تعتبر أهم شريك للسعودية في هذا التحالف سحبت الكثير من قواتها في اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية مع عتادها العسكري، بما في ذلك الدبابات والطائرات العمودية الهجومية من قاعدتها في صرواح بمأرب شرقي اليمن، فضلا عن سحب مئات الجنود من ساحل البحر الأحمر، ومن ضمنهم مقاتلون قرب مدينة الحديدة الساحلية، وحلت مكانها قوات سعودية". 

 

وأشار الكاتب السوداني، إلى أن "استعجال الانسحاب - الإماراتي - يتبين من حقيقة أنه تم دون تنسيق مسبق مع السلطات اليمنية، وشكل ذلك ضغطاً متعاظماً على الرياض، حيث يواجه السعوديون تحديات حرب لا يستطيعون الانتصار فيها وحدهم، وقد جاء الانسحاب الإماراتي في وقت اشتدت فيه غارات الحوثيين على السعودية".

 

وأكد الدكتور ياسر محجوب، أن "الانسحاب الإماراتي من المستنقع اليمني بعد 5 سنوات من بدء الحملة العسكرية السعودية في اليمن التي سميت في البداية اسم عاصفة الحزم، سيعزز شعور الحوثيين بالانتصار في هذه الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وأسوأ أزمة غذائية يشهدها العالم".

 

ونوه الكاتب في مقاله إلى أنه "بعد عام واحد من انطلاق العملية العسكرية، أعلن التحالف عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية ما اسماه إعادة الأمل، وكان ذلك مؤشرا لصعوبة تحقيق نصر على الحوثيين، وقد فشل التحالف في استعادة العاصمة صنعاء لتكون تحت سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تعترف بها الأمم المتحدة". 

 

وأضاف الكاتب السوداني، "لربما أدركت السعودية اليوم أن هزيمة الحوثيين لم تكن عملية سهلة أو مجرد نزهة، ولكن بعد أن تورطت حتى أخمص قدميها وتوارى عن نصرتها الحلفاء".

 

وفي الوقت الذي أكد فيه الكاتبن وجود "خلافات واضحة بين السعودية والإمارات بشأن الإستراتيجية التي يجب اتباعها في اليمن". استدرك ذلك بالتأكيد أن هذا الخلاف "لم يكن سبب الهروب الإماراتي من اليمن؛ وإنما خشية أبوظبي من أن تكون هدفاً لضربات إيرانية مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة بين طهران وواشنطن، واحتمال أن يأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، ومعلوم أن إيران تقف داعمة للحوثيين في اليمن الذين يقاتلهم التحالف بقيادة السعودية".

 

وأشار إلى أن "للإمارات أطماع معلومة في اليمن لم يكن من السهل التخلي عنها، وهناك معلومات تؤكد أن الإمارات مارست ضغوطاً على الرئيس هادي لتوقيع اتفاقية تأجير جزيرة سقطرى وموانئ عدن لمدة 99 عاماً، واشتكى هادي للسعودية عدة مرات من عرقلة أبوظبي لخططه لبسط نفوذه على البلاد وأنها تدعم معارضيه بالمال والسلاح".

 

وتابع الكاتب السوداني قائلا: "إن مسؤولاً يمنياً اتهم في وقت سابق الإمارات بحماية قائد الحراسة بمطار عدن المنشق عن الشرعية ومنع طائرة الرئيس هادي من الهبوط بالمطار". 

 

ولفت الكاتب الى أنه ولما سبق ذكره في ثنايا المقال، "لم يتورّع الرئيس هادي عن اتهام محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي بمحاولة التصرف كقوة احتلال في اليمن بدلاً من التعامل كقوة تحرير لإعادة الشرعية التي انقلب عليها الحوثيون".

 

وأكد "أن التعامل مع إيران خارج اليمن كان نقطة الخلاف الجوهرية بين الرياض وأبوظبي، فبينما تحمّل الرياض إيران بشكل مباشر مسؤولية الهجمات الأخيرة على السفن في الفجيرة، لم تجرؤ الإمارات على اتهام إيران مباشرة". 

 

وأضاف: "وفي الوقت الذي كانت السعودية تطالب بأن تقدم الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية قوية ضد الأهداف الإيرانية، فإن الإمارات طالبت بمحاولة التوصل لحلّ سياسي ودبلوماسي للأزمة خشية أن تكون أكبر المتضررين في حالة اندلاع مواجهة مع إيران".

 

وأردف الكاتب ياسر الحسين قائلا: "بعد خروج الإمارات ربما تصبح تساؤلات السودانيين أكثر إلحاحاً عن جدوى مشاركة أكثر من 8 آلاف جندي سوداني في هذه الحرب العبثية، ففي حين لم تبد عدد من دول التحالف حماساً للمشاركة البرية، أبدى السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير استعداده للدفع بقوات لدعم العمليات الحربية، حيث وصلت إلى ميناء عدن الدفعات الأولى في أكتوبر 2015".

 

ولفت الكاتب السوداني، في مقاله، إلى أنه "وفي حين قدّم السودان جنوده لم تفعل مصر ولا باكستان ولا دول أخرى تربطها بالسعودية علاقات إستراتيجية". حسب قوله.

 

يُشار إلى أن وكالة رويترز كانت قد نقلت الأسبوع الماضي عن أربعة مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الإمارات -العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن- بدأت تقلص وجودها العسكري هناك بسبب التهديدات الأمنية الناتجة عن تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

 

وذكر اثنان من الدبلوماسيين للوكالة أن الإمارات سحبت بعض القوات من ميناء عدن الجنوبي ومن الساحل الغربي لليمن، وهي مناطق شكلت فيها قوات محلية تقود القتال ضد جماعة الحوثي على ساحل البحر الأحمر.


اقراء ايضاً