اغتيال مسؤول الغذاء العالمي تشويه متعمد ومحاولة لإعاقة الانفتاح الأممي على تعز
أجمع سياسيون ومسؤولون حكوميون، أن الهدف من وراء جريمة اغتيال مسؤول الغذاء العالمي في تعز، هو إفشال للانفتاح الاممي على المدينة، ومحاولة لعرقلة قرار اختيار تعز لتكون ملتقى أممي لجهود التنمية المستدامة في أول تجربة اممية على مستوى البلاد.
وأمس الجمعة، اغتال مسلحون رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي، وهو أردني الجنسية أثناء تناوله وجبة الغداء في أحد المطاعم بمنطقة التربة جنوبي مدينة تعز.
وعقب ساعات من الجريمة، أعلنت شرطة تعز التعرف على هوية منفذي جريمة الاغتيال مؤكدة أنه تم استخراج أوامر ضبط قهرية بحقهم من النيابة، وباشرت الأطقم الأمنية عملية الانتشار وملاحقتهم واغلاق مداخل المديرية الرئيسية.
وأعلنت الأجهزة الأمنية اليوم السبت القبض على المنفذين المباشرين وأكثر من 10 آخرين مشاركين في جريمة اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي "مؤيد حميدي" في مدينة التربة جنوبي المحافظة.
استهداف تعز
أكد رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني، أن جريمة اغتيال مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بمنطقة التربة، محاولة لإحباط أولى الخطوات لتقديم تعز كنموذج لخروج اليمن من محنته، حيث تم اختيارها كـ"ملتقى أممي" لجهود التنمية.
وقال البركاني معلقا على الجريمة "طعنةٌ غائرةٌ في القلب وجهتها أيادٍ أدمنت الأذى لليمن الذي لم يتعافى من طعنات متوالية بسهامٍ مختلفة".
وأضاف" ما كاد العالم يستجيب لمأساة اليمن الإنسانية ويبدأ أولى الخطوات لتقديم تعز نموذجاً لخروج اليمن من محنته ليقرر أن تكون ملتقىً أممياً نموذجيًا لجهود التنمية فيستبشر البسطاء والمحرومون، إلا أن قطاع الطرق وعصابات الإرهاب تأبى إلا أن تمارس هواية الدم والدمار باعتدائها على موظفٍ أمميٍ من مواطني الشقيقة الأردن التي لم تتردد في مؤازرة اليمن سلطةً وشعباً عبر مبادرات لا أجد متسعاً لحصرها".
وفي الـ4 من يونيو أعلن محافظ تعز، أن الأمم المتحدة اختارت المحافظة لتكون نموذج تطبيق خطة الاطار الاقتصادي للانتقال من الاعتماد على المساعدات إلى التنمية المستدامة، كأول تجربة على مستوى الجهورية اليمنية.
وجاء الاختيار عقب ورشة أقامتها الأمم المتحدة؛ بحضور المدير القطري لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بيتر هوكينز، وممثلة المانحين الدوليين وممثلة سفارة المانيا في اليمن مارسيلا، ومشاركة ممثلين 30 منظمة ووكالة أممية ومحلية والغرفة التجارية والصناعية.
توقيت الجريمة
من جانبه قال أحمد عثمان رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح في تعز "إن استهداف موظفي المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بالاغتيالات هو عمل حقير يستهدف تعز والحياة والمجتمع والسلطة وكافة الأجهزة العاملة الأمنية والعسكرية والمدنية".
وأضاف عثمان في تصريح لـ الصحوة نت"، أن محافظة تعز التي تواجه حصارا وحربا مستمرة استطاعت أن تثبت انها الأجدر وأن ترسخ الأمن وقيم الدولة خلافا للحملات الإعلامية التي تشوه تعز بمنصات وأجهزة إعلامية مدعومة وتصورها كغابة ليشهد القريب والبعيد على نموذجية تعز رغم كل الظروف والحملات التي أصبحت مكشوفة فلا يصح بالأخير الا الصحيح.
وأوضح أنه لم يأت اختيار تعز لتجربة نموذج الانتقال من المساعدة إلى التنمية والاستقرار من فراغ، وهذا النوع من الاغتيالات تستهدف هذه المكاسب وتغتاظ من الاستقرار في تعز لأنها تعلم أثر تعز على اليمن في جانب ترسيخ مشروع الدولة.
وأكد عثمان أن توقيت الجريمة يحمل هذه الأهداف خدمة للأطراف المنزعجة من استقرار تعز وإظهارها كنموذج، وفي مقدمة تلك الأطراف جماعة الحوثي التي تخاصم تعز وتقصفها منذ ثمان سنوات وتقود الحرب عليها من كل الاتجاهات كما تكشف الجريمة ضد أناس مهمتهم خدمة الإنسان حجم تغلغل الجريمة والسواد لدى مرتكبيها ومن يقف ورائهم.
أعداء الحياة
مدير مكتب الإعلام السابق بتعز نجيب قحطان قال إن الهدف من ارتكاب هذه الجريمة معروف لدى القاصي والداني فمليشيا الحوثي لا تريد لمحافظة تعز عودة أي استقرار أو عودة الحياة.
وأضاف في تصريح لـ الصحوة نت "أن المليشيات تعمل صباح و مساء على زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة تعز وافراغ تعز من كل ما من شانه نماء تعز وإعادة وهجها".
وتابع قحطان "بعد أن تم مؤخرا اختيار تعز من قبل الأمم المتحدة لتكون انموذجا للانتقال من الاعتماد على المساعدات الى التنمية المستدامة، جن جنون المليشيات الامر الذي جعلها تخطط بدقة لإحداث الفوضى من اجل افشال قرار اختيار تعز انموذجا لأعمال المنظمات الأممية وجعل محافظة تعز مدينة طاردة لا مستقبلة.
وأشار إلى أنه من حاصر تعز وابنائها لمدة 3000 يوم لن يتردد لحظة واحدة لارتكاب أبشع الجرائم فيها حتى لا تعود تعز للحياة كون المليشيات الحوثية تعلم تماما ان حياة تعز تعني موتها وموت مشروعها الطائفي العنصري البغيض.