التحالف يقتل عشرات الأسرى الموالين للحكومة الشرعية في قصف على سجن بذمار
[ أحد الأسرى تحت الأنقاض جراء القصف ]
أعلنت جماعة الحوثي سقوط 70 قتيلا و100 جريح من الأسرى التابعين للحكومة الشرعية، بقصف شنته مقاتلات التحالف العربي على سجن للجماعة في محافظة ذمار، في حين أعلن التحالف استهداف موقع عسكري تابع للحوثيين في ذمار.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام -في تغريدة على تويتر- إن التحالف العربي يدشن العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة مستهدفا أحد السجون التابعة للأسرى في ذمار. وأضاف أن الحصيلة الأولية جراء الاستهداف تشير إلى سقوط 50 قتيلا و100 مصاب.
وقال قيادي حوثي إن السجناء كانوا ينتظرون الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى مع الطرف الآخر، قبل أن تفجعهم طائرات التحالف وتغير على المبنى الذي يحتجزون فيه.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوسف الحاضري، إن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة وسط صعوبة بالغة في وصول المسعفين جراء استمرار تحليق الطيران في أجواء المنطقة، وتم إسعاف عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفى الثورة، ومعظمهم إصابتهم خطرة.
وأكدت مصادر متطابقة أن طيران التحالف نفذ في وقت متأخر من مساء السبت ست غارات على مبنى كلية المجتمع، شمال مدينة ذمار، الذي حولته جماعة الحوثي إلى معتقل يؤوي المئات من الأسرى والمعتقلين المؤيدين للحكومة الشرعية.
وطالب الحاضري الصليب الأحمر بسرعة التحرك إلى منطقة الاستهداف بطواقمه الإسعافية والتواصل مع الأمم المتحدة للضغط على قيادة التحالف لضمان سلامة المسعفين "كون طائراتهم ما زالت تحلق وتستهدف المسعفين".
كما طالب الحاضري المنظمات الدولية والحقوقيين بسرعة التوجه نحو الموقع المستهدف "لتوثيق هذه الجريمة".
وأكد شهود عيان أن مقاتلات التحالف العربي شنت نحو ثماني غارات جوية على كلية المجتمع التي يتخذها الحوثيون سجنا يضم عشرات الأسرى المناهضين لهم.
وبحسب شهود عيان، فقد هرعت سيارات الإسعاف نحو الموقع المستهدف، وهناك عشرات القتلى والجرحى.
من جانبه، قال عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين، إن السجن المقصوف فيه عشرات الأسرى التابعين "للعدو" (موالون للحكومة الشرعية) وهناك عشرات القتلى والجرحى، ولا يزال مصير كثير من الأسرى مجهولا.
وأكد المرتضى -حسب ما أفادت قناة المسيرة الفضائية (ناطقة باسم الحوثيين)- أن "السجن معروف لدى العدو (التحالف) ولدى لجنة الصليب الأحمر إذ قامت بزيارته عدة مرات".
وحمل المرتضى من وصفهم بـ"قوى العدوان"، وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف وما سينتج عنه.
من جهتها، أعلنت قيادة التحالف السعودي الإماراتي، اليوم الأحد، استهداف "موقع عسكري للمليشيات الحوثية بذمار"، مشيرة إلى أنه "مخزن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي".
وأضاف التحالف أن عملية الاستهداف هذه "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين".
ويأتي هذا القصف في ظل التوتر الحاصل بين الحكومية الشرعية، ودولة الإمارات التي اتهمتها الحكومة الشرعية "باستهداف قوات الجيش بقصف جوي جنوبي اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 300 من الجنود والمدنيين"، في حين أقرت الإمارات بمسؤوليتها عن القصف، ولكنها وصفت المستهدفين به بـ"الإرهابيين".
وتعيد الحادثة إلى الأذهان المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 معتقلا لدى الحوثيين، بينهم الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، وعشرات الجرحى، فيما عُرف حينها بمجزرة هران التي وقعت في 21 مايو/أيار 2015، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكوميا يستخدمه الحوثيون معتقلا في المدينة ذاتها، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعا بشرية.