منظمة "سام" تصدر تقريرا يسلط الضوء على انتهاكات الإمارات وأدواتها في جنوب اليمن
كشفت منظمة "سام" لحقوق الإنسان (مقرها جنيف) عن حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإماراتية وعناصر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي في محافظات عدن، أبين، شبوة، لحج، خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر من العام الجاري.
وقالت المنظمة إنها وثقت عبر تقريرها المعنون "بيت العنكبوت" وقائع وشهادات لجرائم ارتُكبت خلال الفترة التي يشملها التقرير. ويسرد التقرير خلفيات هذا الصراع، والمواقف والأحداث المتصلة به، ابتداء من تشكيل "الأحزمة الأمنية" وانتهاء بتوقيع أطرافه على وثيقة الرياض التي يؤمل منها وضع حدٍ لهذا الصراع.
وسلط التقرير الضوء على حالة حقوق الإنسان خلال الأشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2019، في إطار محافظات عدن، أبين، شبوة، لحج، وهي المحافظات التي شهدت أعنف فصول الصراع في اليمن خلال 2019، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي العاملة بالوكالة عن الإمارات من جهة، وقوات الحكومة اليمنية من جهة أخرى.
وأفاد التقرير بأن "سام" اعتمدت على فريق ميداني في محافظات عدن وشبوة وتعز، وقالت إن فريقها تمكن من مقابلة عدد من الضحايا والشهود، واستخدم وسائل اتصال مختلفة للاتصال ببعض الضحايا والشهود.
واستمعت "سام" إلى أكثر من 53 ضحية وشاهدا، وقالت إنها تواصلت مع عدد من النشطاء والصحفيين والحقوقيين في تلك المحافظات المعنية. كما حصلت على عشرات الفيديوهات والصور الفوتوغرافية والوثائق من مصادرها الأصلية حول أحداث النزاع في محافظات عدن وأبين وشبوة ولحج، ووقائع لانتهاكات، وصور لضحايا، قامت بفحصها.
ووفقاً للمعلومات التي جمعتها "سام" عبر فريقها الميداني ومقابلة ضحايا، وأهالي البعض منهم، وما حصلت عليه من نشطاء عاملين في الميدان، فان الإحصائية التي استطاعت الوصول إليها للجرائم خلال الأشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2019، تؤكد ترحيل أكثر من 2000 مدني بطريقة قسرية من مدينة عدن بينهم نساء وأطفال، قامت بها قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، تعرض أكثر من 700 مدني بينهم للعنف الجسدي واللفظي. وأغلقت تلك القوات 13 مطعما في مدينة عدن، و90 محلا تجاريا متعدد الأغراض التجارية، بينما أُحرقت ودمرت 70 بسطة لبائعين متنقلين.
ولفتت إلى أن عدد الذين تعرضوا للتصفيات والإعدامات بلغ 9 قتلى، وهي الإحصائية التي استطاعت "سام" الوصول إليها، من بينهم 7 تُتهم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بتصفيتهم، وقتيل واحد سُجل ضد مجهول.
وذكرت أنه تم اغتيال 11 ما بين عسكريين ومدنيين 2 منهم تبنى اغتيالهم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في حين سُجل اغتيال 9 بسلاح عناصر مجهولة.
ورصدت "سام" مقتل 11 مدنيا وجرح 37 آخرين بسبب الهجمات العشوائية التي نفذتها قوات المجلس الانتقالي والقوات الحكومية، لم تستطع "سام" تحديد مسؤولية كل طرف بسبب تداخل أماكن الاشتباك، وعدم توجيه أهالي الضحايا اتهامات مباشرة لأي طرف منهما. واستطاعت "سام" رصد مقتل 18 مدنيا بالرصاص والأسلحة الخفيفة في عدن وأبين وشبوة، قتلت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي 7 من بين هؤلاء، في حين قتل متطرفون تابعون لتنظيم الدولة "داعش" 2 مدنيين، وقُتل 3 أثناء اشتباك القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما قُتل 5 في اشتباكات بين مسلحين محليين. وسجلت "سام" إحصائية أصدرتها وزارة الدفاع اليمنية بعدد القتلى والجرحى بسبب قصف مقاتلات إماراتية لرتل عسكري حكومي في محافظة أبين، فقُتل وجُرح 300 جندي بينهم 46 قتيلاً.
وسجلت "سام" 29 انتهاكاً بحق صحفيين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، ومؤسسات إعلامية، توزعت ما بين الاعتقال، والتهديد بالتصفية، والملاحقة، والتضييق، واقتحام، وملاحقة، ومنع عن العمل. ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي، عدا عملية اعتقال واحدة نفذتها القوات الحكومية لمراسل تلفزيوني في محافظة شبوة. في حين سجلت "سام" 6 انتهاكات ضد مؤسسات صحفية تنوعت ما بين اقتحام وإطلاق نار وإغلاق ومصادرة، ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي، عدا واحدة سُجلت ضد مجهولين.
وفيما يتعلق بالاعتقال استطاعت "سام" الوصول إلى إحصائية بـ58 ضحية تعرضوا للاعتقال و4 مختفين قسرياً في مدينة عدن، سُجل اعتقال 55 من قبل قوات المجلس الانتقالي، و7 احتجزتهم عناصر مسلحة مجهولة. وفي الجانب المتعلق بنهب المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة، رصدت "سام" نهب 14 مؤسسة عامة، واستيلاء ونهب 131 ممتلكاً خاصاً، بينها منازل وزراء ومعارضين عسكريين وسياسيين موالين للحكومة اليمنية.
وشهدت المحافظات الأربع أعنف فصول الصراع في اليمن خلال 2019، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي العاملة بالوكالة عن الإمارات من جهة، وقوات الحكومة اليمنية من جهة أخرى.