السعودية تشرع في الطرح الأولي لأكبر شركة نفط بالعالم
[ بسبب هجمات أرامكو.. السعودية تشتري النفتا الهندية بأعلى الأسعار ]
بدأت السعودية الطرح العام الأولي لشركة أرامكو يوم الأحد بعد موافقة هيئة السوق المالية على طلب شركة النفط العملاقة إدراجها في البورصة المحلية لتصبح الشركة المدرجة الأعلى قيمة في العالم.
لم يضع بيان الهيئة إطارا زمنيا أو يحدد كم ستبيع أرامكو، لكن مصادر قالت لرويترز إن شركة النفط قد تطرح ما بين واحد واثنين بالمئة من أسهمها بالبورصة المحلية لتجمع ما بين 20 و40 مليار دولار.
يأتي تأكيد بيع أسهم في شركة النفط السعودية بعد نحو سبعة أسابيع من هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية مما أثر بشدة على إنتاجها في ذلك الحين، الأمر الذي يؤكد تصميم المملكة على المضي قدما في الإدراج مهما يكن.
ويستهدف الطرح الأولي للشركة الأعلى ربحية في العالم إعطاء دفعة للإصلاحات الاقتصادية التي يتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن طريق جمع المليارات لتنويع موارد اقتصاد المملكة، التي أبرز تأثير هجمات 14 سبتمبر أيلول على إنتاجها النفطي حجم اعتمادها على الخام.
وأعلنت هيئة السوق في بيان ”صدور قرار مجلس الهيئة المتضمن الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام“.
وأضافت أن الموافقة ستظل نافذة لستة أشهر.
وأوردت قناة العربية يوم الأحد نقلا عن مصادر أن الإعلان عن نشرة إصدار أرامكو سيكون في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني.
كان من المتوقع إعلان الإدراج يوم 20 أكتوبر تشرين الأول لكن ثلاثة مصادر قالت لرويترز إنه تأجل بعدما قال مستشارون إنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت لاستقطاب مستثمرين رئيسيين.
ولتيسير إتمام الصفقة، تعتمد السعودية على توافر الائتمان السهل للمستثمرين الأفراد والمساهمات الكبيرة من السعوديين الأثرياء.
وأوردت رويترز نقلا عن مصادر أن الأمير محمد أعطى الضوء الأخضر يوم الجمعة للمضي قدما في الطرح الأولي.
ورغم أن ولي العهد حدد في مطلع 2016 تقييما للشركة يصل إلى تريليوني دولار، فإن مصرفيين ومسؤولين بالشركة يقولون إن قيمة أرامكو أقرب إلى 1.5 تريليون دولار.
ودفع تنامي حركة مكافحة تغير المناخ واستخدام تقنيات جديدة تراعي البيئة، بعض مديري الصناديق، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، للابتعاد عن قطاعي النفط والغاز.
وحتى مع تقييم أرامكو عند 1.5 تريليون دولار، ستظل قيمتها أعلى خمسين بالمئة على الأقل عن الشركتين الأعلى قيمة في العالم، مايكروسوفت وأبل، اللتين تبلغ القيمة السوقية لكل منهما نحو تريليون دولار.
لكن طرح واحد بالمئة من الأسهم سيجمع نحو 15 مليار دولار فقط لخزائن الدولة، أي أقل من الرقم القياسي الذي حققته شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية من طرحها الأولي وبلغ 25 مليار دولار في 2014.
وتظهر بيانات رفينيتيف أن الطرح سيضع أرامكو في المرتبة الحادية عشرة لأكبر طرح أولي على الإطلاق.
وبيع اثنين بالمئة من أسهم أرامكو مع تقييمها عند 1.5 تريليون دولار سيجعلها صاحبة أكبر طرح أولي على الإطلاق، متفوقة على علي بابا.
وظلت وول ستريت في حالة ترقب شديد لبيع أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم، لحصة منذ أن أعلن الأمير محمد النبأ قبل ثلاثة أعوام.
وتحطمت الآمال في إدراج دولي ناجح لنحو خمسة بالمئة من أسهم الشركة عند وقف البيع العام الماضي وسط جدل بشأن مكان إدراج أرامكو في الخارج.
وقالت أرامكو إن الجدول الزمني للطرح الأولي تأجل لأنها بدأت عملية شراء حصة نسبتها 70 بالمئة في صانع البتروكيماويات الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).
وعادت الاستعدادات للطرح الأولي في الصيف بعدما جذبت أرامكو اهتماما كبيرا لأول إصداراتها من السندات الدولية الذي كان يعتبر تدريبا على بناء العلاقات مع المستثمرين قبل بيع الأسهم.
وأجبر إصدار السندات الشركة المتكتمة على الكشف عن أوضاعها المالية للمرة الأولى، بما في ذلك ربح صاف بقيمة 111 مليار دولار، وهو ما يزيد بأكثر من الثلث على مجموع الأرباح الصافية للشركات الخمس الكبرى إكسون موبيل ورويال داتش شل وبي.بي وشيفرون وتوتال.
وترفع كبرى شركات النفط مدفوعات حملة الأسهم لمواجهة الضغط المتزايد من نشطاء المناخ.
وقالت أرامكو إنها ستدفع توزيعات أرباح بقيمة 75 مليار دولار، وهو ما سيعني عائدا للأسهم قدره خمسة بالمئة في حال تقييم الشركة عند 1.5 تريليون دولار، وهو أقل من ذلك الذي يعرضه منافسون مثل إكسون موبيل ورويال داتش شل.
وبحسب بيانات رفينيتيف، فإن توزيعات الأرباح في شل تزيد على ستة بالمئة وفي إكسون أكثر من خمسة بالمئة.
تأثير عكسي
أثارت هجمات سبتمبر أيلول على أكبر منشأة نفط لأرامكو، والتي أوقفت نحو خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، تساؤلات بشأن تعرض حقول الشركة النفطية ومصانعها وصادراتها للخطر في ظل توتر إقليمي متزايد.
وعند إصدار السندات الدولية في أبريل نيسان، أشارت الشركة إلى أن أي تعطيل لمنشآت المعالجة النفطية التابعة لها قد يضر بنشاطها.
والتهديد المحتمل لتقييم الشركة ينطوي على تحد لياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، والذي أصبح رئيسا لمجلس إدارة أرامكو في سبتمبر أيلول.
وحل الرميان محل وزير الطاقة السابق خالد الفالح في خطوة ترمي لفصل أرامكو عن الوزارة قبيل الطرح الأولي.
وعينت الشركة تسعة بنوك كمنسقين عالميين مشتركين لقيادة طرحها الأولي، بينها جيه.بي مورجان ومورجان ستانلي والبنك الأهلي التجاري السعودي. وأضافت الشركة عددا من البنوك لإدارة الدفاتر.