طلاب أجانب في برنامج عمل صيفي بأميركا: عوملنا مثل القمامة
[ طلاب يحتجون بولاية فرجينيا العام الماضي ضد التمييز الذي يمارسه اليمينيون البيض على السود واللاتينيين ]
يسافر الطلبة الأجانب إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج العمل الصيفي لاكتساب خبرة مهنية خلال العطلة، لكن الكثير منهم فوجئوا بالجانب المظلم في الصناعة الأميركية، حيث إنهم لم يجدوا سوى الإساءة والاحتيال والتمييز العنصري.
ورد ذلك في تقرير نشرته مجلة "ذا نيشن" الأميركية الأسبوعية، مشيرة إلى أن هذا البرنامج هو عبارة عن خطة عمل قصيرة المدى مخصصة لأكثر من مئة ألف من الطلاب الأجانب المسجلين في معاهد أو جامعات خارج أميركا، وتشرف عليه وزارة الخارجية الأميركية، ويهدف لمشاركة الطلاب ثقافاتهم وأفكارهم مع الأميركيين لتحسين مهاراتهم اللغوية أو استكشاف الحياة في الولايات المتحدة أو كسب بعض المال خلال العطلة الصيفية.
- ضحايا لاستغلال الشركات الكبرى
ونسبت المجلة إلى تحقيق نشرته المجموعة الدولية لتوظيف الأيدي العاملة، أن الطلاب وجدوا أنفسهم ضحايا للاستغلال، حيث كانوا يحصلون على أجر زهيد إلى جانب غياب قواعد السلامة مع عدم دفع نفقات الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، مما شكل فرصة للربح استفادت منها كبرى الشركات الأميركية على غرار ماكدونالدز ودانكن دونتس وديزني.
وأوضح أحد المستفيدين من البرنامج -ويدعى أوليفر بنزون (24 عاما) وهو من الدومينيكان- أنه وصل إلى بلدة أوشن سيتي بولاية ماريلاند 2015 ليعمل طاهيا في مطعم، لكنه فوجئ بتكليفه بتجهيز المطعم ونقل معداته رغم أنه ليس من المفترض بالمشاركين في هذا البرنامج القيام بمثل هذه المهام بسبب مخاوف تتعلق بسلامتهم.
وأضاف بنزون أنه تعرض لمعاملة سيئة وعنف لفظي من قبل صاحب المطعم، قائلا: "عُوملنا مثل القمامة لأن رؤساءنا في العمل يدركون جيدا أننا لا نستطيع التذمر وتقديم شكوى".
- تمييز عنصري
وقال بنزون إنه بالإضافة إلى بيئة العمل العدائية، اُجبر هو وجميع العمال السود واللاتينيين على العمل في الوظائف المنزلية الزهيدة الأجر، في حين شغل زملاؤهم البيض وظيفة نادل في مطعم مقابل أجر مرتفع وإكرامية (بقشيش)، ومع ذلك، لم يتمكّن من الحصول إلا على جزء ضئيل من أجره، بعد أن اضطر إلى دفع رسوم تبلغ آلاف الدولارات مقابل الحصول على العمل في الولايات المتحدة.
ويستمر التقرير ليقول إن هذا البرنامج صُمم ليحقق تفاعلا ثقافيا مع المواطنين الأميركيين، وانخراطا في أنشطة وفعاليات تتيح التعرف إلى الثقافة الأميركية، لكنه بدلا من ذلك عرّض المشاركين لظروف عمل قاسية وسوء معاملة، وبلغ الأمر في عام 2011 أن دخل بعض المشاركين في عالم الجريمة والجنس والتدليك.
ويقول التقرير إن وزارة الخارجية ما تزال غير قادرة على حماية الذين يدخلون أميركا في إطار هذا البرنامج، وهو ما يمكّن أصحاب العمل من الاستفادة من الوضع غير المنظم للطلاب الذين لا يمكنهم ترك أماكن عملهم بسبب القيود المفروضة على تأشيراتهم.
يُذكر أن الطلاب المشاركين في البرنامج قدموا من حوالي 141 دولة، وتشارك فيه حوالي 16 ألف شركة أميركية.