بعد طفرة نموه.. النفط الصخري سيقود معظم الشركات الأميركية إلى الإفلاس
بينت دراسة جديدة أجراها المعهد الأميركي لاقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن إنتاج النفط الصخري القياسي في الولايات المتحدة يتوازى مع الزيادة الملحوظة لخسائر رواد الأعمال المحليين، كما أن 38 شركة نفط وغاز عامة تعاني من تدفق نقدي سلبي بلغ 1.26 مليار دولار.
وحسب المحللين الغربيين، فإن من المتوقع إفلاس عدد من شركات النفط الصخري في 2020، وفي الوقت نفسه يعتقد الخبراء الروس أن ثورة القرن الـ21 مستمرة، وأن الخسائر والخراب عملية طبيعية تماما لقطاع الوقود والطاقة في المستقبل القريب.
وفي تقرير نشره موقع "نيوز. ري" الروسي قال ديمتري ألكسييف إن مثل هذه النتائج المحزنة هي نتيجة لعقد من الخيبة بالنسبة للمستثمرين في النفط الصخري الذين كانوا يأملون لسنوات زيادة الأرباح من إنتاج النفط والغاز الذي يشهد نموا على ما يبدو.
- تدهور الشركات
وأفاد الكاتب بأنه على الرغم من أن شركات النفط الصخري يمكن أن توفر كميات هائلة من النفط والغاز إلى السوق فإن ديونها زادت على مدى السنوات العشر الماضية، مما يعني أنه خلال السنوات القليلة قد تعاني العديد من الشركات من مصير محزن.
وحسب المتخصصين، نظرا لتراكم ديون الشركة العاملة على حفر آبار النفط الصخري فإنه من الصعب -دون تدفق رؤوس أموال جديدة- الحفاظ على معدلات حفر قياسية.
ونتيجة لذلك سيجد المنتجون الأميركيون للنفط الصخري أنفسهم غير قادرين على حفر آبار جديدة من أجل التعويض عن انخفاض الإنتاج.
وفي هذا السياق، قررت شركة "إي كيو تي" أكبر منتج مستقل للنفط الصخري تسريح عدد من موظفيها وتقليص عمليات الحفر جزئيا.
وقدمت شركة "شيسابيك إنيرجي" إشعارا بالإفلاس إلى لجنة الولايات المتحدة للأوراق المالية والبورصات، وخفضت شركة "دياموندباك إنيرجي" إنتاج النفط، كما أن الآبار الجديدة لم تقدم النتائج المتوقعة، كل هذه الأمثلة تؤكد مدى خطورة المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد أن أطلق الأميركيون ثورة الغاز الصخري المزعومة بدأ الاقتصاديون في التحدث عن آفاق تطوير النفط، ونظرا لأن تطوير الذهب الأسود مربح فإن الحاجة للبحث عن أنواع وقود بديلة ومصادر جديدة للنفط والغاز ستختفي، لأنه وفقا لتقديرات مختلفة يمكن أن تصل احتياطيات موارد النفط الصخري إلى 3 تريليونات برميل (على سبيل المقارنة يصل حجم الرواسب المستكشفة من النفط التقليدي حوالي 1.3 تريليون برميل).
- مخاطر بحتة
نقل الكاتب عن مدير معهد الاقتصاد والهندسة فاليري كريوكوف أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مصادر النفط الصخري تعتبر ذات طبيعة مختلفة، ولا توجد منشآت تعدين عادية.
وأضاف أنه على الرغم من أن النفط العادي لا يستخرج من حقول ذات طبيعة متشابهة فإن مصادر النفط الصخري متنوعة أكثر، وبما أن مصادر استخراج النفط العادية قد تتغير فإن التكوين الكامل للإنتاج ونهج التعامل مع هذه المصادر سيتغيران، وينطوي على ذلك مخاطر مالية للشركات الأميركية.
وحسب كريوكوف، فإنه في الوقت الحالي هناك 14 ألف شركة تتطلع إلى تحقيق الأرباح من خلال إنتاج النفط الصخري إلا أن هناك العديد من المهام الصعبة فيما يتعلق بالعمل في هذا القطاع، كما أن العديد من المشاركين في هذا السوق ليست لديهم أموال وخبرة كافية.
وأورد الكاتب نقلا عن الأستاذ في جامعة جوبكين الروسية للنفط والغاز فلاديمير شوستر أن عملية إنتاج النفط الصخري تعتبر عملية خطيرة للغاية، وغالبا ما تصاحبها حوادث مختلفة.
وأشار إلى أنه يجب أن نشيد بحقيقة أن معدات الحفر الأميركية لديها هامش مرتفع من الأمان، لذلك فإن الاختصاصي عادة ما يكون متأكدا من أن الخسائر التي أنفقت لإنتاج النفط الصخري هي تكلفة مؤقتة.
- روسيا دون النفط الصخري
قال شوستر إنهم راضون عن الإنتاج التقليدي، علما بأن الأميركيين يعملون على دفع روسيا بشكل متزايد خارج سوق الوقود الأوروبي المربح، وعلاوة على ذلك تتطلب المشاركة في ثورة النفط الصخري موارد هائلة، ولسنوات عديدة أجل الروس الانخراط في هذا القطاع، لأنهم راضون بالنفط العادي.
وحسب فلاديمير شوستر، فإن الأميركيين لجؤوا للنفط الصخري كبديل عن النفط العادي عندما حظرت القوانين استغلال حقول النفط المكتشفة.
يشار إلى أن هذه الحقول أبقيت للأجيال المقبلة، ونتيجة لذلك توجه الأميركيون إلى إنتاج النفط الصخري، وتمكنوا من تحقيق نجاح سريع نسبيا من خلال التطوير القوي للصناعة وباعتماد أحدث التقنيات في هذا المجال.
ويرى المحللون أنه عاجلا أم آجلا سيتعين على روسيا اتباع نفس المسار والبدء في استخراج النفط الصخري.
وفي الوقت الراهن، أصبحت شركات النفط الروسية تتقن بشكل متزايد إمكانيات وتقنيات تعدين النفط الصخري في رواسب مجموعة من الصخور التي تحتوي على النفط في مناطق عدة بروسيا.