ظريف يؤكد استعداده السفر إلى الرياض.. والجبير ينفي طلب وساطة مع طهران بشأن الحرب في اليمن
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، استعداده للسفر إلى الرياض من أجل حل الخلافات مع السعودية، بينما أكد وزير الشؤون الخارجية بالمملكة عادل الجبير أن لا واسطة بين بلاده وإيران.
وقال ظريف -في تصريح صحفي- إن "إيران ستقف دائما إلى جانب الشعب اليمني، فنحن نؤمن بأن إيقاف الحرب هو لمساعدة الشعب اليمني بالدرجة الأولى"، حسب تعبيره.
وأفاد بأن هناك اتصالات مستمرة مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بشأن الوضع في اليمن، مؤكدا ترحيب بلاده بأي مبادرة لتخفيف التوتر في المنطقة، وقال إنها ستتعاون بشكل تام مع أي خطوة لإنهاء الحرب في اليمن.
وأكد أنه على استعداد للسفر إلى الرياض من أجل حل الخلافات إذا تهيأت الظروف المناسبة.
بدوره، جدد عادل الجبير، وزير الشؤون الخارجية السعودية، اتهام بلاده لإيران بالوقوف خلف الهجوم على منشأة نفط سعودية منتصف سبتمبر الماضي.
وقال الجبير -خلال كلمة له بالمعهد الدولي للشؤون الخارجية في لندن الاثنين- إن المملكة العربية السعودية مقتنعة "من خلال الأدلة الموجودة لدينا بتورط إيران في هجمات أرامكو".
وأضاف أن أيادي إيران تمتد إلى عدد من الدول العربية، مشدداً على أنه "ليس هناك أي وساطة مع إيران ونطالبها بالأفعال بدلاً من الكلام".
وتعرضت منشأة أرامكوا منتصف سبتمبر الماضي لهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ، ورغم إعلان الحوثيين في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم، وجهت السعودية ودول غربية اتهاماتها إلى إيران بالضلوع في الهجوم أو تنفيذه عبر جماعات مسلحة أخرى غير الحوثيين.
وصعد الهجوم حدة التوتر في منطقة الخليج، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى زيادة العقوبات الاقتصادية على طهران، بعد إلغاء ضربة عسكرية في الساعات الأخيرة كما أعلن دونالد ترامب.
لكن سرعان من انخفض التوتر بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سربت للإعلام انباء عن طلب ولي العهد السعودي من رئيس وزراء باكستان التوسط لدى طهران.
وتنفي السعودية تلك الانباء، لكن عمران خان قام في الأيام الماضية بزيارتين متتاليتين إلى طهران والرياض، تقول إيران إنها جهود للتوسط بين البلدين.
وانعكس التوتر في الخليج على الوضع في اليمن، حيث تدعم إيران جماعة الحوثيين الانقلابية، فيما تقودخ السعودية تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعترف بها دولياً منذ خمس سنوات.
وتحاول طهران وقف العمليات ضد حلفائها في الجزيرة العربية، رغم استخدامها للحوثيين كورقة ضغط في مواجهة العقوبات الأمريكية وتهديدها الدائم للسعودية، لكن مؤشرات وتوقعات تتحدث عن احتمالية وقف الحرب في اليمن والوصول إلى تسوية سياسية بين الاطراف، خصوصاً بعد تراجع موقف السعودية إثر انسحاب شريكتها في التحالف العربي الإمارات العربية المتحدة من اليمن، ودعمها لتمرد جديد جنوب البلاد، إضافة إلى إعادة تطبيع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والتعاون العسكري مع إيران.
وكان الحوثيون أعنلوا أواخر سبتمبر الماضي تعليق هجماتهم على السعودية من جانب واحد، ووصفت السعودية على لسان ولي العهد محمد بن سلمان الخطوة بأنها إيجابية، ورغم عدم إعلان المملكة الترحيب بالتهدئة بشكل رسمي، تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على قوات ومواقع الحوثيين في الآونة الأخيرة وفق ما أكد المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إحاطته الخميس الماضي أمام مجلس الأمن.