شيخ الإرهاب والاغتيالات: هاني بن بريك
ولد هاني بن بريك في أديس أبابا بإثيوبيا عام 1979 لأم حبشية، وانتقل إلى اليمن عام 1990 مع والده. شارك في حرب عام 1994 مع جيش الشرعية، ثم ترقى إلى رتبة نقيب.
اتبع الفكر السلفي المدخلي، والتحق بتنظيم الشريعة في أبين، وسجن عدة مرات بتهمة صناعة السيارات المفخخة في عهد نظام الرئيس صالح، قبل أن يفرج عنه عام 2010.
شارك مع تنظيم الشريعة في السيطرة على محافظة أبين. وفي عام 2016، وبطلب من دولة الإمارات، عينه الرئيس هادي وزيرا، لكنه سرعان ما أقاله وأحاله إلى التحقيق بتهمة الخيانة والعمالة لدولة أجنبية.
وفي العام نفسه، نشرت قناة الحرة الأمريكية تقريرا مفصلا عن هاني بن بريك.
وعندما أسست دولة الإمارات الأحزمة الأمنية في عدن، كان بن بريك أحد قادتها، وتولى قيادة خلايا الاغتيالات، واتهم بتورطه في تصفية 29 عالما وخطيبا في عدن.
وعند إعلان تشكيل المجلس الانتقالي، عين نائبا لعيدروس الزبيدي.
وبعد انتشار محاضر تحقيق نيابة عدن واعترافات المنفذين بأنهم يتبعونه، غادر بن بريك عدن إلى أبو ظبي، ووضع في إقامة جبرية رغم كونه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي.
أصبح لاحقا من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في الجنوب اليمني. فقد عرف بن بريك بمزيج من النشاط السياسي والعسكري، بينما يتضمن سجله اتهامات خطيرة تتعلق بالعنف والتورط في أنشطة مسلحة.
النشاطات الإرهابية
بحسب مصادر متعددة، تم القبض على هاني بن بريك ثلاث مرات بتهم تتعلق بصناعة السيارات المفخخة، وهي تهم تشير إلى تورطه في أعمال عنف منظمة. وعند سيطرة تنظيم القاعدة على محافظة أبين، تم الإفراج عنه، ما سمح له بالعودة إلى النشاط العسكري والسياسي في الجنوب.
الاتهامات بالاغتيالات
يتهم بن بريك، إلى جانب شخصيات أخرى مثل المقطري وشلال شائع، بالتورط في اغتيالات استهدفت عددا من العلماء والخطباء في عدن. وتشير التحقيقات المحلية إلى أن هذه العمليات كانت ضمن خلية مرتبطة بما يعرف بتأثير دولة الإمارات في الجنوب. ومن أبرز الضحايا الشيخ عبدالرحمن العدني، أحد العلماء البارزين في عدن.
وخلال عامي 2016 و2017، شهدت عدن موجة اغتيالات استهدفت شخصيات سلفية، في ظل تصاعد الصراع بين النفوذ الإماراتي والسعودي، وتصاعد خطاب التحريض واتهامات الخروج على "ولي الأمر". وكان من أبرز الضحايا:
4 يناير 2016: علي عثمان الجيلاني
31 يناير 2016: سمحان الراوي، قيادي في المقاومة الجنوبية وخطيب مسجد ابن القيم
28 فبراير 2016: عبد الرحمن بن مرعي العدني، شيخ دار الحديث في الفيوش
29 أبريل 2016: مروان أبو شوقي، عقيد في الجيش وقائم بأعمال مدير المرور
6 مايو 2016: وهاد نجيب، مدير سجن المنصورة وقيادي في المقاومة الجنوبية
18 يونيو 2016: مزهر العدني، قيادي في المقاومة الشعبية ومدير فرع جامعة الإيمان
22 يونيو 2016: عبد الرحمن الزهري، إمام وخطيب مسجد الرحمن
24 يوليو 2016: فائز الضبياني، قيادي في المقاومة الشعبية
25 يوليو 2016: عابد مجمل، خطيب جامع الفاروق
10 أكتوبر 2017: ياسين العدني، خطيب جامع الشيخ زايد
18 أكتوبر 2017: فهد اليونسي، خطيب جامع الصحابة وأحد مؤسسي جمعية الحكمة اليمانية
28 أكتوبر 2017: عادل الشهري، خطيب مسجد سعد بن أبي وقاص
وفي 17 نوفمبر 2016، اغتيل الشيخ صالح حليس، إمام وخطيب جامع الرضا في عدن.
وبعد تسريب محاضر التحقيق وكشفها عن تورطه، كتب بن بريك عدة تغريدات لم ينف فيها صحة ما ورد في تلك المحاضر، بل كتب ما يمكن أن يفهم منه اعتراف ضمني بمسؤوليته عن تلك الحوادث.
وقال بن بريك في إحدى تغريداته: "عهد قطعناه سنحارب الإرهاب وسنقضي عليه بإذن الله حيث كان، والبداية الصحيحة من حزب الشيطان خونة الإسلام والمسلمين الإخونج، وما تفرع منه في البلاد وأفراخهم القاعدة وداعش. لن يستقيم الأمر في بلداننا العربية بالذات، ولن يستقر بوجود هذا التنظيم الخبيث؛ ولهذا لابد من العزم القوي في مواجهتهم".
وفي تغريدة أخرى بالتزامن مع حوادث الاغتيال كتب: "بؤر المفجرين المنتحرين هي المساجد، ومن المؤسف أن يجد من يقف ضد تطهير المساجد من دعاة هذا الفكر الإجرامي".
وأكدت النيابة، في المحاضر، محاولته تهريب المتهمين بقتل الشيخ الراوي من السجن.
بقلم هبود المهري