وكيل محافظة المهرة بدر كلشات يكتب: فاجعة نبأ ترجل فارس الحكمة وسلطان الإنسانية
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي أبناء المهرة سلطان الإنسانية والخير والمحبة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، وبهذا المصاب الجلل ترفع المهرة آيات العزاء والمواساة القلبية للشعب العماني الشقيق حكومة وشعبا ونعزيهم فردا فردا في مصابنا ومصابهم الجلل برحيل جلالته رحمة ربنا عليه وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
رحمة الله عليك يا حكيم الزمان وسلطان الخير والعطاء والمحبة والإنسانية عند الشعوب العربية والإسلامية جميعها وعند الشعب العماني وأبناء المهرة وجميع شعوب المنطقة من شرق آسيا حتى أعماق أفريقيا وأوروبا.
لقد كان جلالة السلطان قابوس بن سعيد أحد القادة العظام الذين تركوا بصماتهم الخالدة النيرة التي سيخلدها التاريخ ويسطرها في أنصع صفحاته بصفحات من نور مكتوبة بأحرف ذهبية تحكي مسيرة خالدة من الرجولة والحكمة والتنمية والرفعة والشموخ والسلام وحسن الجوار.
بحق لقد كان السلطان قابوس بن سعيد أحد الرجال العظماء القلائل الذين ستظل الأمة تفخر بهم عبر تاريخها المجيد وستظل ترثيهم في كل محافلها ومواقفها وتترحم عليهم لما حفل به تاريخهم ومسيرتهم العظيمة من حكمة وكياسة ودهاء سياسي بفضله جنبوا المنطقة ويلات الحروب والدمار، وجعلوا شعوبهم تعيش في سؤدد العز والأمن والرخاء.
لقد رحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى جوار رحمة ربه في هذا الوقت الكالح والظرف العصيب والوضع المزري الذي تمر به المنطقة برمتها، تاركا المنطقة تعصف بها الأهواء والأحقاد والأطماع وهي تتطلع إلى رجل رشيد لعله يخرجها مما وقعت فيه.
لقد رحل السلطان في وقت كانت تأمل فيه الأمة أن يلعب دوره المحوري في ترميم التصدعات والخلافات البينية التى مزقت جسد المنطقة جراء السياسات الخاطئة من قبل حديثي العهد بالسياسة، ولكن الموت كان سباقا ربما لحكمة يعلمها ربنا سبحانه، ولتبحث المنطقة العربية عن قائد حكيم آخر كما كان السلطان قابوس بن سعيد ليخرجها من عنق الزجاجة ومستنقع التشرذم والخصام والفرقة، وإن كنت أظن أن هذا محال في الوقت الحالي لغياب هذه القيادة.
ومن هنا وبهذا المصاب الجلل نقول للشعب العماني الشقيق: محافظة المهرة إلى جواركم وستقف إلى جانبكم كما عهدتموها سندا ومددا وظهرا جنودا مجندة في العسر واليسر والمنشط والمكره.. فنحن منكم وأنتم منا الدم الدم والهدم الهدم إخوة دين أشقاء متفاهمين وجيران متحابين مترابطين بأواصر الدم والقرابة والنسب جسدا واحدا من مضيق هرمز حتى أعماق صحراء الربع الخالي، أصحاب مصير مشترك وهدف واحد وقضية مصيرية مشتركة.
أيها الأشقاء في سلطنة عمان الشقيقة، نقول لكم من أعماق قلوبنا: إن رحيل جلالة السلطان ليس خسارة لعمان وحدها بل خسارة للأمتين العربية والإسلامية وعلى الجزيرة العربية والسلطنة والمهرة بشكل خاص، وبرحيله فقدت المهرة الوالد الحنون وسلطان الإنسانية ويد الخير والإحسان.
لقد سمعت المهرة في ساعة متأخرة من الليل نعي البلاط السلطاني برحيل جلالته فاستيقظت من نومها مذعورة لتشاطركم الحزن والألم وتترحم على السلطان، وأعلنت المهرة الحداد الرسمي، وستقام صلاة الغائب في جميع مساجدها، وسترفع المآذن وتلهج بتلاوة الذكر الحكيم على روحه الطاهرة، وستقام مجالس العزاء في كل المديريات.
إن المهرة بجميع قبائلها ورجالها وشبابها وأطفالها ونسائها لن تنسى ما قام به جلالة السلطان نحوها، وتثمن ذاك الجميل المستمر ولن تنساه ما بقيت على هذه الأرض الطيبة، وستظل تحتفظ به عبر أجيالها الحالية والقادمة.
ختامًا، لا نقول في هذا المصاب الجلل إلا رضينا بقضاء ربنا وقدره ونكتم ما بنا من حزن وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمة الله عليك يا سلطان الإنسانية، السلطان الباقي في قلوب جميع أبناء المهرة.. الذي لن يغيب عن قلوب وعقول أبناء المهرة أبدا.
نسأل من الله العلي القدير أن يتغمد جلالتك بالرحمة الواسعة والمغفرة، وأن يعصم قلوبنا جميعا بالصبر والسلوان، رحمة الله عليك يا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وإلى جنات الخلود بإذن الله.