السبت 2024/11/23 الساعة 03:00 AM

محلل سياسي يمني: تباين أجندات السعودية والإمارات يُعقد أفق أي حل للأزمة في اليمن

الثلاثاء, 28 يوليو, 2020 - 05:36 مساءً
محلل سياسي يمني: تباين أجندات السعودية والإمارات يُعقد أفق أي حل للأزمة في اليمن
المهرة خبور -  الأناضول

قال الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الناصر المودع إن المعطيات الحالية للواقع في اليمن تؤكد عدمية الحل السياسي.

 
وأرجع المودع في مقابلة مع وكالة الأناضول أسباب تلك العدمية إلى طبيعة القوى المتصارعة في اليمن والتي وصفها بأنها "ذات خيارات صفرية تجاه بعضها البعض".

 
وأوضح أنه "لم يعد هناك مؤسسات وتحديدا المؤسسات الخشنة التي نستطيع أن نقول بأن الأطراف تتعامل معها كأنها مؤسسات دولة، فلم يعد هناك جيش وطني تعترف به القوى المتصارعة".

 
وتابع الخبير اليمني أن "كل طرف من الأطراف المتصارعة لديه ما يشبه جيشه أو مليشياته الخاصة التي تخدم أجنداته، لهذا لا يمكن تخيل أن يحدث أي شكل من أشكال التوافق على حكومة شراكة بين الأطراف التي تحمل هذا القدر من العداوة والصراع مع الآخر".

 
ووفق المودع، فإن "الحوثيين أصبحوا قوة مسيطرة على معظم الشمال ويديرون سلطتهم من خلال مؤسسات الدولة التي استولوا عليها، وبالتالي لن يقبل الحوثيون بأن يتراجعوا خطوة للخلف وأن يسمحوا لخصومهم بأن يكونوا جزءا من القوة".

 
وأضاف "الحوثيون مستعدون فقط لأن يسمحوا للآخرين بأن ينضموا تحت سلطتهم ويكونوا تابعين وليس شركاء لهم".

 
من ناحية أخرى، قال المودع إن "السعودية في وضع لا يمكنها أن تقبل بالحوثيين كأمر واقع في الوقت الحالي على الأقل لأن قبولها بهذا الواقع معناه أن إيران انتصرت بأن الحوثيين المختلفين معها (السعودية) أيدلوجيا وسياسيا سيهددونها حاليا وعلى المدى البعيد".


وفي الوقت نفسه، أكد الكاتب أنه رغم عدمية الحل السياسي إلا أنه "لا يوجد أيضاً أفق لحل عسكري".

 
وأوضح "ليس هناك من أفق بأن يتم هزيمة الحوثيين على سبيل المثال وعودة الشرعية بشكل أو بآخر، هذا الأمر يبدو بعيدا في الوقت الحالي".

 
- الفوضى المنضبطة

 
وفي رأي الباحث السياسي فإن "الأفق في اليمن شبه مسدود، فالصورة المتخيلة للبلد في المستقبل القريب هي صورة دولة تعيش حالة من الفوضى التي يمكن تسميتها بالفوضى المنضبطة التي يضبط إيقاعها المتحكمون الخارجيون".

 
ومضى موضحا "هي فوضى يضبط إيقاعها السعودية والإمارات ومن خلفهم الدول الكبرى وبالتحديد الولايات المتحدة وبريطانيا الذين لديهم القدرة على ألا يسمحوا للأوضاع بأن تتحرك باتجاهات لا يريدونها".

 
- واقع الشرعية في اليمن

 
وحول واقع الشرعية في الفترة الحالية، قال "الشرعية في اليمن حاليا تتمحور في الرئيس هادي، وهذه هي أضعف ركن من أركان الشرعية بالبلاد".

 
وتابع "فهادي ليس له أي قوى سياسية على الأرض ولا يتملك حزب سياسي أو كتلة اجتماعية يتكئ عليها، كما أن وجوده الضعيف الذي كان موجود في عدن تم تدميره وتم إخراجه".

 
"وبالتالي هادي الممثل للشرعية اليمنية ضعيف جدا شرعيا، وكل أسباب وجوده واستمراره في هذا المنصب ناتج عن القطاع السعودي"، وفق المتحدث.

 
وأكمل "حتى الاعتراف الخارجي، معظم دول العالم التي تعترف بهادي كرئيس هي لا تعترف به إلا نتيجة الدعم السعودي، بمعنى آخر لو تخلت الرياض عنه سيفقد شرعيته الخارجية وشرعيته الداخلية بكل سهولة".

 
وتابع "لهذه الأسباب نجده في هذا الموقف وهذا الوضع، هو لا يستطيع تغيير هذا الواقع لا يستطيع أن يبحث عن حليف خارجي لأنه ليس هناك من حليف خارجي بإمكانه أن يوفر له ما توفره السعودية، إضافة إلى أنه ليس لديه شعبية ولا كفاءة تجعله يستند على الداخل".

 
هذه كلها أسباب تجعله يستمر في دور "مانح غطاء" للسعودية بأن تستمر وتمارس دور الوصية، كما هو حاصل الآن في اليمن، بحسب المودع.

 
وفي معرض حديثه عن مواقف الإمارات والسعودية في اليمن، أشار الباحث أنه رغم وجودهما في تحالف واحد إلا أنهما يملكان "أجندات متعارضة باليمن".

 
وأوضح أن "السعودية تريد أن تكون المتحكم الوحيد بالشأن اليمني، وعندما أعلنت التحالف أرادته أن يساعدها في تحقيق أجندتها وليس بأن تأتي دول أخرى بأجنداتها الخاصة".


وأكمل "لكن الإمارات لديها أجندة خاصة بها، لديها رغبة وطموح بأن يكون لها نفوذ في مناطق كثيرة من العالم وتحديدا في اليمن الذي هو قريب منها".

 
وتابع "ولديها (الإمارات) تطلعات وأحلام بأن تكون مسيطرة على شواطئ خليج عدن والبحر العربي وجزء من البحر الأحمر وأن تتحكم بهذه المنطقة بشكل أو بآخر".

 
وقال "لهذا تصطدم الإمارات في الواقع العملي مع الأجندة السعودية، ويمكن القول إن الإمارات أيضا رغم أنها حليفة ظاهرية للسعودية لا ترغب في أن تترك المملكة تتحكم باليمن، وأن تكون دولة كاملة الوصاية على اليمن".

 
وفي سياق آخر، قال المودع "هناك من يرى أن الإمارات تخشى السعودية ولديها تاريخ من الشقاق والعداء الخفي إن جاز التعبير بينها وبين السعودية، وبالتالي أبوظبي وكأنها تريد أن تبقي الرياض غارقة في المستنقع اليمني".


اقراء ايضاً