لماذا يجب التوقف عن وصف الفتيات بأنهن جميلات؟
[ مهمة الأبوة والأمومة توصيل القيم الجيدة ]
إذا كان لديك ابنة أو طفلة قريبة منك، لا تقل لها "كم أنت جميلة" يمكنك أن تقول لها "كم أنت رائعة" ولا تعلق على ملابسها وتقول كم هي لطيفة. حاول ألا تتحدث عن مظهرها، هي لن تعدم أشخاصا سيقولون لها كم هي جميلة، أنت فقط لن تكون واحداً منهم، وإليك الأسباب.
في مقالها على موقع سيكولوجي توداي، تقول د. رينيه إنجلن أستاذة علم النفس بجامعة نورث وسترن، ومؤلفة كتاب (مريض الجمال): كيف يؤذي الهوس الثقافي بالمظهر الفتيات والنساء، عندما نقضي الكثير من الوقت في الحديث عن شيء ما، نبعث برسالة تفيد بأن الموضوع مهم. إذا تحدثنا بانتظام مع أطفالنا عن اللطف، فسنعلمهم أن اللطف مهم.
وتابعت "إذا امتدحنا الأطفال كثيرًا لمشاركتهم، فهذا يوضح مدى تقديرنا لصفة الكرم، وعندما نعلق على جاذبية الفتاة وجمالها بشكل ثابت ومتكرر أكثر من أي شيء آخر، فإننا نؤكد لها أن مظهرها أهم من جميع صفاتها الأخرى".
- منذ الولادة
تركيز الجميع على الكيفية التي تبدو بها الفتيات يبدأ منذ الولادة، ففي إحدى الدراسات الكلاسيكية عام 1974، بعنوان "آراء أولياء الأمور بشأن جنس المواليد الجدد" أجريت مقابلة الآباء بعد 24 ساعة من ولادة أطفالهم. ورغم أن الذكور والإناث بالدراسة لم يختلفوا من حيث الحجم أو الشكل، فإن الآباء ركزوا على وصف بناتهم حديثي الولادة من حيث المظهر والشكل الخارجي، مثل وصف "الجميل والرائع". وهذا لم يحدث في وصف حديثي الولادة من الذكور.
وفي متابعة لهذه الدراسة عام 1995، بعنوان "تصورات الوالدين النمطية للجنسين عن المواليد الجدد.. إعادة النظر" وجد أن الآباء قد صنّفوا الفتيات حديثات الولادة على أنهن أكثر رقة وأقل قوة وأكثر حساسية، رغم حقيقة أن الصبي والفتاة الرضع لا يختلفان فعليًا في الحجم أو القوة.
- أقل كفاءة بدنية
التركيز على الكيفية التي تظهر بها الفتيات لا يعني فقط أننا نقدر المظهر الجسدي على الصفات الأخرى؛ ولكن قد يؤدي بنا أيضًا إلى النظر إلى الفتيات على أنهن أقل كفاءة بدنية من الفتيان.
ولا تختلف الفتيات والفتيان بالقدرات الحركية، فهم يصلون إلى مراحل النمو البارزة مثل الجلوس والمشي في نفس العمر. ومع ذلك، عندما طلب الباحثون -في دراسة "التحيز بين الجنسين في توقعات الأمهات حول حبو الرضع" عام 2000- تقدير مدى أداء أطفالهن في عمر 11 شهرا في مهمة الحبو، قللن بشكل منهجي من شأن بناتهن. واعتقدن أن أولادهن الذكور سيكونون أفضل في الحبو. ونظرن أيضًا إلى الصبيان على أنهم أكثر شجاعة، وتوقعن أن يجربوا منحدرات أكثر خطورة في مهمة الحبو.
في الواقع، أظهرت الدراسة أن الولد والفتاة لديهم قدرات متكافئة أثناء الحبو. تقول د. إنجلن -التي وصلت متابعة حديثها مع TEDx إلى نصف مليون مشاهدة على يوتيوب "يمكنك رؤية المزيد من الأدلة على هذه الصور النمطية في بطاقات المعايدة المصممة لتهنئة الآباء على المواليد الجدد. فقد وجد الباحثون الذين قاموا بتحليل هذه البطاقات أن أولئك الذين يستهدفون آباء الصغار أظهروا المزيد من الصور للنشاط البدني، في حين تضمنت البطاقات التي تستهدف الفتيات المزيد من الرتوش الزخرفية مثل الدانتيل والشرائط.
- رسالة مختلفة للفتيات
عندما تقابل طفلة صغيرة، قد تعلق على مظهرها تلقائيا، فمعظمنا يفعل ذلك دون تفكير. ولكن مع بعض الممارسات، يمكننا أن نبعث رسالة مختلفة للفتيات، واستخدام محادثاتنا لإظهار أننا نقدرهن على الصفات التي لا علاقة لها بالشكل والمظهر. المرة القادمة التي تميل فيها للحديث مع فتاة صغيرة، فكر في جميع الصفات الأخرى التي تعجبك بها ووجّه المحادثة في مسار مختلف.
وجه لها بعض الأسئلة التي تعرف من خلالها أنك مهتم بحياتها، كما أن الأسئلة المفتوحة تساعد أيضًا على بناء مهارات اللغة والذاكرة. اسألها عما تفعله وما الذي تتعلمه وما تحب. اطلب منها وصف شيء ما. اطلب منها أن تظهر لك لعبة أو كتابا مفضلا. اسأل عن خططها.
تحدث عن سبب اهتمامك بها، أخبرها أنك سعيد برؤيتها. وأنك تتساءل: ماذا كانت تفعل خلال الأيام الماضية؟
امدحها على الصفات التي يمكنها التحكم بها والاستزادة منها مثل قدرتها على العمل بجد وأنها لا تستسلم أبدا. قدم لها الشكر لكونها لطيفة مع الآخرين.
كل هذه الأفكار مناسبة لكل من الفتيات والأولاد بالطبع، ولكننا لا نميل إلى التركيز على مظهر الصبية الصغار مثلما نفعل مع الفتيات.
تقول د. إنجلن إن مهمة الأبوة والأمومة توصيل القيم الجيدة للأطفال. وبالتالي لا تدع عادة لغوية يمكن تجنبها تبعث برسالة غير مقصودة مفادها أن شكل الفتيات الصغيرات أهم من طريقة تفكيرهن أو شعورهن أو سلوكهن.