الضالع.. مليشيات الانتقالي ترتكب سلسلة اغتيالات وسط انفلات أمني غير مسبوق
منذ استيلاء مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على إدارة أمن محافظة الضالع تزايدت وتيرة الانفلات الأمني حتى وصل أدنى مستوياته هذا العام.
وباتت مهمة إدارة أمن المحافظة مكتفية بتقييد الشكاوى وتسليم رواتب موظفيها إلى بيوتهم بعد تزايد نفوذ مليشيات المجلس المدعومة إماراتيا.
وخرج مئات المواطنين، الثلاثاء، في وقفة احتجاجية أمام إدارة أمن الضالع احتجاجا على اغتيال محمد عبدالواحد الأزرقي، أحد أفراد المقاومة ، وعلى الجرائم المماثلة بحق أبناء الأزارق التي ارتكبت سابقا.
اغتيال القيادات الوطنية
مصادر مطلعة فضلت عدم ذكر أسمائها قالت لـ"المهرية نت" إن استهداف القيادات الوطنية لم يقتصر على تلك القيادات الظاهرة بولائها للشرعية، بل تعدت لمن تشك بولائها للقيادة الوطنية الشرعية، حيث تم استهدافهم بالجبهات بعمليات قنص مباشرة.
وكشفت المصادر أن اللواء سيف سكرة أحد كبار قيادات الجيش الوطني، قتل بالفعل أثناء خوضه لمعارك ضد الحوثيين؛ ولكنه تم قتله من الخلف من قبل تابعين لمليشيات المجلس الإنتقالي في نهاية مايو من العام الماضي.
وأفادت المصادر لـ«المهرية نت» أن أكثر وسيلة قامت بها مليشيات المجلس هي الإغتيال المباشر لمن تشك بولائهم للقيادة الشرعية، وأن القائد وليد سيف سكرة نجل اللواء سكرة الذي اغتيل سابقا، علم بأن حقيقة اغتيال والده كان من قبل مسلحين تابعين للحزام الأمني المدعوم إماراتيا.
وكان القائد وليد سيف يعمل قائد اللواء الأول مقاومة وبعد معرفته للحقيقة تم اغتياله بكمين مسلح في نقيل الربض، من قبل قائد كتيبة باللواء الأول مقاومة نفسه ويدعى شلال الدمنه في نهاية يناير من العام الجاري.
مليشيات تحكم المحافظة
لم تقتصر الإغتيالات على القيادات العسكرية بل تعدتها للقيادات الحزبية والمواطنين، ففي فبراير قتل مسلحون مجهولون المواطن أحمد قايد في سوق الضالع القديم وسجلت القضية ضد مجهولين.
كما أن القيادات الذين أدينوا بجريمة مسجد مثعد التي قتل فيها خمسة مصلين في الأزارق وجرح آخرين، قد تم الكشف عن ترقيتهم لدى مليشيات الحزام الأمني في عدن، بعدما تم تسليمهم من الضالع، رغم كونها إحدى أعظم الجرائم التي ارتكبها الحزام الأمني المدعوم إماراتيا بمحافظة الضالع، وأدانتها منظمات أممية وعدتها كجريمة حرب، لكنه وبعد عام من تلك الجريمة جددت مليشيات الحزام هذا العام جريمتها بمداهمة منازل بمنطقة حماده مع إطلاق الرصاص الحي ما أسفر عنه مقتل عمر سفيان البالغ 63عام في مديرية الأزارق.
في السادس من أغسطس اعتدى مسلحون تابعون لحسين الشنفرة التابع للمجلس الانتقالي على المواطن عبدالفتاح عبدالله مسعد في غول سبولة واعتدوا عليه بالضرب والاختطاف، وبعد رفع القضية وتوثقيها واستدعاء المتهمين من قبل إدارة أمن المحافظة رفض المتهمون المثول أمام الإدارة.
وتستمر مسلسل الانتهاكات دون رقيب أو حسيب للقتلة والمجرمين، ففي منتصف اغسطس تعرض العقيد في الجيش الوطني عبدالرحمن المسني لمحاولة اغتيال فاشلة في قعطبة.
ولم تشتهر سوى هذه الحوادث في المحافظة إلا أن الكثير من القيادات تحدثوا لنا عن معلومات خطيرة تؤكد ضلوع الحزام الأمني بعمليات قتل واستهداف لمدنيين وقيادات وطنية أيضا.
ومنذ سيطرة المليشيات المدعومة إماراتيا لم تحل قضية أو تكف أيادي الإجرام عن ممارسة أفعالها المشينة، بل تزايدت تلك العمليات في سلطة أشبه ماتكون بالغاب، يسود فيها حكم الأقوى.
ففي مطلع سبتمبر تم اغتيال الشيخ أسامه محمد سيف أمام الجامع الكبير في محافظة الضالع وهو يمضي لصلاة الجمعة، ولم يكد ينتهي نصف شهر على تلك الحادثة حتى تم اغتيال رئيس فرع الإصلاح في مديرية الأزارق.
وفي نهاية سبتمبر تمت محاولة اغتيال عضو سكرتارية الحزب الإشتراكي بمريس علي الجماعي بعبوة ناسفة زرعت بسيارته.
ورغم كل تلك الحوادث إلا أنه لم يلق المستهدفون والمظلومون جهة تنصفهم أو يحتكمون لها بعد تفشي الأيادي الآثمة،تنشر الموت والرعب في كل المديريات التي تحت قبضة الحزام الأمني.
تقويض أمن الضالع
ولازال ملف القتل والنهب مفتوح حتى اللحظة وآخر تلك الجرائم هو اغتيال الشاب محمد عبدالواحد الأزرقي قبل أيام وهو أحد ضباط الجيش الوطني في الشارع العام بمدينة الضالع، وهو ماجعل المئات يتظاهرون أمام إدارة أمن المحافظة لكشف الحقائق المدفونة منذ سنوات، غير أن إدارة أمن المحافظة لم تكتف سوى بعملها المعتاد وهو تقييد القضية ضد مجهولين.
وتعيش إدارة أمن الضالع انفلاتا لاحظناه أثناء تحقيقنا هذا، حيث عاينَّا تسليم إدارة الأمن لملتحقيها رواتبهم إلى بيوتهم عبر حسابات بنكية؛ودونما انضباط والتزام بالدوام اليومي، وهو مالم يكن كذلك إلا بعد سيطرة مليشيات المجلس على المحافظة، وهو ماجعلنا نتوجه بسؤال الكثير من المعنيين عن سبب تلك الحالة من الإنفلات الأمني، وقد عزوا لـ"المهرية نت" تلك الحالة من الشلل بسبب مضايقات وممارسات تتعرض لها قيادات وأفراد إدارة الأمن من سلطة مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا، وباتت الأجهزة الأمنية في حالة شلل شبه تام بعد سيطرة المليشيات المدعومة إماراتيا لإدارة محافظة الضالع.