السبت 2024/05/18 الساعة 07:18 AM

تسوية سياسية شاملة في اليمن سعت لها السعودية.. ما معالمها؟

الخميس, 10 أكتوبر, 2019 - 11:30 مساءً
تسوية سياسية شاملة في اليمن سعت لها السعودية.. ما معالمها؟
المهرة خبور -  الجزيرة نت

ما تحمله الرسائل المتبادلة أخيرا بين المسؤولين الإيرانيين وجماعة الحوثي من جهة والسعوديين من جهة أخرى يُظهر تراجعا في حدة العداء بين الطرفين ورغبة واضحة في إنهاء الحرب باليمن التي اندلعت مطلع العام 2015.
في صنعاء يقدّر عبد الواحد مسعود، وهو طبيب في مستشفى أهلي بالعاصمة، أن الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية قاربت على الانتهاء ولا بد لها أن تتوقف.


يضيف للجزيرة نت من مكان إقامته في حي الحصبة وسط صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتي كانت هدفا رئيسيا لقصف التحالف السعودي الإماراتي، أن "استمرار الحرب يزيد من معاناة المدنيين الذين يقفون عاجزين أمامها".


لكن التطورات الأخيرة حملت آمالاً كبيرة لمسعود وملايين اليمنيين الذين يتمنون أن تتوقف الحرب في أقرب فرصة.


خلال الأسبوعين الماضيين كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في جولة إقليمية التقى خلالها مسؤولين سعوديين وحوثيين من بينهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، حيث ناقش معهم التحضيرات لتسوية سياسية شاملة.


وبحسب مصدر في مكتب غريفيث فإن الهجوم الأخير على شركة أرامكو السعودية منتصف سبتمبر/أيلول الماضي كان دليلاً للمجتمع الدولي والإقليم على ضرورة الحل السياسي في اليمن، ووقف المزيد من التصعيد.


وأشار في رد على الجزيرة نت إلى أن تفاصيل التسوية السياسية الشاملة التي يحضّر لها المبعوث الأممي تتعلق بتشكيل حكومة مبنية على الشراكة الشاملة لجميع الأطراف والأحزاب السياسية.


وأضاف "التسوية تنص على أن يكون للحكومة الحق في امتلاك السلاح في مقابل انسحاب المليشيات وسحب أسلحتها تدريجيا من خلال عملية تشرف عليها الأمم المتحدة، ووقف الهجمات على دول الجوار وتهديد الملاحة الدولية".


ووفق مكتب المبعوث فإن غريفيث يبحث مع الأطراف بصورة حثيثة للتوصل إلى اتفاق.


- مرحلة انتقالية

وترتبط التسوية السياسية المحتملة بمرحلة انتقالية قبل الدخول في انتخابات رئاسية وبرلمانية، حسبما تقول عضوة فريق الحكومة المشارك في المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة والأمينة المساعدة للتنظيم الناصري رنا غانم.


ووفق حديث غانم للجزيرة نت فإن التسوية التي تسبق المرحلة الانتقالية تشمل ترتيبات أمنية وعسكرية على الأرض، يعقبها تشكيل حكومة شراكة واتفاق على إقرار الأقاليم والدستور، وهي تفاصيل رحبت بها جميع الأطراف، مما جعل غريفيث متفائلا.


وأشارت إلى أن "التوصل إلى اتفاق بات أقرب من أي وقت مضى لأسباب عدة من بينها أن هناك تغييرات كبيرة في المنطقة منذ اتفاق السويد (الموقع بين الأطراف اليمنية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018) تتعلق بالوضعين العسكري والسياسي، كما أن الإقليم بات مرهقا من حرب اليمن".


وتضيف غانم "التحالف الذي تقوده السعودية أُنهك تماما في هذه الحرب، وفي المقابل فإن الحوثيين باتوا غير قادرين على مواصلة الحرب".


وقالت إن الخطوة الأولى في التسوية السياسية الشاملة تبدأ بالتوقيع على وقف شامل لإطلاق النار في كل محافظات اليمن في الشمال والجنوب، وسحب سلاح المليشيات، وتسليم المعسكرات إلى الدولة بما يضمن توقف الحرب نهائيا.


وبحسب غانم فإن التسوية الشاملة تترقب ما سيترتب عليه حوار جدة الجاري بين الحكومة والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، مضيفة للجزيرة نت أن "حوار جدة قد يتوصل لاتفاق قريب يقضي بعودة الحكومة إلى عدن، مقابل ضم الانتقالي في الحكومة".


من جهة، يقول مصدر في الحكومة اليمنية إن السعودية تريد إنهاء الحرب، لذا دفعت بالحكومة والانتقالي إلى التفاوض، مقابل أن تكون هي المسيطرة بشكل مؤقت في عدن، تمهيداً للانتقال إلى تسوية شاملة مع الحوثيين.

 
- رسائل متبادلة

ورغم التطمينات والمؤشرات الإيجابية التي يقدمها المبعوث الأممي، فإن مصدرا رفيعا في جماعة الحوثيين يرى أن ما يقدمه غريفيث لا يزال قيد التشاور والتفاوض حتى التوصل إلى عملية سلام دائم.


وقال المصدر الرفيع للجزيرة نت "النتائج حتى اليوم بعيدة من أن تسمى نهائية".


غير أن المصدر يؤكد أن هناك وقفا غير معلن لإطلاق النار مع الرياض، خصوصا مع التطمينات الأخيرة التي بعثتها مسؤولو البلدين، بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين في الجانب ذاته.


وفي وقت سابق، قال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إن بلاده "تنظر بإيجابية" إلى التهدئة التي أعلنها الحوثيون، في حين أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب.


وقبلها، عرض الحوثيون وقف العمليات الهجومية على السعودية، وطالبوا الرياض برد مماثل.


وبين هذه التصريحات، يظهر أن هناك اتصالا حوثيا سعوديا مباشرا، حسبما ألمح المصدر في جماعة الحوثيين الذي تحدث للجزيرة نت، غير أنه لم يورد مزيدا من التفاصيل.


وعلى الأرض، يكاد القصف الحوثي على السعودية يكون متوقفا، وفي المقابل توقفت العمليات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي، ووفق أرقام الحوثيين فإن الغارات تراجعت من 303 غارات خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر سبتمبر/أيلول الماضي إلى 23 غارة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.


اقراء ايضاً