مصادر أمنية تكشف تفاصيل التمرد في سقطرى.. وتطالب الشرعية بتدارك الوضع
[ تسعى الإمارات إلى تفجير الوضع في سقطرى ودعم التمرد على الشرعية ]
كشفت مصادر أمنية في محافظة أرخبيل سقطرى عن تمرد جديد يستهدف الحكومة الشرعية في الأرخبيل بالتزامن مع تحركات إماراتية تهدف لتفجير الوضع، بعد فشل محاولاتها السابقة.
وقالت المصادر لـ"الموقع بوست" إن العقيد عبد الله أحمد دمن كنزهر قائد الكتيبة الثالثة مشاة التابعة للواء الأول مشاة بحري في سقطرى أعلن ولاءه لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ورفع أعلاما تشطيرية بدلا عن العلم اليمني الرسمي.
وبحسب المصادر، فإن هناك كتائب أخرى ضمن مسلسل التمرد تتم برعاية وتواطؤ العقيد ناصر قيس القائم بأعمال قائد اللواء والمنتمي إلى محافظة أبين.
ووفقا للمصادر فإن العقيد قيس يدعم الانقلاب والتمرد بمعرفة قوات الواجب السعودية المتمركزة في الجزيرة دون أن تحرك ساكنا.
ويعد هذا التمرد الثاني في اللواء الأول مشاة بحري بعد تمرد كتيبة حرس السواحل التي تمردت الأسبوع الماضي.
ويأتي التمرد بعد ساعات من اجتماع عقد في مقر قوات الواجب السعودية بحضور قيادة اللواء أول مشاة بحري وقيادة ما يسمى بالحزام الأمني الممول من دولة الإمارات، وقائد قوات الخاصة المقال ومدير أمن المحافظة وقائد الشرطة العسكرية بالمحافظة ومدير الأمن القومي وحضور وكيلي المحافظة رايد الجريبي وصالح علي سعد.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء أقر بتشكيل غرفة للعمليات من قيادة اللواء والحزام الأمني والقوات الخاصة المتمردۃ واستبعاد التشكيلات الموالية للشرعية، في خطوة هدفت لتنفيذ الانقلاب والتمرد على الحكومة الشرعية وإسقاط اللواء بيد مليشيات الانتقالي وجر المحافظة إلى الصراع والفوضى.
ولفتت المصادر الأمنية إلى أن ما يجري في الأرخبيل هو إسقاط للمؤسسات العسكرية من قبل قيادة الكتائب العسكرية الموالين للانتقالي، والذين تم تعيينهم من قبل قائد اللواء السابق العميد محمد علي الصوفي، بتواطؤ من أركان اللواء العقيد ناصر قيس.
وقالت المصادر إنه جرى تخصيص ميزانية بمبلغ 100 مليون درهم إماراتي من قبل الإمارات لتمويل الانقلاب ولشراء ولاءات الضباط والأفراد وإعلان ولائهم للانتقالي.
وأكدت أن "مدير الأمن القومي والوكيل صالح علي سعد، المقربين من الأمين العام المساعد للانتقالي اللواء سالم عبد الله السقطري المحافظ السابق المتمرد على الدولة يجتمعان بقيادات الانتقالي في المحافظة ويرعيان الانقلاب ويقومان بتضليل قيادة قوات الواجب بالمحافظة ويرفعان تقارير مغلوطة إلى الرئاسة، تبرر تحركات الانتقالي وتبعد عنه التهم المتعلقة بتنفيذ هذا التمرد".
وذكرت المصادر أن مدير الأمن القومي العقيد أحمد سعد له ارتباطات شخصية بخلية أحمد علي نجل الرئيس المخلوع صالح، وسبق أن سافر إلى الإمارات أكثر من مرة.
وأوضحت أن العقيد ناصر قيس يكتفي برفع بيانات ورقية إلى الرئاسة في حين ينفذ مخطط إسقاط كتائب اللواء واحدۃ تلو الأخری مكتفيا بالتصاريح أنه مع الشرعية، بينما يعمل في الواقع مع الانتقالي.
وطالب مسؤولون بالحكومة وزارة الدفاع بتشكيل لجنة والنزول إلى الأرخبيل لتدارك الوضع قبل فقدان السيطرة على اللواء الذي يمتك ترسانة أسلحة قبل الوحدۃ وبعدها، وفقا للمصادر.
وكانت مصادر محلية كشفت لـ"الموقع بوست" في وقت سابق عن تحركات إماراتية يقودها المندوب الإماراتي خلفان المزروعي بهدف تفجير الوضع في المحافظة، بعد فشل محاولاتها السابقة.
وقالت المصادر إن المزروعي يجري استعدادات جديدة للانقلاب في سقطرى بتحريك المليشيات التابعة لهم في الجزيرة، مشيرة إلى أن المزروعي التقى أشخاصا كان قد نصبهم شيوخاً بدلاء وقدم لهم مبالغ مالية للاستعداد للانقلاب، في وقت تواصل مليشياته إحداث اضطراب في حديبو عاصمة المحافظة.
وتستمر الإمارات في محاولاتها للسيطرة على أرخبيل سقطرى، عبر "الانتقالي الجنوبي"، وعناصر دأبت على إعلان التمرد بدعم مالي إماراتي، بهدف تكرار سيناريو عدن في سقطرى، وإنهاء حالة الأمن والاستقرار التي تشهدها المحافظة.