معد الفيلم الوثائقي: لهذا السبب تحمل بن سلمان المسؤولية عن مقتل خاشقجي
لم يتحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل عن عملية قتل الكاتب جمال خاشقجي، ولم يعترف من قبل بتحمل المسؤولية عنها من منطلق وقوعها في عهده، قبل أن يذكر ذلك للصحفي الأميركي مارتن سيمث.
وكانت شبكة "بي.بي.أس" (PBS) كشفت عن بث فيلم وثائقي تقترب مدته من ساعتين في الأول من أكتوبر/تشرين الأول القادم، عشية الذكرى السنوية الأولى لمقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، ويتضمن حوارا بين سميث ومحمد بن سلمان حول عملية قتل خاشقجي.
وأجرت الجزيرة نت حوارا تليفونيا مع المذيع الشهير مارتن سميث، وذكر سيمث للجزيرة نت أن الفيلم قد يصبح متاحا قبل موعد بثه التلفزيوني على الإنترنت، وموقع يوتيوب غدا الجمعة 27 أو السبت 28 سبتمبر/أيلول.
- لقاء غير مرتب له
يقول سيمث للجزيرة نت إنه التقى ولي العهد السعودي المرة الأولى خلال عام 2017، ومكث معه أكثر من ساعة ونصف الساعة، وتحدث مع ولي العهد السعودي عن قضايا عديدة.
أما المرة الثانية فقد جاءت دون ترتيبات مسبقة؛ إذ كانت في حلبة سباق سيارات خارج الرياض، وكانت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذكر سميث أنه كان يتحدث في موضوع آخر، وأن محمد بن سلمان هو من بادر بفتح موضوع قتل جمال خاشقجي؛ "ولي العهد بدا راغبا في الحديث عن عملية القتل، وما يقال عن دوره فيها".
وتعد تلك المرة الأولى التي يذكر فيها محمد بن سلمان أنه "يتحمل المسؤولية كلها لأن ذلك حدث وأنا في موقع السلطة"، ويعتقد سميث أن ولي العهد السعودي كان يشعر حينذاك بأنه تحت ضغوط كبيرة.
وحسب سميث، فإن محمد بن سلمان لم يتحدث عما يقصد بتحمل المسؤولية، ولم يتوقع سيمث -كما وضح للجزيرة نت- أن يتم توجيه اتهامات مباشرة لولي العهد وخضوعه للمحاكمة، لكنه تساءل عن مصير ومحاكمة سعود القحطاني الذي يعد العقل المدبر لعملية القتل، والذي اختفى ولا يعرف أحد مصيره.
سميث حاول التواصل بعد اللقاء مع ولي العهد في حلبة السباق مع الديوان الملكي السعودي لإجراء مقابلة متلفزة أطول مع ولي العهد، إلا أنه لم يتلق أي ردود.
وقبل أسابيع، أخبر سميث محمد بن سلمان أن شبكة "بي.بي.أس" ستبث فيلما وثائقيا طويلا عنه، وذكر له تاريخ العرض (الأول من أكتوبر/تشرين الأول)، وتم الرد برسالة نصية لم تتضمن أي اعتراض أو طلب لعدم بث الفيلم، كذلك لم يطلب الديوان الملكي مشاهدة الفيلم قبل بثه.
يقول سميث "لا أعرف ما سيكون عليه رد فعل ولي العهد أو الديوان الملكي السعودي على الفيلم، هذا شيء غير مهم بالنسبة لي".
- مضمون الفيلم
وأوضح سميث أن الفيلم يعرض قصة ومسار صعود محمد بن سلمان لولاية العهد، ودوره في حرب اليمن، والنزاع مع قطر، كما يتضمن علاقته بالمعارضين، خاصة الناشطات من النساء اللائي اعتقلن في عهده وتعرضن للتعذيب.
كما يتناول الإصلاحات الاقتصادية التي يتبناها محمد بن سلمان ورؤيته الاقتصادية المعروفة بـ2030، كما ذكر سميث.
وسيتضمن حوارات مع وزراء سعوديين، منهم عادل الجبير والأمير تركي الفيصل، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين في "سي.آي.أي" (CIA)، ودبلوماسيين سابقين مثل مارتن إنديك، وصحفي تركي ممن تعاملوا عن قرب مع عملية قتل خاشقجي، وكذلك نشطاء سعوديون.
في حين قوبلت كل طلباته لمقابلة مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتجاهل أو الرفض.
ويرى سميث أن انقسام أفرع الحكومة الأميركية في رد فعلها على عملية القتل قد تدفع لأن تبدأ تحقيقات رسمية أميركية بعد انتهاء حكم الرئيس ترامب، خاصة أن "سي.آي.أي" انتهت لخلاصة تؤكد مسؤولية ولي العهد السعودي عن عملية القتل.
وعبر سميث عن استغراب الجانب الرسمي السعودي من حجم الاهتمام الأميركي والعالمي بقتل خاشقجي، وقال "هم يريدون طي هذه الصفحة ووضعها خلفهم، إلا أنهم لا يستطيعون تحقيق ذلك".