بعد عشرين عاما من الخيانة.. كيف تبرر هيلاري كلينتون استمرار زواجها؟
من لا يرغب في مناقشة الحياة العاطفية للآخرين، خاصة هؤلاء المشاهير في الفن والسياسة؟ والذين نقرأ تفاصيل حياتهم لنشعر كأننا قادرون على التدخل فيها لإصلاحها، أو لسؤالهم: لماذا تبقون معا رغم كل ما حدث؟
واعتبر الجمهور على مر السنين أن على المرشحة الرئاسية الأميركية لعام 2016 هيلاري كلينتون الانفصال عن زوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، بعد فضح علاقته الجنسية بمونيكا لوينسكي في أواخر التسعينيات، في حين أن كثيرين يعتقدون أن قرار الاستمرار منطقي بالنسبة لهما. ولكن كيف ترى هيلاري نفسها هذا القرار؟
في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفي المرة الأخيرة بين مئات المرات التي قابلت فيها سؤالا حول زواجها؛ اعترفت هيلاري في برنامج "صباح الخير يا أميركا" على قناة إيه بي سي ABC بأن استمرار هذا الزواج كان أجرأ وأشجع القرارات التي اتخذتها في حياتها الشخصية، وكان قرارا موفقا.
وترى هيلاري أكثر تفاصيل قرارها صعوبة هو اختيارها الصمت سنوات طويلة كلما تمت مناقشتها في قرار استمرار زواجها من أشهر زير نساء في العالم، حتى أنها لم تلمح إلى تجارب الخيانة المؤلمة التي مرت بها معه؛ وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، بررت ذلك بأنها ترفض النظرة التقليدية للزواج المثالي، والزواج عموما.
فبالنسبة لهيلاري يعد الزواج مؤسسة غريبة تحكمها الهيئات الدينية والحكومات والمجتمع والجيران والأصدقاء والأقارب، وجميعهم يبذلون قصارى جهدهم لوضع قواعد واضحة حول ماهية الزواج وما يعنيه.
- لماذا بقيا معا؟
تكمن شجاعة هيلاري كزوجة بتحملها ضغوط الرأي العام، ولأنها بقيت متزوجة من شخص يرتكب في حقها الكثير. وتعرف هيلاري شعور الجمهور الفضولي حول حياتها، وأن كثيرين لا يشعرون بالراحة لعدم معرفتهم أسباب استمرار زواجها، لكنها اختارت أن تسأل نفسها عن مشاعرها الخاصة، بدل السماح لنفسها بالتنازل أمام رفض من حولها، وهو ما عبرت عنه بالتفصيل في كتابها "خيارات صعبة" الذي نشرته بعد خسارتها الانتخابات الرئاسية عام 2016.
كتبت هيلاري في كتابها أوضح رد لها على علاقة بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي، وقدمت وصفا شخصيا وعميقا عن الحياة المشتركة بين الأزواج، ولاضطرابها في تلك الفترة، من دون أن تذكر على وجه التحديد خيانة زوجها؛ فكتبت "كانت هناك أوقات لم أكن متأكدة مما إذا كان يمكن لزواجنا الاستمرار، أم ينبغي علينا التمسك به. لكن في تلك الأيام سألت نفسي السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لي: هل ما زلت أحبه؟ وهل يمكنني أن أظل في هذا الزواج من دون أن أغضب وأستاء من قراري هذا في المستقبل؟ كانت إجاباتي دائما نعم، لذلك بقيت".
في الفصل نفسه من الكتاب ذكرت هيلاري ذكرياتها مع بيل، وعن مشاعر الفرح التي تنتابها كلما استرجعت تفاصيل لقائهما الأول في معرض روثكو، وكتبت "ما زلت أعتقد أنه واحد من أكثر الرجال وسامة على الإطلاق من بين جميع من عرفتهم. وأنا فخورة به، وفخورة بعقله المفكر وقلبه الكبير، وإسهاماته التي قدمها للعالم، وأنا أحبه من كل قلبي".
أظهرت هيلاري عبر صفحات هذا الفصل عن بيل أن زوجها مصدر ثقتها الرئيسي على المستوىين الشخصي والسياسي، ووصفته بأنه أب وجد ملتزم ومحب، وصاحب الفضل في عملها بالسياسة، فقبل فترة طويلة من تفكيرها في ترشحها للانتخابات العامة كان يدعمها، وذكرت كلماته في كتابها حين كان يقول لها "يجب عليك القيام بذلك، وسيكون عملا رائعا؛ فأنا أحب أن أصوّت لك رئيسة لأميركا".
- حب أم شكل اجتماعي؟
أشارت هيلاري كثيرا إلى أن علاقتها ببيل استمرت وتعززت بسبب الحياة العامة والسياسية التي اتفقت آراؤهما عليها، رغم التعقيدات التي قابلاها كلما ظهرت من أشخاص لم يدعوهما وشأنهما، ولا يريدون سوى التعرف عليهما من أجل الحصول على قصة جيدة لروايتها للصحف.
وتذكر هيلاري وقوف بيل إلى جوارها، مؤكدة دوره كصديق لها، خاصة بعد خسارتها الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب، وتحكي أنهما عادا لمنزلهما في نيويورك، وتجنبا الرد على هواتفهما وبريدهما الإلكتروني عدة أيام، لأن هيلاري لم تكن مستعدة لقراءة رسائل تحمل مشاعر الأسف والحزن أو الشماتة، وحتى تلك الأسئلة حول كيف ولماذا لم تبذل قصارى جهدها للفوز.
في تلك الأيام شعرت هيلاري بالامتنان لزوجها الذي كان صديقا مقربا؛ ليس فقط في الأوقات السعيدة، ولكن في الأوقات الحزينة أيضا.
في نظر الجمهور ما زالت علاقة هيلاري وبيل من أكثر العلاقات إثارة للجدل، رغم ردود هيلاري في الفترة الأخيرة، ليس فقط بسبب غرامياته الفاضحة؛ بل في مواجهة هيلاري للانتقادات اللاذعة بسبب دفاعها عن زوجها في اعتداءاته الجنسية ضد النساء اللواتي اتهموه بالتحرش الجنسي، رغم تسجيلها اعتراضها فور فوز دونالد ترامب بالرئاسة، وتعجبها من تصويت 62 مليون شخص لرجل متهم بالاعتداء الجنسي على النساء.
السبب الآخر كان في تخلي بيل عن زوجته في الحملتين الرئاسيتين الفاشلتين لها، وهي الملحوظة التي ردت عليها هيلاري بأنها بالفعل ساعدته ليصبح رئيس أميركا، ونجحت في دورها، لكنه ليس مضطرا لمساعدتها لتصبح رئيسة أميركا، لأنه ليس مضطرا لذلك.
وكانت علاقة بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي أشهر فضائحه، بعد تسريب مكالمات تليفونية بين الاثنين يناقشان فيها تفاصيل علاقتهما، وكانت مونيكا تعمل متدربة في البيت الأبيض خلال ولاية بيل الرئاسية الأولى، وبعد ثبوت الاتهام اعترفت مونيكا بممارستهما الجنس في مكتب الرئيس، وفي النهاية اعترف بيل بصدق الادعاء، وقال أنه اضطر للكذب على الشعب الأميركي، حسب صحيفة واشنطن بوست.