السبت 2024/11/23 الساعة 04:28 AM

صحيفة أمريكية: بايدن في ورطة مع الحوثيين بسبب هجمات البحر الأحمر

السبت, 06 يناير, 2024 - 06:05 مساءً
صحيفة أمريكية: بايدن في ورطة مع الحوثيين بسبب هجمات البحر الأحمر
المهرة خبور -  متابعات

 

 

مع دخول العام الجديد 2024، تجري الرياح بعكس هوى الرئيس الأميركي جو بايدن، بعقبات لم تكن في حسبانه.

 

 المؤشرات الاقتصادية لاتزال قوية، ولكن التبعات السلبية الناجمة عن ضغوط التصخم مستمره لأكثر من عامين تقريبًا.

 

ناهيك عن ارتفاع الأسعار المتزايد، خاصة فيما يتعلق بالغذاء والطاقة والإسكان.خلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث. ولا يزال بايدن تحت سيل من الإنتقادات اللاذعة، بسبب دعمه لإسرائيل من الجناح اليساري المتطرف للحزب الديمقراطي ومن الأمم المتحدة.وتترواح نسبة تأييده بحوالي 40%، والآن يقف بايدن أمام معضلة الحوثي.

الحوثيون هم جماعة شيعية مسلحة تسيطر على معظم شمال اليمن.بدأوا كجماعة قبلية صغيرة لكنهم نَمَوا بمرور الوقت، حيث اقتحموا العاصمة صنعاء عام 2014 واستولوا على السلطة بانقلاب عسكري ناجح.

 

وقد شكلوا مصدر إزعاج محلي وإقليمي، خاصةً مع دعمهم المالي من إيران، وهي معضلة أخرى تواجه بايدن الذي لا يزال يرغب في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران رغم اقتراب انتهاء بعض بنود الاتفاقية الأصلية. 

 

لكن مع الهجمات التي نفذوها على شركات الشحن المتجهة إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر، والتي تأتي من خليج عدن، جعلت الأمور أكثر تعقيدًا. كما تسببت هجمات الحوثيين في ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، حيث تؤدي المخاوف من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى توتّر المستثمرين.

 

بعد ثلاثة أسابيع من هجوم حماس على إسرائيل، بدأ الجيش الإسرائيلي توغله البري في غزة. وسرعان ما شن المتمردون الحوثيون هجماتٍ على سفن الشحن في البحر الأحمر مظهرين تضامنهم مع الفلسطينيين.

 

 وحتى ليلة عيد الميلاد، هاجمت الجماعة 15 سفينة تجارية في المنطقة بزعمهم أنها متجهة إلى إسرائيل أو مملوكة لها. 

 

وفي هجوم جريء يشبه تلك المشاهد في لعبة الفيديو الشهيرة "نداء الواجب Call of Duty"، وثق الحوثيون استيلاء مسلحيهم على سفينة شحن تجارية بعد هبوط طائرة هليكوبتر عسكرية على متنها.بعدها رفع المتمردون علمي اليمن وفلسطين فوق ظهر السفينة.

 

تم افتتاح قناة السويس في السابع عشر من نوفمبر من العام 1869، واستغرق بناؤها عشر سنوات فقط. حيث يرجع جزء كبير من سرعة إنشائها إلى تساوي منسوبي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، بالإضافة إلى استغلال نظام السخرة (العمل القسري والإجباري) في عمليات البناء. 

 

وتمتد القناة شمالاً وجنوباً عبر مضيق السويس في مصر، لتربط بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر. وتفصل القناة القارة الأفريقية عن آسيا، وتوفر أقصر طريق بحري بين أوروبا والأراضي الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي .

 

تلعب قناة السويس دورًا حيويًا للغاية لسلاسل الإمداد بسبب الوقت الكبير الذي توفره لعملية الشحن. 

 

على سبيل المثال، تستغرق رحلة سفينة من ميناء في الهند إلى إيطاليا حوالي تسعة أيام، وتقطع مسافة طولها حوالي 4500 ميل بحري. 

 

إذا لم يكن هذا المسار متاحًا، فإن أسرع طريق سيكون عبر رأس الرجاء الصالح وحول أفريقيا. وستستغرق هذه الرحلة ثلاثة أسابيع على الأقل، وتقطع مسافة 10500 ميل بحري.

تعد قناة السويس نقطة اختناق بحرية رئيسية تربط أوروبا بآسيا، مما يجعلها واحدة من أكثر ممرات الشحن أهمية في جميع أنحاء العالم. حيث إنها رابع أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم وتمر بها أكثر من 20 ألف سفينة سنويًا. تحمل هذه السفن حوالي 12٪ من التجارة العالمية و9٪ من الطلب على النفط و6٪ من واردات الغاز الطبيعي المسال و30٪ من شحنات الحاويات.

 

هجمات الحوثيين أرغمت بعض شركات الشحن على تغيير مسارات رحلاتها، واللجوء إلى الطريق الأطول حول أفريقيا، مما يلحق أضرارًا بالعمليات التجارية لبعض الشركات.

 

وصرحت شركة إيكيا، شركة الأثاث الشهيرة ومقرها في السويد، في بيان لها: "سيؤدي الوضع في قناة السويس إلى تأخيرات في حركة الشحن وقد يسبب ذلك نقصًا في توافر بعض منتجات إيكيا. نحن على اتصال وثيق مع شركائنا في النقل لضمان سلامة الأشخاص العاملين في شبكة إمدادات إيكيا واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامتهم. هذه أولويتنا القصوى ". وفي الوقت نفسه، نقوم بدراسة خيارات إمداد أخرى لضمان توافر منتجاتنا، ونواصل مراقبة الوضع عن كثب".

*عبء مالي على العديد من القطاعات

ستفرض شركات الشحن رسومًا إضافية على الشركات حيث تحتاج السفن إلى المزيد من الوقود وتستغرق وقتًا أطول للسفر حول أفريقيا. وسيتحمل العملاء هذه التكاليف من خلال ارتفاع الأسعار.

 

 وقد ارتفعت أسعار النفط بالفعل، لكنها قد تزداد سوءًا مع إضافة تكاليف أخرى، بما في ذلك ارتفاع معدلات التأمين وأوقات الشحن. 

 

وقامت شركة BP ومجموعة تانكر العالمية Frontline بتحويل مسار سفنها من البحر الأحمر وأعادت توجيهها حول أفريقيا. وكلما طالت فترة الهجمات، زادت حدة التأثير والضرر على أسعار النفط وبالتالي أسعار الغاز.

 

ولمصر مصالح اقتصادية أيضاً ، بصفتها المالكة والمشغلة للقناة،عبرهيئة قناة السويس، التي تملك جميع المنشآت وتضع القوانين وتحدد رسوم المرور. وتصل عائدات الرسوم لمئات الآلاف من الدولارات للرحلة الواحدة. وفي ظل تحقيق شركات الشحن لأرباح قياسية، لم تتوان الهيئة في زيادة أسعار الرسوم. لتصل الإيرادات مليارات الدولارات،حيث سجلت الهيئة رقماً قياسياً بلغ 8 مليارات دولار في عائدات عام 2022.

 

أدركت إدارة "بايدن" أن هذا الوضع لن يكون مستقرا، وفي الثامن عشر من ديسمبر، أعلن وزير الدفاع "لويد أوستن" عن تشكيل عملية أمنية تتولى قيادتها الولايات المتحدة تركز على البحر الأحمر وخليج عدن. وصرحَ أوستن في بيانٍ له قائلاً : " هذا تحدٍ دولي يتطلب عملاً جماعياً ولذلك أعلن اليوم عن إطلاق عملية حارس الازدهار،وهي مبادرة أمنية دولية مهمة ومتعددة الأطراف تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر."

 

تشارك في عملية حارس الازدهار عدة دول من ضمنها المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والسيشل واسبانيا، لمعالجة التحديات الأمنية المشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين.

 

ولم يتضح بعد تأثير تشكيل المبادرة الأمنية. حيث أعلنت شركة ميرسك عن تعليق جميع عملياتها في البحر الأحمر حتى إشعار آخر، مما سيخلق بلا شك متاعب إضافية لإدارة بايدن.

 

هجمات الحوثيين لا تكاد تتوقف واضعة أفراد القوات الأمريكية في مرمى النيران بفعل إنشاء هذه القوةٍ الأمنية، وهذا يرفع من احتمالية موتهم، بالإضافة إلى حالة التأهب القصوى للسفن البحرية عقب هجمات الطائرات المسيرة. وكلها مؤشرات تنذر بتدهور الوضع خاصةً مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.

 

تسير إدارة بايدن على خطٍ رفيع بشأن الرسالة التي ترسلها إلى إسرائيل. وفي حين امتناع بايدن عن استخدام كلمة "وقف إطلاق النار " بالإضافة إلى تجنب الولايات المتحدة مؤخراً عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى "هدنة" في الحرب، طلبت الإدارة في الأسابيع الماضية من إسرائيل "التخفيف" من غزوها البري. 

 

 

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي: "ستستمر الحرب لعدة أشهر، وسنستخدم طرقاً مختلفة للحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة." وأعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد على هذه .لذلك فإن أي أمل لدى إدارة بايدن في حرب مصغرة ضئيل على الأرجح على المدى القريب.

 

 

كل هذا يشكل مشكلة لحظوظ إعادة انتخاب بايدن. فعلى الرغم من كل سلبيات الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أنه لا يزال يتصدر في العديد من استطلاعات الرأي الوطنية والمعارك الانتخابية. ترامب بارع في اكتشاف نقاط الضعف. إذا تدهور الوضع في الشرق الأوسط، بالإضافة الى تعثر أوكرانيا في جهودها ضد روسيا، فإن ترامب سيستغل ذلك، وقد لا يكون لدى بايدن أي رد مرضٍ.

 

*مقال للكاتب جاي كاروسو نشر في صحيفة واشنطن اكزامينر 


اقراء ايضاً