صحف عربية: توضح مسرحية انسحابات القوات السعودية من معسكراتها بالمهرة وتسليمها لموالين لها
كشف موقع عربي 21 مسرحية الانسحابات العسكرية السعودية بمحافظة المهرة المحاددة لسلطنت عمان ونقل تصريحات عن القيادي اليمني في الحراك السلمي المعارض للسعودية في المهرة، شرق اليمن، أن القوات السعودية سلمت المعسكرات التي انسحبت منها إلى قبليين موالين لها، محذرا من نوايا تخفيها الرياض من وراء ذلك.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية بحركة الاعتصام بالمهرة، سالم المهري، الخميس، إن القوات السعودية سلمت المعسكرات التي انسحبت منها في مديريتي حصوين وسيحوت، جنوب وغرب مدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، إلى قيادات قبلية موالية للمملكة، وترتبط بعلاقة وثيقة مع انفصاليين جنوبيين مدعومين من أبوظبي.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن الجنود السعوديين سحبوا الأسلحة الثقيلة من تلك المعسكرات ونقلوها إلى مطار الغيظة، الذي حولته الرياض إلى قاعدة عسكرية لها منذ سنوات.
وتابع: "ما حدث ليس انسحابا، بل مسرحية هزلية، حيث لم يغادر أي عسكري سعودي تلك المعسكرات التي كانوا يتمركزون فيها إلى أراضي المملكة، بل نقلوا إلى داخل مطار الغيظة".
ولكنه أكد أن حركة الاحتجاج ستتواصل ضد القوات السعودية وكل وجود أجنبي في المهرة، حتى طردها.
وحذر رئيس الدائرة الإعلامية بحركة الاحتجاج الشعبي ضد السعودية، من نوايا تبيتها سلطات الرياض، من وراء تسليمها تلك المعسكرات لقيادات قبلية تتقاضى رواتب شهرية منها.
وأشار إلى أنه تم اعتماد مجندين محليين من أبناء تلك المناطق، وتم منح المشايخ القبليين سيارات رباعية، وقطع أسلحة، وهو ما يجسد مساعي سعودية لإغراق محافظتنا بالفوضى، على حد تعبيره.
وتساءل المهري: لماذا لم تسلم المعسكرات والثكنات العسكرية التي أفرغتها من قواتها تحت ضغط الاحتجاج الشعبي إلى القوات الحكومية؟
ولم يستبعد سالم المهري أن تعزز الحكومة السعودية الميليشيات المحلية التي شكلتها من القبائل الموالية لها، بعناصر انفصالية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تديره الرياض بمعية أبوظبي ضد خصومهما.
كما لفت إلى أن مدينة الغيظة، كبرى مدن المهرة، باتت تعج بعناصر متشددة من التيار السلفي الموالي للمملكة، وباتت المساجد التي تخضع لإدارتها أشبه بثكنات عسكرية، داعيا إلى التنبه إلى خطورة ذلك.
وأوضح القيادي المعارض للرياض أن "هذا الانسحاب حتى وإن كان جزئيا، لكنه يجسد ملحمة النضال الشعبي الذي جسده المهريون من خلال حركة الاعتصام السلمي على مدى سنوات ضد الوجود العسكري غير الشرعي في محافظتنا البعيدة عن الحرب الدائرة في البلاد".
وكانت القوات السعودية، قد بدأت في الأيام القليلة الماضية، بإخلاء معسكرات كانت تنتشر فيها في محافظة المهرة على مدى الأعوام الأربعة الماضية.
ويوم الاثنين الماضي، قال مصدر يمني مطلع في تصريح لـ"عربي21" إن الرياض شرعت في سحب قوات تابعة لها من معسكر "درفات" الواقع في مديرية سيحوت، جنوب غربي مدينة الغيظة، المركز الإداري لمحافظة المهرة.
ومعسكر "درفات" يعد واحدا من ثلاثة معسكرات كبيرة، أنشأتها القوات السعودية في المهرة، وتحديدا في مديرية سيحوت، بالإضافة إلى خمس ثكنات عسكرية أخرى في هذه المديرية الساحلية على بحر العرب.
وأضاف المصدر أن قوات سعودية غادرت أيضا، معسكر جدوه في مديرية حصوين المتاخمة لمدينة الغيظة، من الجهة الجنوبية الغربية.
ويبرز معسكر "جدوه" الذي يقع في قرية تحمل الاسم ذاته، في مديرية حصوين، كواحد من أكبر المعسكرات التي أقامتها القوات السعودية في العامين 2018 و2019، حسبما ذكر مصدر لـ"عربي21" في شباط/ فبراير 2019.
وأعقبه في يوم الثلاثاء، انسحاب القوات السعودية من معسكر "لوسيك" الواقع في مدينة الغيظة، عاصمة المهرة، وفق ما صرح به مصدر محلي مسؤول لـ"عربي21".
وأفاد بأن السعودية سلمت المعسكرات التي أخلتها لشيوخ قبائل موالين لها، يتلقون أموالا منها بشكل شهري بنحو 20 ألف ريال سعودي بما يساوي 5 آلاف و500 دولار أمريكي.