السبت 2024/11/23 الساعة 04:57 AM

هل أوشكت أمريكا على تحقيق الاستقلال الكامل في مجال الطاقة؟

الأحد, 01 ديسمبر, 2019 - 12:09 صباحاً
هل أوشكت أمريكا على تحقيق الاستقلال الكامل في مجال الطاقة؟
المهرة خبور -  الجزيرة نت

في تحول محوري ظهر في الآونة الأخيرة، أصبحت الولايات المتحدة على بُعد أشهر من تحقيق الاستقلال الكامل في الطاقة.


فبحلول عام 2030، من المحتمل أن يتجاوز إجمالي إنتاج الطاقة الأولية الطلب على الطاقة ذاتها بما يقارب 30%، وذلك وفقا لآخر توقعات شركة "ريستاد إنرجي" للنفط والغاز.


وقال موقع أويل برايس في تقريره، نقلا عن سيندر كنوتسون نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي للنفط والغاز التابع للفريق المعني بأسواق الغاز، إن هذا الإنجاز يأتي في أعقاب فترة نمو قوية في كل من الموارد الهيدروكربونية والموارد المتجددة، ومن المتوقع أن تسجل الولايات المتحدة فائضا أوليا في الطاقة بحلول فبراير/شباط أو مارس/آذار 2020، بناء على موسم الشتاء.


- الاستقلال في الطاقة


ووفقا لما ذكره كنوتسون في المراحل القادمة، ستكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق استقلاليتها في مجال الطاقة بنسق شهري، حيث ستتجاوز معدلات إجمالي إنتاج الطاقة الأولية الطلب على الطاقة الأولية بحوالي 30% بحلول عام 2030.


وبين الموقع أن هذه التطورات قد بلغت بالفعل ذروتها. وبناء على ذلك، تتوقع شركة ريستاد إنرجي للنفط والغاز أن الإصدار الشهري القادم من إدارة معلومات الطاقة الأميركية سوف يكشف أن الولايات المتحدة لطالما تمتعت بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة الأولية لمدة 12 شهرا كاملة، من أكتوبر/تشرين الأول 2018 إلى حدود سبتمبر/أيلول 2019.


ولاحظ كنوتسون أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ مايو/أيار 1982، حيث يوضح هذا التطور الأخير بعض الآثار الواسعة على عدد من الجبهات.


ونقل الموقع عن كنوتسون أنه في عام 2018، قُدر عجز النفط الولايات المتحدة بـ62 مليار دولار، وهو ما يعادل 10% من العجز التجاري الكلي للبلاد البالغ 621 مليار دولار، بما في ذلك السلع والخدمات.


- من العجز إلى النمو


ويمكن لهذه التغييرات الحاصلة في ميزان الطاقة الأميركي أن تحول عجزها الحاصل على مستوى النفط الذي بلغ 62 مليار دولار عام 2018، إلى فائض قدره 340 مليار دولار بحلول عام 2030.


وأشار كنوتسون إلى أن هذا التغيير قد يضيف تحولا يصل إلى 400 مليار دولار، في غضون فترة لا تزيد على 12 عاما، ويرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى الارتفاع الهائل في إنتاج قطاع الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.


في هذا الصدد، تتوقع شركة ريستاد إنرجي ارتفاع إجمالي إنتاج الطاقة الأولية من 95 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2018، إلى 138 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2030.


وأوضح الموقع أن إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي على حد سواء، سيكونان المساهمين الرئيسيين في نمو إمدادات الطاقة الأولية في تلك الفترة، حيث سيمثل النفط 75% من النمو وسيمثل الغاز نسبة 38%.


ومن المتوقع أيضا أن ينمو إنتاج النفط الخام المتأتي من أحواض البيرميان وباكن وإيغل فورد الصخرية من 21.5 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (10.32 ملايين برميل يوميا) في عام 2018، إلى 39 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية أي ما يعادل (18.73 مليون برميل يوميا) في عام 2030.


ويعود النمو في إنتاج الغاز الطبيعي إلى زيادة الإمدادات في أحواض مارسيلس وهاينسفيل وأحواض أوتيكا، كما أن هناك أيضا كمية كبيرة من الغاز المصاحب من أحواض البرميان، وهو ما من شأنه أن يجعل إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي يصل إلى أربعين كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (حوالي 1.1 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي) في عام 2030، مقارنة بـ29 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (0.8 طن مكعب من الغاز) في عام 2018.


- الطاقة المتجددة


وذكر الموقع أن شركة ريستاد إنرجي تتوقع أن يزيد إنتاج الطاقة الأولية من خلال المصادر المتجددة، بما في ذلك توليد الطاقة الكهرمائية، من 11.7 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (3.43 تريليونات كيلوواط من الكهرباء) في عام 2018، إلى 19 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (5.57 تريليونات كيلوواط ساعة من الكهرباء) في عام 2030.


وهذا يعادل نسبة 63% من النمو، في حين من المتوقع أن يصل معدل نمو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى حوالي 357% و257% على التوالي.


ونبه الموقع إلى أن من المتوقع أن ينخفض إنتاج الفحم بنسبة 37% في نفس الفترة، حيث انخفض من 15.3 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية (أي ما يعادل 809 ملايين طن من الفحم) في عام 2018، إلى 9.6 كوادريليونات وحدة حرارية بريطانية (أو ما يعادل 492 مليون طن) بحلول عام 2030.


أما فيما يتعلق بالطلب، فتتوقع شركة ريستاد إنرجي معدل نمو تراكمي قد يصل إلى ما يقارب 0.4% من 2018 إلى 2030، والذي قد يصل إلى 106 كوادريليونات وحدة حرارية بريطانية في عام 2030.


وحيال هذا الشأن، قال كنوتسون إن من الممكن أن يجعل فائض الطاقة الناشئ الولايات المتحدة أقل عرضة للسياسات المتعلقة بالطاقة الخارجية، ويسهل نمو الصادرات.


وعلى الرغم من أن استهلاك الطاقة المتجددة سيقع استهلاكه على المستوى المحلي، فإن مستقبل صادرات النفط والغاز يعتبر باهرا.


ويظهر ميزان الطاقة المستمدة من الوقود الأحفوري في ريستاد إنرجي أن الولايات المتحدة كانت مستوردا صافيا، حيث بلغ حجم صادراتها 1.8 مليون برميل من مكافئ برميل النفط يوميا في عام 2018، مدعومة بتوازن كبير للغاية من السوائل المستوردة.


ومع استمرار نمو إنتاج النفط والغاز الصخري، سوف تستورد الولايات المتحدة عددا أقل من براميل النفط، وستزيد صادراتها من الغاز الطبيعي، وهو ما من شأنه أن يجعل البلد مصدرا صافيا لما قدره 0.6 مليون برميل من الوقود الأحفوري.


وتتوقع شركة ريستاد إنرجي أن يرتفع الفائض الأميركي من الوقود الأحفوري إلى 12 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2030، مما قد يسمح بزيادة أكبر في صادرات الغاز الطبيعي والسوائل.


ووفقا لملاحظات كنوتسون، سوف يستمر نمو صناعة الصخر الزيتي في إحداث ثورة في ميزان الطاقة الأميركي وخلق فرص جديدة للصادرات والتطورات في إجمالي الميزان التجاري للبلاد.


اقراء ايضاً