رايتس رادار تطالب جماعة الحوثي بوضع حد لجرائم اختطاف الفتيات والنساء في صنعاء ومناطق سيطرتها
تصاعدت ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء في العاصمة اليمنية صنعاء وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي بصورة غير معهودة وغير مسبوقة في اليمن.
ووفقا لشهود عيان لم يفصحوا عن أسمائهم لدواع أمنية تم اختطاف أكثر من 35 فتاة وطالبة من أماكن للدراسة ومن شوارع في العاصمة صنعاء خلال الفترة القصيرة الماضية، بعضهن للضغط على أسرهن والبعض ربما لبلاغات كاذبة وكيدية والبعض الآخر لحسابات أخرى لم تعرف بعد.
ووفقا لمصادر منظمة رايتس رادار فقد تم اختطاف عدد من الفتيات كن يتعلمن التفصيل وخياطة الملابس عند إحدى معلمات الخياطة في محل للخياطة، بعد إعطائهن مادة مخدرة -غير معروفة- ونقلهن إلى بيت للدعارة ثم نقلهن إلى السجن بعد ذلك. وحسب المصدر أن عملية الاختطاف هذه كانت في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت.
وحسب إفادة والد أحد المختطفات لرايتس رادار بأنه تم نقل ابنته المختطفة من بيت الدعارة إلى سجن في صنعاء مع ثلاثين مختطفة أخرى من مناطق مختلفة، مضيفا أنه تم رفض تسليم ابنته له حتى اللحظة. ويناشد والد المختطفة المنظمات الحقوقية للتدخل العاجل للإفراج عن ابنته وعن غيرها من المختطفات، وإيقاف هذا الإجرام في حق بناتهم والحفاظ على أعراضهم وسمعتهم.
وكل يوم يتم إنزال صور فتيات ضحايا الاختطاف، في شوارع وأمام مدارس في صنعاء وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمناشدة من يتعرف عليهن إبلاغ أهاليهن عبر أرقام هواتف منشورة إلى جوار صور ضحايا الاختطاف.
وتم خلال الأسبوع المنصرم فقط اختطاف 3 فتيات بالعاصمة صنعاء، منهن فتاتان شقيقتان الكبرى 18سنة والصغرى 13 سنوات، في حي الأعناب بصنعاء، صباح الأحد 8 كانون أول/ديسمبر 2019، وهن في طريقهن للعمل في حي النهضة المجاور. والثالثة طفلة في الصف الثامن أساسي، اختفت عند السادسة والنصف مساء السبت 7 كانون أول/ديسمبر 2019 من أمام منزلها في منطقة معين بصنعاء. ووفقا لشهود عيان أن الخاطفات مليشيا نسائية يتبعن جماعة الحوثي.
وداهمت عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي بصنعاء معهدا للغات في منطقة حدة وسط العاصمة صنعاء الاثنين 9 كانون أول/ديسمبر 2019 وقامت باختطاف نساء يعملن في المعهد، وكانت تلك المداهمة والاختطاف بتوجيه من قيادي في جماعة الحوثي يعتقد أنه مدير للبحث الجنائي التابع لها في العاصمة صنعاء، حيث تم تلفيق تهما لهن، مخلة بالشرف والأخلاق، من بينها تهمة الدعارة، لتبرير عملية الاختطاف والإخفاء القسري.
من جهتها المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر أكدت في وقت سابق من هذه السنة أن جماعة الحوثي المسلحة تواصل ممارسة أشد أنواع الانتهاكات بشاعة وفظاعة بحق نساء مختطفات ومخفيات قسرا في سجونها السرية.
وأعلنت أن عدد النساء المخطوفات والمخفيات قسرا وصل إلى أكثر من 160 امرأة.
وبحسب المنظمة فإن مليشيا الحوثي عملت ومن خلال تواطؤ بعض الأجهزة القضائية على تحويل دفعة أولى من السجينات وعددهن 55 امرأة مختطفة من السجون السرية الخاصة إلى السجون العامة، بعد تلفيق تهم والتقاط صور، خلال فترة الاختطاف لغرض الابتزاز وصرف الأنظار عن جريمتهم.
واوضح بيان المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر أن لديها أدلة ثابتة وقاطعة على وقائع الاختطاف والتعذيب التي تعرضت لها النساء المختطفات من قبل الميليشيا الحوثية.
وطالبت رايتس رادار سلطة الأمر الواقع لجماعة الحوثي في صنعاء بالتحقيق السريع في تلك الجرائم والانتهاكات والكشف عن مرتكبيها ومحاكمتهم، كون هذه الأعمال تمثل سابقة خطرة وتمس بالشرف والعرض، وتسيئ لذوي الضحايا المختطفات إساءة بالغة، كما تمثل عارا وجريمة كبرى في المجتمع اليمني، وتتنافى مع كافة الشرائع ومع الأديان والقيم والأخلاق والمروءة ومع الأعراف القبلية السائدة ومع المواثيق الدولية، فهي جريمة غير مسبوقة، في اليمن على وجه الخصوص، ومؤشر خطر قد تؤدي لردود أفعال مجتمعية معاكسة دفاعا عن شرف المرأة وكرامتها وعرضها.
وأكدت رايتس رادار على أن مثل هذه الانتهاكات الصارخة بحق فتيات في عمر الزهور وبحق نساء في صنعاء وما حولها من المدن، والتي لم تعهدها من قبل، تتعارض حتى مع قيم وأخلاقيات جماعة الحوثي المعلنة، منذ سيطرتها على السلطة في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
وطالبت رايتس رادر كافة المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق المرأة والطفل، المحلية والإقليمية والدولية، العاملة داخل اليمن وخارجه، بالتحرك السريع لوقف هذه الجرائم والممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية، وكسر حاجز الصمت حيالها، كونها جرائم وانتهاكات لا يمكن السكوت عنها، والضغط على جماعة الحوثي بكافة الوسائل والسبل، وإلزامها بوضع حد لهذا العبث وهذه الجرائم والانتهاكات لحقوق المرأة والطفل.