الحكومة تتهم قوات مدعومة إماراتيا بتخريب أنابيب النفط والغاز
[ أعمال التخريب تعوق عودة الاستثمارات الأجنبية (فرانس برس) ]
اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية، قوات محلية موالية لدولة الإمارات بالوقوف خلف حوادث تخريب أنابيب النفط والغاز بمحافظة شبوة (جنوب شرقي البلاد)، وأوضحت أنها أعمال تخريبية لعرقلة عودة الشركات النفطية الأجنبية للبلد واستئناف نشاطها.
وقال بيان صادر عن وزارة النفط، نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في نسختها الحكومية، إن مثل تلك الأعمال التخريبية تفشل الجهود المضنية والمبذولة من أجل إيجاد وخلق بيئة ومناخ استثماري جذاب، وتعوق عودة الشركات النفطية الأجنبية للبلد واستئناف نشاطها، وتعوق جميع أعمال التنمية في محافظة شبوة بشكل خاص وفي عموم الجمهورية بشكل عام.
ولمح البيان إلى تورط قوات محلية موالية للإمارات، إذ أشار إلى أن الأعمال التخريبية لأنابيب النفط والغاز تقع في المناطق، التي تقوم "النخبة الشبوانية" بحمايتها.
وتعرض أنبوب لنقل الغاز المسال للتفجير من قبل مسلحين مساء الأربعاء، وقال مسؤول محلي إن "مسلحين مجهولين فجروا، مساء الأربعاء، أنبوب الغاز الممتد من حقل صافر في محافظة مأرب (شرق) إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة" الغنية بالنفط والغاز.
ويبلغ طول الأنبوب 320 كم، وينقل الغاز من وحدة إنتاجه في صافر إلى ميناء بلحاف في شبوة، بغرض تصديره.
ويعدّ تفجير أنبوب الغاز الثالث خلال أقل من عشرة أيام، وجاء بعد يومين من عملية تفجير تعرض لها أنبوب لتصدير النفط الخام في نفس المحافظة، حيث فجر مسلحون في وقت مبكر من صباح الإثنين أنبوب النفط الخام الممتد من الحقل رقم (4) في منطقة العقلة بشبوة إلى ميناء النشيمة للتصدير.
ومنعت قوات "النخبة الشبوانية" الموالية لأبوظبي، فريقاً فنياً حكومياً من تأدية مهامّه في صيانة الأنبوب وإصلاح الأضرار.
وقالت الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية في بيان، إن أنبوب تصدير النفط الخام تعرض للتفجير، ما أدى إلى تسرب كبير وتوقف ضخ النفط الخام من محطة الضخ في منطقة العلم.
وأوضحت أن "فريق الصيانة مُنع من النزول لمكان التفجير وإغلاق الحابس في المحطة (106) من قبل قوات النخبة الشبوانية في منطقة حبان".
وتأتي عمليات تخريب أنابيب النفط والغاز، بعد أيام من معارك عنيفة شهدتها محافظة شبوة النفطية، بعد دفع أبوظبي قوات محلية موالية إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة، حيث حاولت طرد القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنها فشلت قبل أن تنسحب بوساطة قبلية.
وينذر التصعيد العسكري وتكرار تفجير أنابيب النفط، بتوقف الإنتاج ومغادرة شركة او إم في النمساوية التي هددت بإيقاف الإنتاج في حالة استمرار ما تُعرف بقوات النخبة الشبوانية بتعطيل أعمالها وافتعال المشاكل.
وقال مسؤول في الشركة النمساوية لـ"العربي الجديد"، بأن توتر الوضع في محافظة شبوة حيث تعمل الشركة، يهدد بإيقافها الإنتاج ومغادرة البلاد.
واستأنفت الشركة النمساوية نشاطها في إنتاج النفط باليمن منذ منتصف 2018، بعد توقف لأكثر من ثلاثة أعوام منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية نهاية 2014.
وتدير الشركة النمساوية حقل "العقلة" النفطي، وتنتج نحو 17 ألف برميل من النفط الخام يومياً، كذلك تقوم باستكشاف النفط في حقلين آخرين في نفس المحافظة اليمنية.
ويعتمد اليمن على صادرات النفط الخام لتمويل ما يصل إلى 70% من ميزانيته، وسط غياب قطاعات مهمة أخرى عن خريطة الإيرادات العامة، مثل الصناعة والزراعة والسياحة، رغم ما تتوفر عليه الدولة من ثروات وإمكانيات طبيعية هائلة.
والإمارات شريك رئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران التي تسيطر على العاصمة صنعاء، وأغلب المناطق شمالي اليمن منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
واستثمرت دولة الإمارات مشاركتها في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد انقلاب جماعة الحوثيين، لتحقيق أهدافها في السيطرة على مطارات وموانئ يمنية، غير آبهة بتعطيل حركة الملاحة البحرية والجوية، وتكبيد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة تزيد معاناة اليمنيين.
المصدر: العربي الجديد