قوات الوفاق تتقدم جنوبي طرابلس.. والبرلمان الليبي يجدد رفضه لتدخل الإمارات
قال مصدر عسكري من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، إن عناصرها شنوا هجوما على مواقع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في محوري صلاح الدين والخلة جنوبي العاصمة طرابلس.
وأشار المصدر الذي تحدث إلى الجزيرة إلى تحقيق تقدم باتجاه معسكر الصواريخ جنوبي العاصمة، مؤكدا فرض السيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة السكنية المحيطة به.
وأوضح أن قوات الوفاق حققت تقدما في محور الخلاطات وأنها تقترب من السيطرة على كامل منطقة الخلة، إلا أن انتشار الألغام والقصف المدفعي يعيقان تقدمها.
من ناحية أخرى، قصفت قوات الوفاق، تجمعا لقوات حفتر بمنطقة القضامة جنوب شرقي مدينة غريان ومنطقة سوق الأحد وقصر بن غشير جنوبي العاصمة.
كما أعلن الناطق باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، أن قوات الوفاق استهدفت تجمعا لقوات حفتر بالمدفعية الثقيلة في منطقة الوشكة، شرقي مصراتة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات.
- طلعات قتالية
وقال الناطق باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، العقيد محمد قنونو، إن سلاح الجو نفّذ خمس طلعات قتالية خلال 24 ساعة في محيط بلدة الأصابعة جنوبي مدينة غريان.
وأضاف قنونو -في إيجاز صحفي مكتوب- أن هذه الضربات استهدفت في مجموعها سبع آليات مسلحة وسيارة ذخيرة ومدرعة إماراتية، وأنه تم تحييد 12 عنصرا من قوات حفتر.
وكان مراسل الجزيرة في طرابلس، أحمد خليفة، قد أفاد في وقت سابق، بأن الاشتباكات على الأرض بين الطرفين قد تراجعت مقابل احتدام القصف بالطائرات المسيرة أو صواريخ غراد أو مدافع هاوتزر.
وبيّن أن قوات حفتر قصفت بـ18 صاروخ غراد منطقة المطار، إلا أن قوات الوفاق لم تعلن عن وقوع ضحايا، مشيرا إلى أن سلاح الهندسة التابع لحكومة الوفاق يفكك بحذر وكثير من البطء ألغاما زرعتها مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية في محاور القتال، قبل انسحابهم من جنوب طرابلس.
- تدخل الإمارات
سياسيا، قال رئيس البرلمان الليبي في طرابلس، حمودة سيالة، إنه قد يتفهم بعض التدخلات في الشأن الليبي المبنية على هواجس الأمن القومي، لكنه لا يفهم لماذا تتدخل الإمارات في هذا الشأن وتدعم حفتر بالمال والعَتاد، لافتا إلى أن هذا التدخل "غير مبرر وغير أخلاقي".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت اليوم قبول أطراف الصراع في ليبيا استئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة (خمسة + خمسة)، ورحبت بذلك.
وقالت البعثة الأممية في ليبيا -في بيان- إن استئناف المباحثات سيكون وفق مسودة الاتفاق بين الطرفين، في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في فبراير/شباط الماضي.
وذكر البيان أن البعثة تأمل في أن يرافق العودة للمباحثات، وقفٌ للأعمال القتالية والحد من خطاب الكراهية.
وشدد البيان على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في المباحثات بشكل كامل، بما يمكّنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.
كما طالبت البعثة -في بيانها- الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام قرار حظر السلاح، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن.
ودعا البيان إلى تمكين السلطات المختصة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وتسهيل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة.
- مجلس الأمن
وفي مجلس الأمن، قالت كل من فرنسا وألمانيا إن خلافات متواصلة في المجلس تجعله عاجزا عن التحرك إزاء الأزمة الليبية، مشيرتين إلى أن تلك الخلافات تعرقل تعيين مبعوث أممي جديد خلفا لغسان سلامة.
ولم يكشف مندوبا البلدين لدى الأمم المتحدة عن أي من الاسمين اللذين كانا مرشحين لخلافة سلامة، واكتفيا بالإعراب عن أملهما أن يتمكن المجلس من إيجاد شخص بديل يتولى المهمة الأممية في أقرب وقت ممكن.