عزل ترامب.. تصويت تاريخي في مجلس النواب لمحاكمة الرئيس
يصوت مجلس النواب الأميركي الأربعاء في جلسة تاريخية على محاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا، بتهمتي إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس.
وبدأ المجلس مساء الأربعاء جلسة يُتوقع أن تستمر ست ساعات على الأقل، قبل التصويت على المحاكمة وسط توقعات بأن يقر المجلس هذا الإجراء، تماشيا مع الخطوط الحزبية في المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون.
وقد يصبح ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه المساءلة، وذلك في إجراء غير معتاد للتدقيق في سلطات الرئيس منصوص عليه في الدستور الأميركي ولا يطبق سوى على المسؤولين التنفيذيين الذين يرتكبون "جرائم وجنحا كبيرة"، ولم يُعزل أي رئيس بموجب ذلك الإجراء.
وقد يفضي التصويت إلى محاكمة ترامب الشهر المقبل أمام مجلس الشيوخ، وسيقوم خلالها أعضاء مجلس النواب بدور الادعاء. ويهيمن على مجلس الشيوخ الجمهوريون الذين لم يبدوا اهتماما يذكر بعزل الرئيس من منصبه.
ويتهم ديمقراطيو مجلس النواب ترامب باستغلال سلطاته بمطالبة أوكرانيا بالتحقيق مع جو بايدن النائب السابق للرئيس والأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة عام 2020. ويواجه ترامب كذلك اتهاما بعرقلة تحقيق الكونجرس في تلك المسألة.
وبدأت القضية بعد تسريب ألقى الضوء على اتصال هاتفي في يوليو/تموز الماضي، ضغط فيه ترامب على الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي للتحقيق مع بايدن، بعدها تحرك النواب الديمقراطيون بسرعة لسماع شهادات من مسؤولين سابقين وحاليين بالإدارة.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بتجميد مساعدات أمنية بقيمة نحو 400 مليون دولار لأوكرانيا وعرض على زيلينسكي عقد اجتماع في البيت الأبيض لحمله على أن يعلن التحقيق مع بايدن وابنه هنتر الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية.
ويؤكد ترامب أنه لم يرتكب أي مخالفة، ووصف العملية برمتها الثلاثاء بأنها "زيف كامل"، وأرسل خطابا لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اتهمها فيه بالانخراط في عملية "انحراف عن العدالة".
واستنكر الرئيس التحقيق قائلا إنه "محاولة انقلاب"، ودفع بأن الديمقراطيين يحاولون تغيير نتائج انتخابات الرئاسة عام 2016 التي هزم فيها الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وكتب ترامب على تويتر صباح الأربعاء يقول "هل تصدقون إن اليسار المتطرف سيقوم بمساءلتي اليوم، لا تفعلوا شيئا أيها الديمقراطيون، وأنا لم أرتكب أي مخالفة! أمر مروع".
وفي رسالة استثنائية من ست صفحات، قال ترامب مخاطبا رئيسة مجلس النواب إن "التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس"، واتّهمها بـ"خرق ولائها للدستور" وإعلان "حرب مفتوحة ضد الديمقراطية الأميركية". وفي رد فعلها على رسالة ترامب، وصفتها بيلوسي بأنها "مريضة حقا".
ومع سعي ترامب لفترة ولاية ثانية العام المقبل، قسم تحقيق المساءلة الرأي العام، حيث يؤيد أغلب الناخبين الديمقراطيين الإجراء، ويعارضه الجمهوريون.
ويقول الجمهوريون إن التصويت بنعم على المساءلة قد يكلف بعض المعتدلين من الديمقراطيين بمجلس النواب مقاعدهم في انتخابات الكونغرس العام المقبل، غير أن العديد من الديمقراطيين الذين يمثلون مناطق أيدت ترامب في انتخابات 2016 قالوا في الأيام الأخيرة إنهم سيصوتون بالتأييد لمساءلته.
ورفض زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل مقترحات الديمقراطيين لاستدعاء المزيد من المسؤولين بالإدارة للشهادة، وقال إنه "ليس هناك فرصة" لعزل ترامب.
والثلاثاء قال مكونيل في مجلس الشيوخ إن على أعضاء المجلس القيام بدور القاضي والمحلفين في المحاكمة، لكنه قال للصحفيين في وقت لاحق إنه لن يكون "محلفا محايدا"، وأضاف "هذه عملية سياسية لا تتعلق بالقضاء.. المساءلة قرار سياسي".
ويتطلب عزل ترامب من منصبه موافقة أغلبية الثلثين من الحضور والتصويت في المجلس الذي يضم مئة عضو، مما يعني أنه يتعين على الديمقراطيين إقناع 20 جمهوريا على الأقل بالانضمام إليهم لإنهاء رئاسة ترامب.