ليبيا: تجدد المعارك بطرابلس وقوات حفتر تتراجع والجيش التركي يعلن جاهزيته للتدخل
تجددت المعارك الساعات القليلة الماضية بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، وأفادت التقارير بتراجع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومقتل أحد أبرز قادتها، في حين أكد الجيش التركي جاهزيته للتوجه لليبيا فور تلقيه التعليمات.
وقد أفاد مصدر عسكري من حكومة الوفاق بتجدد الاشتباكات المسلحة بأغلب محاور القتال جنوبي طرابلس.
واستعادت قوات الوفاق مواقع خسرتها في وقت سابق، وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب إلى خلف معسكر اليرموك بمحيط طرابلس.
وذكرت مصادر من قوات الوفاق أن مقاتلي الخطوط الأمامية في قوات حفتر كانوا من مسلحي شركة "فاغنر" الروسية، الذين ينفذون عمليات قتالية ضد قوات حكومة الوفاق باستخدام أسلحة نوعية حديثة.
وأكدت وسائل إعلام موالية لقوات حفتر أنها فقدت قائدا عسكريا بارزا يحمل رتبة عقيد ركن ويدعى فتحي محمد المسلاتي.
ولقي المسلاتي مصرعه يوم الجمعة بقصف صاروخي في محور اليرموك جنوب العاصمة طرابلس.
وكان المسلاتي يقود سلاح الدبابات والمدرعات باللواء 106 التابع لقوات حفتر.
في السياق ذاته، استهدفت طائرات حفتر يوم الجمعة تمركزات عسكرية بمحيط مصفاة الزاوية شمال غربي البلاد.
وكانت المدينة قد تعرضت أمس لثلاث غارات جوية أسفرت إحداها عن مقتل مدنيين اثنين وجرح ثمانية آخرين نتيجة سقوط صواريخ على محلات عدة بالطريق الساحلي في الزاوية.
ويوم الجمعة خرجت في المدينة مسيرة تندد بغارات قوات حفتر التي تستهدف المنشآت النفطية وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
وعبر المتظاهرون عن رفضهم للهجوم الذي تشنه قوات حفتر على العاصمة طرابلس، ونددوا بمواقف الدول الداعمة له.
من جانبها، أكدت مصادر عسكرية في أنقرة أن القوات المسلحة التركية مستعدة للتوجه إلى ليبيا والقيام بمهامها حال تلقيها التعليمات.
جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم وزارة الدفاع ناديدا شبنم أكتوب قدمت فيه تقييما لأنشطة الوزارة خلال العام 2019.
وعن التوجه إلى ليبيا، قالت المصادر إن القوات المسلحة التركية مستعدة للقيام بكافة أنواع المهام داخل وخارج تركيا حال تلقيها التعليمات.
ويوم الخميس، توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصول حكومته على تفويض من البرلمان في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل من أجل إرسال جنود إلى ليبيا، تلبية لدعوة الحكومة الشرعية.
وأكد أن بلاده ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة طرابلس في كفاحها ضد "الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، المدعوم من دول أوروبية وعربية مختلفة".
وفجر الخميس دخلت حيز التنفيذ مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.
وفي وقت سابق، قال السفير الليبي في تركيا عبد الرزاق مختار عبد القادر إن بلاده تحتاج دعما عسكريا في الدفاع الجوي والتدريب الخاص، وذلك في ظل أنباء عن تقديم حكومة الوفاق طلبا رسميا إلى أنقرة للحصول على دعم عسكري بحري وبري وجوي.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، يشهد محيط طرابلس معارك مسلحة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.