ماليزيا.. اتهامات بالجملة للإمارات بخيانة القضية الفلسطينية والحكومة تحمل العصا من الوسط
جوبِه اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بإدانة مباشرة من قبل مؤسسات المجتمع المدني في ماليزيا وجنوب شرق آسيا، واعتبرته عشرات البيانات الصادرة عن هذه المنظمات منفردة ومجتمعة خيانة للقضية الفلسطينية، وتهديدا للأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وبينما حاول الموقف الرسمي الماليزي حمل العصا من الوسط بالإشارة إلى حق الإمارات السيادي بالاعتراف بإسرائيل، حذر رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد من أن يؤدي اتفاق التطبيع إلى مزيد من التفرقة في العالم الإسلامي، وصب الزيت على النار الملتهبة في الشرق الأوسط.
وقال مهاتير -في تصريحات لصحفية "ساوث تشاينا مورنينغ" الصينية- إن صفقة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل "خطوة للخلف بالنسبة لعملية السلام، تزيد تفرقة العالم الإسلامي"، وهو نفس رد فعل نهضة العلماء الإندونيسية (أكبر منظمة إسلامية بالعالم)؛ إذ حذرت من أن يتسبب اتفاق التطبيع الجديد في إطلاق موجة جديدة من الإرهاب في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
- ماليزيا الرسمية
وكان بيان لوزير الخارجية الماليزي هشام الدين حسين أكد حق الإمارات السيادي في التطبيع مع إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه أكد أيضا تمسك ماليزيا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأضاف بيان الخارجية الماليزية "بغض النظر عن حق الإمارات السيادي، فإن موقف ماليزيا الثابت هو رفض التصرفات غير القانونية والأحادية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية".
كما أكد البيان استمرار دعم ماليزيا للمفاوضات بين الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بهدف تحقيق إقامة دولة فلسطينية وفق حدود ما قبل عام 1967.
موقف الخارجية الماليزية باحترام حق الإمارات في التطبيع بدا موتورا مقابل سيل من البيانات والتصريحات التي عبرت عن غضب شعبي تجاه ما وصفته بخيانة القضية الفلسطينية.
وقال رئيس حركة الشباب الإسلامي بماليزيا (أبيم) فيصل عبد العزيز للجزيرة نت "إننا في أبيم نعتبر اعتراف أبو ظبي بإسرائيل وإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني خيانة للأمة الإسلامية".
وأضاف عبد العزيز أن الشعب الماليزي يجمع على دعم تحرير بيت المقدس وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني والمشاعر العالمية بإنصافه، لأن الاتفاق الذي رعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأنه عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية وفق ما تنص عليه جميع المواثيق والقوانين الدولية، على حد قوله.
- طوق نجاة للاحتلال
وعبر عضو مجلس الشيوخ الماليزي محمد منوطي نور عن سخط الماليزيين على خطوات التطبيع الإماراتية مع إسرائيل، وقال في تصريح للجزيرة نت إنه أمر محزن للماليزيين.
ووصف بيان صادر عن عشرات المنظمات غير الحكومية في ماليزيا الخطوة الإماراتية بأنها خيانة وغدر لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل العدالة والحرية، وأضاف أن الإمارات تقدم طوق نجاة لإسرائيل، في الوقت الذي يتزايد فيه زخم محاصرتها دوليا كونها الدولة الوحيدة التي تمارس التمييز العنصري (الأبارتهايد) وقوة الاحتلال الوحيدة المتبقية في العالم.
ورفضت هذه المنظمات تبرير الإمارات إقامة علاقات مع إسرائيل بتعليقها ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت إن القرار نموذج لتعامل نظام دكتاتوري يتجاهل مواقف شعبه ونوابه وممثليه، ولم يأخذ في الاعتبار موقف الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية.
ودعت العالم الحر وأنصار السلام إلى مضاعفة الجهود لمحاصرة الكيان الصهيوني -حسب البيان- ورفض كل إجراءات الاحتلال ومعاقبة المحتلين.
- منظمات آسيان
واعتبر تحالف شعوب آسيان لنصرة القضية الفلسطينية أن "صفقة التطبيع الإماراتية الإسرائيلية خيانة للمسلمين والقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، وجزء من تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن".
ووصف بيان للتحالف تبرير الإمارات بتعليق إسرائيل ضم أراض فلسطينية بأنه محاولة للخداع، وأن أبو ظبي وضعت نفسها في خندق واحد مع إسرائيل في اضطهاد الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيه والتنكر لحقوقه، محذرا من تصعيد العنف وعدم الاستقرار في العالم الإسلامي، وتوقع أن يكون نتيجة منطقية للتطبيع مع إسرائيل.
ودعا البيان دول العالم الإسلامي إلى إعلان رفضها اتفاق التطبيع واحترام القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، والأخذ بالاعتبار القلق من التداعيات الأمنية على المنطقة والعالم من الخطوات التي تتخذها الإمارات في صالح الاحتلال الإسرائيلي.