لماذا ستنتصر هواوي في حربها ضد أميركا؟
[ لماذا ستنتصر هواوي في حربها ضد أميركا؟ ]
أخذت قصة هواوي منذ قرار غوغل منع الشركة الصينية من استخدام نظام تشغيلها الخاص من أندرويد التزاما منها بقرار الحظر الأميركي على الشركات الصينية أبعادا كثيرة، وحفلت العديد من المواقع بالتحليلات والآراء المتفائلة منها والمتشائمة بشأن مستقبل الشركة الصينية في سوق الهواتف الذكية.
واليوم ظهرت مؤشرات على أن هواوي بدأت بالفعل في إشهار سلاحها الجديد الذي ربما يجعلها تتفوق على غوغل وآبل.
هواوي لديها السلاح
لا يخفى على المتابع لهذه القصة حقيقة أن الشركة تطور نظام تشغيل خاصا بها سوف تستخدمه على هواتفها أسوة بمنافستها الأميركية آبل، التي تستخدم نظام تشغيل أي أو أس على جميع أجهزتها.
وذكر موقع هواوي سنترال أن نظام التشغيل الجديد الذي يسمى هونغ مينغ سيكون متوفرا في أقرب وقت، ورجحت مصادر أن يكون النظام الجديد جاهزا في خريف العام الحالي.
وأكد الرئيس التنفيذي لأعمال المستهلكين في هواوي يو تشينغ دونغ أن نظام التشغيل الجديد سيتيح جميع تطبيقات أندرويد المناسبة والأساسية.
ولكن يبقى السؤال هل يمكن أن ينجح نظام التشغيل الجديد في إعادة هواوي لتتبوأ مركزها العالمي؟
احتمالات الربح والخسارة
إن الحكم على نجاح أو فشل أي نظام تشغيل يرجع في الأساس لعاملين مهمين، أولهما عدد الأجهزة التي يعمل عليها هذا النظام، فنظام أندرويد من غوغل يعمل على 75% من الأجهزة حول العالم، حسب الإحصاءات.
وتشمل هذه النسبة هواتف المصنعين الصينيين من هواوي وشياومي وأوبو وغيرها التي تشكل مجتمعة أكثر من 30% من مجموع الأجهزة التي تعمل على أندرويد حول العالم.
هذه الأرقام تتضخم بشكل كبير في الصين حيث يعمل أكثر من 780 مليون هاتف أغلبها بنظام تشغيل أندرويد، حيث إن آبل خسرت حصة كبيرة في السوق الصيني.
فلو تبنت الشركات الصينية نظام تشغيل هواوي الجديد للأجهزة المستخدمة في الصين فقط، فهذا يعني استحواذها على حصة كبيرة من سوق نظام تشغيل أندرويد من غوغل.
ويعزز هذا التوجه أن تطبيقات فيسبوك وغوغل ممنوعة في الصين وتوجد لديها بدائل محلية سواء كتطبيقات اجتماعية أو حتى محركات بحث، فلماذا لا تعمل على نظام تشغيل محلي؟
كما أن هواتف الشركات الصينية تغزو أسواق الهند وأفريقيا والدول النامية.
أما العامل الثاني فهو تبني المطورين نظام التشغيل الجديد، وفي هذا الإطار هناك الكثير من التحديات التي يجب على هواوي أن تتغلب عليها، أبرزها سهولة التطوير على نظام التشغيل الجديد، وتقديم الدعم الفني للمطورين وتحديثات الأمان، بالإضافة لجاذبية السوق وعدد المستخدمين الذين يمكن أن تصلهم تطبيقات المطورين.
وهنا يظهر سؤال آخر مهم: هل هناك ما يغري المطورين حول العالم لصناعة تطبيقات باستخدام نظام التشغيل الجديد من هواوي؟
الجواب لدى غوغل
ربما تكون غوغل الأقدر على معرفة إن كان نظام تشغيل هواوي يمكن أن يجذب المطورين أم أنه سيفشل فشلا ذريعا.
فقد أعلنت الشركة خلال اليومين السابقين عن مخاوفها من أن تطلق هواوي نظام تشغيلها الجديد في القريب العاجل، مما اضطر الشركة الأميركية للتوسط لدى إدارة ترامب لإعفاء هواوي فقط من الحظر الأميركي (هناك 68 شركة شملتها قائمة الحظر الأميركية الأخيرة).
وبررت غوغل وساطتها بخوفها على الأمن القومي الأميركي في حالة إطلاق هواوي نظام تشغيل جديدا قد يجعل مستخدمي أندرويد حول العالم موزعين على نظامي تشغيل، وهو ما تجد فيه الشركة عاملا يزعزع هيمنتها على نظام التشغيل الأكثر استخداما.
وزادت هواوي من مخاوف عملاق البحث بعد أن ذكرت تقارير يوم الثلاثاء أن الشركة شحنت مليون هاتف يعمل بنظام التشغيل هونغ مينغ الجديد.
ولم يذكر تقرير روسنبلات سيكيورتيز ما إذا كانت هذه الهواتف معدة للبيع أم لأغراض التطوير والاختبار، ولكن الدعوة التي أرسلتها هواوي لمطوري التطبيقات مؤخرا تحثهم فيها على نشر تطبيقاتهم على متجر هواوي آب
غاليري حيث أعلنت تقديم دعمها الكامل للمطورين الراغبين في نشر تطبيقاتهم على متجرها للوصول إلى 270 مليون مستخدم نشط شهريا، مما يعني أن هذه الشحنة معدة لاختبار المطورين.
قد يكون الطريق أمام هواوي طويلا للوصول إلى قمة سوق الهواتف الذكية، غير أن الشركة لديها الإمكانيات بأن تصنع أجهزتها وتطبيقاتها بنفسها وقد أخذت الخطوة الأولى، والفضل في ذلك لإدارة ترامب.
المصدر : الجزيرة