التقرير السنوي الأمريكي الخاص بالإرهاب يحافظ على تصنيف السعودية ويصفها بالدولة المثيرة للقلق
أطلقت الخارجية الأميركية تقريرها السنوي الخاص بالإرهاب لعام 2019، الذي تضمن ملاحظات بشأن التعاون الإقليمي لمكافحة "الإرهاب"، وذكر العديد من حالات توظيف قوانين المكافحة كغطاء ضد المعارضين والناشطين السياسيين، وإدراج آخرين ضمن قوائم منع الدخول لأراضيهم.
وقال التقرير -الذي صدر أمس الأربعاء- إن الولايات المتحدة وشركاءها حققوا العام الماضي خطوات كبيرة في هزيمة المنظمات "الإرهابية" الدولية وإضعافها.
وقال منسق المكتب الأميركي لمكافحة "الإرهاب" السفير ناثان سيلز في تقديمه للتقرير إنه بالإضافة إلى التعاون مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، في مارس/آذار 2019، أتمت الولايات المتحدة القضاء على ما تسمى "الخلافة" في العراق وسوريا.
- مقتل البغدادي
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم.
وأضاف سيلز أنه رغم هذه النجاحات، فما زالت التهديدات "الإرهابية" الخطيرة موجودة في أنحاء العالم، وحتى مع فقدان تنظيم الدولة زعيمه وأرضه، فقد تكيف لمواصلة القتال بواسطة العناصر التابعة له في أنحاء العالم، وبتحريض اتباعه على القيام بهجمات.
ففي أفريقيا، اعترف التنظيم رسميا بعدد من الفروع والشبكات الجديدة في عام 2019، وكانت الجماعات التابعة له نشطة في أنحاء القارة، بما في ذلك منطقة الساحل، وبحيرة تشاد، وشرق أفريقيا.
وفي جنوب وجنوب شرق آسيا، نفذت الجماعات التابعة للتنظيم هجمات وحرضت غيرها على القيام بذلك أيضا.
- السعودية
وقال التقرير إن السعودية ما تزال مصنفة كدولة مثيرة للقلق منذ عام 2004، بسبب الانتهاكات الممنهجة المذكورة في تقرير الحريات الدينية الدولية، بما في ذلك قمع الحريات والأقليات الدينية.
وأضاف أن الرياض أساءت استخدام قوانين مكافحة "الإرهاب" لمحاكمة المنشقين السياسيين والمطالبين بحقوق المرأة ورجال الدين البارزين، كما أشار التقرير إلى مواصلة الرياض العمل مع واشنطن لتطبيق إستراتيجية شاملة لمكافحة "الإرهاب".
- دولة الإمارات
وبالنسبة للإمارات، أشار التقرير إلى أنها تستخدم قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية غطاء ضد المعارضين والناشطين السياسيين، وقال إن منظمات حقوقية تتهم الإمارات بإدراج ناشطين وحقوقيين وأكاديميين وصحفيين في قوائم الإرهاب لمنعهم من دخول أراضيها.
واعتبر التقرير وجود قوات أمن محلية مدعومة إماراتيا في جنوب اليمن سببا في إضعاف المكاسب المحققة في القتال ضد القاعدة وتنظيم الدولة في اليمن، مع الإشارة إلى دعم الإمارات لجهود مكافحة "الإرهاب" في اليمن وتبادل المعلومات.
- دولة قطر
وفي ما يتعلق بدولة قطر، فقد قال التقرير إن الولايات المتحدة وقطر تواصلان زيادة التعاون في مجال مكافحة "الإرهاب"، إذ إن قطر -حسب ما جاء في التقرير- مشارك نشط في الائتلاف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة، وسهلت العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وأضاف أن دولة قطر تحتفظ بلجنة وطنية مشتركة لمكافحة "الإرهاب"، مكونة من ممثلين عن أكثر من 10 وكالات حكومية، ويحتفظ مكتب أمن الدولة في قطر بسياسته النشطة في مراقبة الأنشطة الداخلية المتعلقة "بالإرهاب".
وشدد التقرير على شراكة البلدين بشأن التحقق من "الإرهابيين"، وتعزيز أمن الطيران، وفرضت الدوحة قيودا منذ عام 2017 على أنشطة جمعيات قطرية في الخارج، وقطعت خطوات كبيرة في معالجة المحتوى التعليمي والديني الذي يتبنى التعصب والتمييز والطائفية والعنف.
واعتبر التقرير أن النزاع الخليجي تسبب في تجميد معظم الارتباطات القطرية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ومع ذلك تواصل قطر المشاركة في أنشطة مركز استهداف تمويل "الإرهاب".
- إيران
وفي الشأن الإيراني، قال التقرير إن إيران تواصل أنشطتها المرتبطة بما يسمى "الإرهاب"، وتستخدم وكلاءها في المنطقة لحمايتها من المساءلة عن أعمالها "العدوانية".
وذكر التقرير أن النظام الإيراني ووكلاءه واصلوا التخطيط لهجمات "إرهابية"، والقيام بها على نطاق عالمي. وفى الماضي، كانت إيران تنفق حوالي 700 مليون دولار سنويا لدعم الجماعات "الإرهابية"، وهذه القدرة أصبحت عام 2019 مقيدة نتيجة العقوبات الأميركية التي أصابتها بالشلل.
- تنظيم القاعدة
وفي عام 2019، طاردت الولايات المتحدة وشركاؤها تنظيم القاعدة في أنحاء العالم. وواجه التنظيم انتكاسة كبيرة مع مقتل زعيمه المنتظر حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن. ومع ذلك، ظلت الجماعات والقوى المرتبطة به قادرة على التحرك، واستمرت في كونها مهددا لأفريقيا، والشرق الأوسط، ومناطق أخرى.
واعتبر التقرير حركة الشباب في القرن الأفريقي، وجماعة أنصار الإسلام والمسلمين في الساحل، وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في سوريا؛ من الجماعات "الإرهابية" الأكثر نشاطا وخطورة.
- الإرهاب الأبيض
وأشار السفير سيلز إلى أن التهديد الذي يمثله "الإرهاب" ذو الدوافع العنصرية أو العرقية، خاصة إرهاب الجماعات الداعية إلى تفوق العرق الأبيض؛ ما زال يعتبر تحديا خطيرا للمجتمع الدولي.
واستمرارا لاتجاه بدأ عام 2015، كانت هناك هجمات إرهابية عديدة ذات دوافع عنصرية أو عرقية في أنحاء العالم، بما في ذلك في كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، وهالة بألمانيا، وإل باسو بتكساس.
- حشد الحلفاء
وأكد السفير سيلز في نهاية تقديمه للتقرير أنه وسط هذا الوضع من التهديد المتنوع والديناميكي، واصلت الولايات المتحدة دورها الدائم منذ وقت طويل كقائدة للعالم في مجال مكافحة "الإرهاب"، بقيامها بأعمال حاسمة لمحاربة هذه التهديدات، وحشد حلفائها وشركائها للمساهمة في المحاربة.
وقال إن الولايات المتحدة واصلت دعوة الدول الأخرى لتحذو حذوها في ما يتعلق باستعادة مواطنيها من مناطق الصراع، كما ساعدت عددا من الشركاء في القيام بذلك، وأرسلت فرقا فنية إلى الأردن، وكازاخستان، وكوسوفو، وقرغيزستان، والمالديف، وشمال مقدونيا، وترينداد وتوباغو للمساعدة في وضع بروتوكولات وبرامج فعالة لإعادة تأهيل ودمج أفراد عائلات المقاتلين "الإرهابيين" الأجانب بعد عودتهم إلى بلادهم.