لوفيغارو: بصيص أمل هش لإنهاء الحرب في اليمن
[ يتوقع مراقبون أن اتفاق الرياض مصيره الفشل ]
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن حالة من الشك تسود في اليمن في أعقاب اتفاق الرياض لتقاسم السلطة بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من أبو ظبي والحكومة الموالية للسعودية.
واعتبرت لوفيغارو أنه، وبعد أن أضعفت "الحرب داخل الحرب" الأخيرة في عدن المعسكر المناهض للحوثيين والمدعوم من الغرب، جاء اتفاق الرياض لتجنب انهيار التحالف السعودي-الإماراتي، وبموجب هذا الاتفاق، سيتخلى الانفصاليون الجنوبيون عن سيطرتهم على عدن، مقابل حصولهم على حقائب وزراية في الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي. وكان ذلك مطلب عرابهم الإماراتي.
لكن لوفيغارو تساءلت: هل ستولد الثقة فجأة بين المعسكرين في الميدان بعدن ومدن الجنوب اليمني الأخرى؟ وهنا، أوضحت الصحيفة أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالية لأبو ظبي -تضم عشرات الآلاف من الرجال المدججين بالسلاح، ومجهزة بعربات مدرعة خفيفة- قد انسحبت من عدن ومحافظة شبوة، إلا أنها ما زالت حاضرة بقوة في محافظة حضرموت.
وتابعت الصحيفة التوضيح أن الانفصاليين الجنوبيين الذين يتشاركون مع أبو ظبي عداوة وكراهية إسلاميي حزب الإصلاح الممثل في الحكومة اليمنية لم يتخلوا عن حلم الحكم الذاتي أو حتى عودة دولة جنوب اليمن لما قبل عام 1990.
أما الموالون لحكومة عبد ربه منصور هادي، اللاجئ في السعودية والذي يعاني من انعدام المصداقية، فإنهم يدعون من جانبهم إلى "الاتحاد المقدس" ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يحكمون سيطرتهم على صنعاء منذ عام 2014 ومساحات كبيرة من البلاد.
ولكن خلال خمس سنوات من الحرب لم تتحرك خطوط الجبهة قط، إذ لم تتمكن القوات التابعة لحكومة هادي، المدعومة من الرياض وواشنطن ولندن وباريس، من إلحاق الهزيمة بالحوثيين، الذين استفادوا من حالة الجمود هذه في الصراع لتلقي مزيد من الدعم الإيراني، متمثلاً خاصة في طائرات من دون طيار والصورايخ الباليستية.
ورأت لوفيغارو أنه بالنظر إلى انعدام الثقة بين المتحاربين، فإن الطريق إلى التهدئة ووضع حد للمأساة اليمنية يظل طويلًا، كما يتضح من هجوم المسلحين الحوثيين الأخير يوم الأربعاء على ميناء المخا الواقع على البحر الأحمر، حيث توجد قاعدة بحرية للتحالف بقيادة السعودية.
فمنطقياً -تقول لوفيغارو- فإن نهاية المعارك بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية لعبد ربه منصور هادي في عدن والمحافظات الجنوبية، من شأنه أن يعزز من فرص ظهور جبهة موحدة للتفاوض مع الحوثيين. لكن المنطق بعيد جدا من كونه المعيار الرئيسي في هذا الصراع في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، حسب الصحيفة الفرنسية.