السبت 2024/11/23 الساعة 12:27 AM

ما تأثير مقتل سليماني على الحوثيين في اليمن؟

الإثنين, 06 يناير, 2020 - 11:34 مساءً
ما تأثير مقتل سليماني على الحوثيين في اليمن؟

[ قتل سليماني بغارة أمريكية استهدفت موكبه في بغداد ]

المهرة خبور -  الخليج أونلاين

لعب الجنرال الإيراني قاسم سليماني دوراً بارزاً في إدارة حروب أذرع إيران بالمنطقة العربية، وكانت جماعة الحوثيين في اليمن إحدى تلك المليشيات التي أسهم في تقوية قواتها ودعمها خلال السنوات الأخيرة.


ومثل مقتل قائد فيلق القدس صدمة كبيرة لدى الحوثيين باليمن، الذين سارعوا إلى إطلاق التهديدات وتوعدوا الولايات المتحدة بشن هجمات ضدها، كما نفذوا تظاهرات في مناطق سيطرتهم، مؤكدين دعمهم لأي تحرك تقوم به إيران.


وارتبط اسم سليماني باليمن منذ الأيام الأولى للحرب التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في مارس 2015، وهو ما يجعل لمقتله أثراً كبيراً على المليشيا التي اعترفت مؤخراً بتبعيتها لإيران، وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من تحويل البلاد إلى محطة للصراع في المنطقة.


- سليماني في صنعاء!


ولا يوجد حتى اللحظة ما يؤكد زيارة سليماني لليمن، رغم حديث مسؤولين يمنيين حول هذا قبل أعوام، حيث أكد وزير الخارجية الأسبق، رياض ياسين، في 31 مارس 2015، أن الجنرال الإيراني موجود في اليمن.


وقال ياسين، في حوار مع فضائية "الحدث" السعودية، رداً على تقارير إعلامية متضاربة حول مكان سليماني آنذاك: "قاسم سليماني موجود فعلياً في اليمن".


فيما قالت فضائية "بي بي سي" إن سليماني وصل إلى صنعاء بعد مرور 48 ساعة فقط على انطلاق عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية والإمارات في اليمن دعماً للحكومة الشرعية ضد الحوثيين.


كما ذكر موقع "نماينده" المقرب من التيار المتشدد من البرلمان الإيراني يومها، أن سليماني وصل إلى اليمن "لمساعدة إخوانه الثوار هناك من أجل مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون"، في إشارة إلى قوات حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً.


- لقاءات في بيروت


وتناقلت وسائل إعلام محلية يمنية عن مصادر أن لقاءات للجنرال الإيراني عقدت مع قيادات في جماعة الحوثيين بالعاصمة اللبنانية بيروت، سبقت مقتله بغارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير 2020.


وذكرت قناة "يمن شباب" المحلية أن اللقاءات التي أجراها سليماني قبل مقتله مع قيادات في حزب الله اللبناني والحوثيين باليمن "هدفت لتنفيذ عمليات إرهابية في المياه الإقليمية اليمنية ضد سفن عسكرية أمريكية ودولية مختلفة؛ لتخفيف الضغط الدولي على إيران".


وأوضحت أن سليماني "كان يشعر أنه وبلاده في خطر، وأن الطريقة الوحيدة للضغط على الأمريكيين وإجبارهم على التفاوض هو تحريك الوكلاء والمليشيا لإفشال الانتفاضات المناهضة لإيران وأتباعها في البلدان العربية".


وأضافت، نقلاً عن المصادر، أن جماعة الحوثي "تلقت تعهداً من سليماني بإرسال مزيد من الخبراء والأسلحة إلى الحديدة في اليمن".


وتحدثت القناة عن أن الاجتماع عقد أيضاً بمشاركة قيادات حوثية أخرى، والمشرف الإيراني على مليشيا الحوثي في صنعاء، القيادي في الحرس الثوري عبد الرضاء شهلاي، عبر الشبكة العنكبوتية.


- الحوثيون غاضبون.. ويتوعدون


وما إن أعلنت واشنطن مقتل سليماني حتى خرجت جماعة الحوثي بتصريحات هددت خلالها بردٍّ مباشر على عملية الاغتيال، ووصفت الحادثة بأنها "مغامرة كبيرة من شأنها أن تزيد الأوضاع المتوترة في المنطقة سوءاً".


وأدانت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دولياً، الحادثة، واعتبرتها "اعتداءً غادراً وجباناً"، مضيفة: "مثل هذا الفعل الجبان يرقى إلى مستوى الأفعال الأكثر تهديداً للسِّلم والأمن الدوليَّين، ويكشف بكل وضوح عن حقد أمريكي مضاعف على كل من ينحاز إلى القضايا العادلة".


أما زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، فقد تعهد بأن "دماءهما (سليماني والمهندس) لن تذهب هدراً"، مؤكداً وقوفه إلى جانب من وصفهم بـ"أحرار أمتنا" في "معركة الكرامة والاستقلال والحرية ضد الاستكبار والإجرام الأمريكي والإسرائيلي"، وفقاً للبيان.


في السياق نفسه أدان محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للجماعة، مقتل سليماني، وقال في تغريدة نشرها على "تويتر": "إن هذا الاغتيال مدان، والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل"، قبل أن يقوم لاحقاً بحذف تغريدته.


بدوره قال المكتب السياسي للحوثيين: إن "الولايات المتحدة ارتكبت بهذه العدوانية جريمة حرب على كل الأمة وعلى محور المقاومة وعلى القضية الفلسطينية".


وقال المكتب في بيان: "حريٌّ بشعوب المنطقة أن تدرك أن أمنها واستقرارها مرهونٌ بالمضي قدماً في مشروع التحرر حتى طرد المحتل الأمريكي".


ويوم الـ6 من يناير، نفذت جماعة الحوثيين احتجاجات واسعة في العاصمة اليمنية صنعاء، رداً على مقتل سليماني، كما أقامت صلاة "الغائب" عليه.


- إيران ستزيد من دعمها للحوثيين


ويقول الناشط السياسي اليمني عبد الله السامعي، إن مقتل سليماني سيفقد جماعة الحوثي "الرجل الذي كان يرسم سياستها"، لكنه رأى أن ذلك "لا يعني توقف الدعم الإيراني للحوثيين، الذي من المتوقع أن يزداد لأن جزءاً من الرد الإيراني على مقتل سليماني سيكون عبر الحوثيين؛ باستهداف السعودية"، في إشارة إلى حلف الرياض وواشنطن واستضافة المملكة لقوات أمريكية.


ويشير، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن مقتل سليماني "أكد للسعودية أن محاولة فصل الحوثيين عن إيران أمر مستحيل، بعد أن كانت تسعى لذلك بدلاً من استمرار دعم الشرعية للقضاء على مليشيا الحوثي".


ويؤكد أن إعلان الحوثيين استعدادهم لتنفيذ أي هجوم تطلبه إيران رداً على مقتل سليماني "يؤكد أن طهران لن يكون ردها إلا عبر أدواتها في المنطقة، وستواصل المشروع الذي بدأه سليماني في زعزعة استقرار المنطقة".


ويضيف: "بالرغم من مقتل سليماني فإن التأثير على تسليح الحوثيين لن يتغير كثيراً، باعتبار أن خليفته متشدد ويعتبر اليمن ساحة قِتال رئيسية تخص إيران".


- خسارة للحوثيين ومواجهة مع واشنطن


أما المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني فيؤكد بدوره أن مقتل سليماني "يعتبر خسارة كبيرة للمشروع الإيراني، وخصوصاً مشروع الهيمنة والتوسع الذي دأبت عليه إيران، وباعتباره القناة والوسيلة الوحيدة الذي تمتلكه طهران مع الأذرع الخارجية التي تمثل امتداداً لها في المنطقة وفي مقدمتها جماعة الحوثيين".


ولفت إلى أن مقتل الجنرال الإيراني "له تأثير معنوي، ويكسر غرور وطموح ونفسيات الأذرع الخارجية التي ترعاها إيران، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وباعتبار الحوثيين المكون الجديد في المنطقة، فهم الأكثر خسارة من بين تلك المليشيا، وهذا ما عكسته ردة الفعل من قبل قيادات المليشيا".


الهدياني يرى، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يرى أن القناة التي كانت تربط بين الحوثيين وإيران "قد كسرت وانتهت بمقتل سليماني، وهذا فأل سيئ على الجماعة مع بداية 2020"، مضيفاً: "خصوصاً أن هذه الصدمة تأتي والمليشيا تمر بأزمات وضائقة كبيرة، وننتظر التداعيات التي ستحصل بالمنطقة".


كما أشار إلى أن الحوثيين أصبحوا اليوم في مواجهة مفتوحة مع الأمريكان، "بعدما كانت واشنطن تقوم برعاية حوارات بينهم وبين السعودية".


وأضاف: "بعد هذه الحادثة سيدخل الحوثيون إلى جانب طهران في صراعهم مع أمريكا، وهم الآن يدفعون بأنفسهم للتخندق في المشروع الإيراني، وسيكونون جزءاً من الأيدي التي ستحركها إيران في المنطقة، بما يجعلهم في مرمى العداء مع واشنطن".


وحذرت الحكومة اليمنية من أسمتهم بـ"مرتزقة طهران (المليشيا الحوثية) من مغبة تحويل اليمن إلى مسرح صراع "إيراني أمريكي" وتعريض مصالح اليمن واليمنيين للخطر وتقديمهما كبش فداء خدمة لأهداف إيران وسياساتها التدميرية في المنطقة".


وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: "إن الشعب اليمني عانى الأمرَّين، وما زال يدفع الثمن جراء انقلاب المليشيا الحوثية ومحاولات طهران تحويل اليمن إلى منصة لاستهداف دول الجوار وتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مضيفاً: "أي مغامرات جديدة ستفتح الباب على المجهول ويضاعف المأساة الإنسانية للمدنيين".


اقراء ايضاً