نيويورك تايمز: حرب داخل حرب.. مع ابتعاد بن سلمان عن اليمن فوضى تلوح في الأفق
في تقريره بصحيفة نيويورك تايمز وصف المراسل ديكلان والش ما يجري في اليمن بأنه "حرب داخل حرب"، وأشار إلى أن إعلان الانفصاليين اليمنيين الحكم الذاتي في عدن أدى إلى تعقيد جهود السعودية للانسحاب من الحرب.
وقال والش في تقريره بالصحيفة الأميركية "بعد خمس سنوات من الحرب يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأ في الأسابيع الأخيرة ينأى بنفسه عن حملته المدمرة في اليمن، منتهزا فرصة جائحة كورونا ليعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد، والذي على الرغم من عدم فعاليته يشير على الأقل إلى أن الأمير اتفق أخيرا مع منتقديه الذين أصروا على أنه كان من المستحيل الفوز في هذا القتال".
وأضاف أن حلفاء بن سلمان -مع ذلك- لديهم أفكار أخرى، حيث يهدد إعلان الحكم الذاتي في مطلع الأسبوع من قبل المجموعة الانفصالية اليمنية التي سيطرت على مدينة عدن الساحلية الجنوبية وبنكها المركزي بفوضى جديدة في البلد الذي مزقته الحرب.
وذكر أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي يبتعد فيه الراعيان الرئيسيان للحرب السعودية والإمارات عن القتال بسبب مشاكلهما الخاصة، وقد جعل ذلك حلفاءهم اليمنيين -الذين كانوا متحدين سابقا ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على شمال البلاد- يتقاتلون من أجل السيادة.
ورأى كاتب التقرير أن هذه التطورات تأتي في أسوأ وقت، فقد انخفض هذا العام التمويل الدولي للمساعدات الإنسانية إلى البلد المهدد بالمجاعة، كما أن الجهات الإقليمية الفاعلة مشتتة الانتباه بسبب الوباء، وعمال الإغاثة يسعون جاهدين إلى دعم النظام الصحي اليمني المحطم في مواجهة تفش مدمر محتمل لفيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الحكم الذاتي من قبل المجموعة الانفصالية المسماة المجلس الانتقالي الجنوبي يثير شبح تجدد الاشتباكات داخل التحالف الذي جمعه بن سلمان في عام 2015، في محاولة لإخراج المتمردين الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكرت أن الحرب داخل الحرب تضيف بعدا آخر إلى فوضى اليمن، حيث أشعلت سنوات من التدخل الأجنبي منافسات يمنية يمنية وصراعات على السلطة.
ويقول محللون إن اي اشتباكات عنيفة بين الجانبين من المرجح أن تندلع في محافظة أبين التي تقع بين قواتهم.
وختمت نيويورك تايمز بأنه يبدو أن شهية محمد بن سلمان للحرب في اليمن قد تضاءلت في العام الماضي، وسط إدانة عالمية للتكتيكات العسكرية السعودية التي قتلت آلاف المدنيين في غارات جوية، كما أن انخفاض أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة أدى إلى زيادة الضغط المالي للحرب على المملكة بشكل كبير.