مطارح "مأرب".. الحصن الجمهوري الذي صد "الإمامة" والشرارة الأولى التي انطلقت لاستعادة الدولة
في مثل هذا اليوم (18 سبتمبر 2014م) وحين غابت إشراقة الشمس من فوق أسوار وتباب وكل مرتفعات وجبال اليمن، بمناطقه المختلفة، لم تغب الشمس ذاتها من أرض "سبأ" وانطلقت إشراقتها زاهية، والتي كادت ن تأفل مجدداً، تذهب جيشاً وتعود نصراً.
تجمع السبئيون، من أبناء "سبأ" وإلى جانبهم الآلاف ممن قدموا إلى مأرب، أجبرتهم الحرب والمليشيا المتمردة على ترك أراضيهم، اجتمعوا في إحدى أراضي هذه الحضارة المفترشة مساحة جغرافية واسعة وسط صحراء مترامية الأطراف تسمى "نخلا" ومنها كانت أولى شرارات انطلاقة استعادة الدولة من أيدي المليشيا الغاصبة.
من رحم أرض الحضارة، ولدت "المقاومة الشعبية"، والتي انطلقت تزلزل الأرض تحت أقدام مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، ومن بين أكوام رمالها وجنبات تبابها لم يعد الصباح في أرض معبد الشمس، يشرق شمساً حزينة، وهو يتنفس على وقع تكبيرات الانتصارات القادمة من تباب صرواح (غربا) ومرتفعات نهم (شرقي صنعاء المجاورة لها) ومن عمق صحراء الجوف (شمالي شرق، المجاورة أيضاً لها) وحتى من عدن، ولحج، (جنوبا) وتعز (جنوبي غرب).
تحلّ اليوم الذكرى السادسة لتأسيس مطارح "نخلا" والسحيل ثم الوسطى ونجد المجمعة، وتعدّ كلها النواة الأولى لـ(تجمعات القبائل التي انطلقت منها مقاومة استعادة الوطن من قبضة المليشيا)، والتي وقف فيها أبناء محافظة مأرب، صفا واحدا في وجه مليشيا الخراب والدمار الحوثية المدعومة من إيران.
عن ذلك يقول سعود اليوسفي نائب رئيس مؤتمر مأرب لـ"سبتمبر نت": في مثل هذه الأيام توجه أبناء مأرب ومن معهم من شرفاء اليمن إلى تأسيس مطارح العزة الكرامة، ووضع اللبنات الأولى لمقاومة المد الحوثي، في مطارح نخلا والسحيل والوسطى ونجد المجمعة وغيرها من المطارح.
ويؤكد اليوسفي بأن لهذه المطارح كلمتها القوية في مقاومة المليشيا، وصنعت النصر قبل أن تبدأ المعرك، مضيفاً: "المطارح يكفي أنها رتبت الصفوف لاستعادة الدولة والوقوف مع الجمهورية، وقفت القبائل لمساندة الجيش الوطني وانطلق منها الأحرار".
وتجمع قيادات عسكرية ومدنية بأن "نخلا" ومطارحها، هي كانت "آخر حصون الجمهورية التي صدت جحافل الإمامة" ومعها كل أحرار ومناضلي اليمن من كل المحافظات، والتي احتضنتهم مأرب، وأهلها بكل ترحاب، وتقاسموا معهم إلى جانب الأرض والزاد، تلك الدماء الوطنية التي روت العديد من البقاع، حين تحريرها من براثن الانقلاب الكهنوتي، وما زال أولئك المناضلون الأبطال وتلك الدماء تقدم حتى اليوم في سبيل خلاص اليمن من ظلامية وحقد "الإماميين الجدد".
ويقولون: إن محافظة مأرب بهذه المطارح، وغيرها من الأعمال المقاومة والمساندة والمستمرة هي "نواة اليمن الجديد".. انطلقت منها نواة تكوينه واقعاً لا يعلو عليه "حكومة، وجيشاً، وشعباً" وصارت حاضنة تستضيف على رحابها كل من أراد ان يكون "شرعياً، وطنياً، جمهورياً".
ومنذ ست سنوات مضت وما يزال أبناء محافظة مأرب، وضيوفها الوافدون إليها يتطلعون بتلك النظرات، التي نظروا بها خلال تأسيس المطارح، صوب العاصمة صنعاء، ويحدثون أنفسهم إن موعد استعادتها والقضاء على مشروع الكهنوت الحوثي لقريب.