مصدر عسكري يكشف تفاصيل تغييرات سعودية لإضعاف وزارة الدفاع اليمنية
[ اللواء بن عزيز في جبهة نهم للمرة الأولى ]
قال مصدر عسكري لـ"الموقع بوست" المملكة العربية السعودية تبذل خطوات مكثفة من أجل إسناد المهام التي تقوم بها وزراة الدفاع في الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض لصالح ما يسمى بالقوات المشتركة التي تم تشكيلها حديثا تحت قيادة الأمير السعودي فهد بن تركي قائد القوات البرية السعودية.
وتسعى السعودية من وراء هذه الخطوة إلى إسناد مهام وزارة الدفاع اليمنية وسحب البساط منها لصالح القوات المشتركة التي جرى استحداثها مؤخرا وتعيين اللواء صغير حمود عزيز قائداً للعمليات فيها، وتعيين العميد ركن محسن محمد الداعري مساعداً لقائد العمليات، وذلك بقرار جمهوري أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي في الـ11 من يوليو الماضي، رغم عدم وجود أي توصيف لتلك القوات في هيكل وزارة الدفاع.
وكشف المصدر أن السعودية تنفذ انقلابا مكتملا داخل المؤسسة العسكرية ممثلة بوزارة الدفاع بما يفضي لواقع مختلف، من خلال إنشاء هيكل وزارة موازٍ لها وسحب كامل صلاحياتها إلى هيكل إداري يسيطر عليه التحالف بشكل كلي وكامل، رغم الاعتراضات المستمرة من قبل قيادة وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية، التي تواجه بالتجاهل من قبل التحالف.
وأوضح أن اجتماعا عقد في محافظة مأرب الأيام الماضية خلال زيارة نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر للمحافظة، ورافقه اللواء صغير عزيز بصفته قائد قوات العمليات المشتركة، وعقد الجميع اجتماعا حضره وزير الدفاع اللواء الركن محمد علي المقدشي وقادة المناطق العسكرية وقيادة التحالف العربي في مأرب.
ووفقا للمصدر الذي طلب التحفظ على هويته لحساسية الموضوع، فقد قدم صغير عزيز شرحا لمهام القوات المشتركة، الأمر الذي دفع بوزير الدفاع اللواء محمد علي المقدشي إلى الاعتراض، معتبرا أن تلك المهام التي ستقوم بها هي ذاتها مهام وزارة الدفاع، وتحل محل الوزارة وقيادتها، وصلاحيتها.
وأضاف المصدر بأن نائب الرئيس تدخل في الاجتماع وأكد أن بن عزيز لا يمكن أن يحل محل وزير الدفاع أو يأخذ صلاحياته، بينما تحدث بن عزيز قائلا بأنه لن يعمل على تعطيل عمل هيئات وزارة الدفاع أو يحل محلها، وانتهى الاجتماع بالتفاهم على تعاون مشترك لا يؤثر على هيكلة ومهام وصلاحيات مؤسسات وزارة الدفاع.
يواصل المصدر حديثه بأن هذه النتيجة لم ترق لقيادة التحالف، فعمدت إلى عقد اجتماعات مكثفة مع صغير عزيز ومحسن الداعري، وأقنعوا الأول بالبدء في هيئة العمليات المشتركة، وهو هيكل غير موجود في وزارة الدفاع، ويمثل في تشكيلته هيكل مواز لوزارة الدفاع.
وفي سبيل تحقيق وإنجاز هذا الهيكل قام بن عزيز بدعم من قيادة التحالف بضم العديد من الضباط الحاملين للرتب الكبيرة خاصة المنتسبين للحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل الرئيس السابق "أحمد"، ثم توالت عملية التنسيق والترتيب مع قادة المناطق العسكرية ورؤساء الدوائر في هيئة الأركان العامة بعيدا عن وزارة الدفاع ودون العودة إليها.
ويؤكد المصدر أن قيادة وزارة الدفاع اعترضت على تجاوز صلاحيات قيادتها، لكن التحالف أصر على التجاهل ورفض الإصغاء لمطلب الوزارة واحتجاجها.
المصدر كشف أن قيادة التحالف استغلت انشغال القيادة في الحكومة الشرعية بأحداث عدن، وقامت خلال الأربعة الأيام الماضية بمحاولة التحكم بغرفة عمليات السيطرة بوزارة الدفاع ، وتم منعهم من ذلك.
وكشف بأن قيادة التحالف أوقفت تعاملها مع قيادة وزارة الدفاع وتتعامل فقط مع صغير عزيز ومحسن الداعري، وتعمل على إبرازه في كل المناسبات وتغطية نشاطاته في وسائل الإعلام السعودية، وآخر تلك الأنشطة زيارته لجبهة نهم بصفته قائدا للعمليات المشتركة التي زارها للمرة الأولى، ثم حضوره حفل وداع لقائد المنطقة الثالثة فيصل حسن والذي أقيم للمرة الأولى في مقر التحالف بمأرب، وقام بن عزيز بتكريم القائد السابق، والذي كان من المفترض أن يقوم وزير الدفاع بتكريمه.
ويشير المصدر إلى أن هذا التوجه للتحالف يهدف إلى إحداث شلل في وزارة الدفاع والسيطرة على وحدات الجيش، مستغلا الدعم اللوجستي الذي يأتي عبر التحالف للجيش اليمني.
وسعت السعودية سابقا وفق معلومات سابقة نشرها "الموقع بوست" لإعداد دراسة لإعادة هيكلة الجيش اليمني، وشكلت لجنة خاصة لهذه المهمة، وكان العميد الداعري أحد أفراد تلك اللجنة، وكان صغير بن عزيز مرشحا من الجانب السعودي لمنصب رئاسة هيئة الأركان، ودفعوا به لدراسة دورة هيئة الأركان العامة في السودان.
وجرى لاحقا تعيين صغير بن عزيز قائداً للعمليات المشتركة للقوات المسلحة، وتعيين الداعري مساعداً لقائد العمليات، ثم بدأت تدريجيا خطوات نحو تقليص صلاحيات ومهام وزارة الدفاع اليمنية لصالح التشكيل الجديد.
وتهدف الهيكلة السعودية بمفهومها الجديد إلى تدمير بنية الجيش الإدارية والعسكرية في مأرب، وإزاحة كل من له علاقة بالتجمع اليمني للإصلاح أو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وسحب سيطرة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة بشكل تام عن القيادة الحالية، وإعادة إنتاج قيادة جديدة تتناسب مع التوجهات الجديدة للسعودية في اليمن.