الاربعاء 2024/04/24 الساعة 08:49 AM

مخاطر توطين الأفارقة في إب..

السبت, 13 يوليو, 2019

لا يتطلب الأمر دهاء لإدراك الدافع الحوثي في توطين الأفارقة بإب.

 
لا شأن للجانب الإنساني هنا بقدر ما إجراء وقائي أمني عسكري، الحصول وبتمويل أممي على مرتزقة وأداة لترويع المجتمع المحلي، وهذا ليس مخيما للاجئين، إنه معسكر في منطقة التماس.

 
في حالات كثيرة ومشابهة تحولت الأداة لمخلب بوجه من استخدمه، ستتمكن اجهزة استخباراتية خارجية من اختراق هذه المجاميع وتوظيفها في معركة يحتاج كل طرف فيها لأداة من خارج المجتمع المحلي.

 
سيتم توزيع الأسلحة مع الأدوية والطعام، ولقد أفصح هذا الإجراء عن عقل مريض لا يزال يتعامل مع إب بوصفها الكتلة السكانية التي يجب ضمان خضوعها بسلاح قطاع الطرق، ومنحهم اقطاعيات يدافعون عنها ويظلون في انتظار الأوامر القادمة من صنعاء.

 
إنهم لاجئين، وحقهم التواجد في اليمن، والحصول على مساندة أممية، والبقاء بكامل حقوقهم وحسهم بالكرامة، وحتى فرصة العمل؛ فلسنا خليجيين على أية حال، لكن في اليمن وليس تجميعهم في منطقة واحدة، بهدف إعدادهم واستغلال ظروفهم السيئة، وهربهم من الموت ليتحولوا لموت يلاحق ما تبقى من حياة المدينة.


لا انا ولا أحد يمتلك حق مصادرة حق لاجئ؛ انطلاقا من كونه افريقي يتمتع بسمعة جانحة للعنف، ومعاقبتهم بتاريخ مواطني قارتهم الذين تحولوا في ليبيا مثلا لقطيع من القتلة المغتصبين، لكن هذا الاجراء والمبلغ التمويلي الكبير يفصح عن الإعداد لمعسكر يضم قطيعا من الذئاب الجريحة والمطاردة والقابلة للتوجيه، وفي حالة كهذه سيتوجه الأفارقة لاحقا بأوامر من يدفع أكثر والسعودي يبحث أصلا عن هكذا أداة جاهزة ومتخففة من الحساسية الوطنية، ومتاعب الانتماء، أنت تمنحه مستقبلا، وأداة قتل ومواجهة بعد أن أعيته أدواته القديمة في مناطق التماس.

 
لن نكتفي ببصيرة الحكيم وننتظر حتى حوادث اغتصابات في إب وأعمال عنف لنقول: أرأيتم؟

 
لا، هذا الهارب يعيش سيكلوجيا الضحية المحتدمة بالعنف الباحث عن طريقة للإفصاح دون أن يكون شريرا بالضرورة، فهو ضحية اخر المطاف؛ لكن العقل الشرير هو من يجعل الضحايا شرورا كامنة في أكباد الأوطان وعبوات مفخخة في مستقبله.


أنت لا تبدو مفهوما أمميا ولا محليا إذ تعمد لتوطين هذا الحشد الهائل في وطن غير مستقر أصلا ويصدر اللاجئين.

 
ثمة ماهو مريب، وقد يكون فخا أمميا اجتذبوا إليه الحوثيين بغواية التحكم بعدد كبير من المقاتلين، وأيضا اغراء الارباح المالية من الاشراف على عملية التوطين، بينما هو في الحقيقة: زراعة جيش في خاصرتك.


*من صفحة الكاتب على الفيس بوك..
*العنوان من اختيار المحرر.

المزيد من محمود ياسين

لقد منحتم بلادنا للعدو


الثلاثاء, 23 يونيو, 2020

أحب هذه الحكاية


السبت, 07 مارس, 2020

تسلل البرد في أكتوبر


الأحد, 13 أكتوبر, 2019