الحكومة اليمنية تطالب بوقفة جادة تجاه انحراف الإمارات ودعمها للإنقلاب في عدن
أكدت الحكومة اليمنية، أن خيارها الأول كان وسيبقى هو السلام .."متى ما صدقت نوايا الانقلابين بإنهاء الانقلاب والانخراط في العملية السياسة وفقا للمرجعيات الثلاث"، مشيرة الى أن كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية ستكون ضامنة وشريكة في السلام في يمنٍ يتسع للجميع.
جاء ذلك خلال كلمة الجمهورية اليمنية التي ألقاها نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، في الدورة الـ 152 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة.
وأشار الحضرمي في الكلمة إلى أن ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن الشهر الماضي من تمرد مسلح من قبل ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الامارات العربية المتحدة، "يتطلب وقفة جادة ومراجعة شفافة من أجل تجاوز هذه المعضلة وحل أسبابها وتلافي آثارها".
وقال الحضرمي "في الثامن من أغسطس 2019 قامت تشكيلات عسكرية تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي بتنفيذ تمرد عسكري هو الثاني بعد محاولة التمرد الأول في يناير 2018م ، حيث قامت تلك التشكيلات العسكرية الخارجة عن إطار الدولة بمهاجمة قوات الحكومة الشرعية ومعسكراتها ومؤسساتها في عدن، وعلى أثر ذلك بذلت المملكة العربية السعودية الشقيقة-قائدة التحالف-وقيادتها الحكيمة جهوداً كبيرة لاحتواء الأزمة نقدرها كثيراً، إلا أن المتمردين استمروا في تماديهم ووسعوا من تمردهم وهاجموا مؤسسات الدولة في محافظتين أخريين هما ابين وشبوة، وبعد وقوف قواتنا المسلحة الباسلة أمام هذا التمدد المخالف لبيانات التحالف تمكنت قواتنا الباسلة من إلزام تلك التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي بالعودة والتراجع".
واضاف " فوجئنا وبكل أسف في 28 من الشهر الماضي بقصف جوي إماراتي على وحداتنا العسكرية المتواجدة في عدن، وحقنا للدماء قمنا بسحب تلك الوحدات من العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، وفي اليوم التالي فوجئنا أيضا باستمرار تلك الهجمات الجوية، الخارجة عن القانون وعن أهداف تحالف دعم الشرعية، على قواتنا المسلحة الباسلة في محيط عدن وفي محافظة ابين مما أسفر عن قتل وجرج الكثير من صفوف الجيش الوطني ،ولذا فقد عبرنا عن رفضنا التام لاستمرار تسليح ودعم أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة وتحت أي مبرر".
وعبر الحضرمي عن ترحيب الحكومة بدعوة الحوار وبيانات المملكة العربية السعودية الشقيقة الداعمة للشرعية ولأمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية، ولم يشر إلى البيان المشترك الصادر عن السعودية والإمارات، لكنه شدد -في ذات الوقت- على ان يتم الوقوف "بكل جدية وشفافية أمام أي انحراف عن أهداف التحالف النبيلة التي ترتكز على استعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن لا تقسيمها أو تمزيق أراضيها".
وتطرق الحضرمي في كلمة اليمن إلى الحرب المستمرة من خمسة أعوام وتبعات الإنقلاب الدموي لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وجهود الحكومة الحثيثة للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الانقلاب، ودعمها المستمر للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، وكافة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق السلام في اليمن واستعادة الدولة وفرض الأمن وترسيخ الاستقرار.
واشار إلى تعنت المليشيات ورفضها المستمر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد أواخر عام 2018، مما تسبب في تقويض عملية السلام الأممية وجهود المبعوث الاممي الرامية إلى انهاء الحرب وبناء يمن اتحادي جديد يقوم على الشراكة بدلاً من الإقصاء والتعاون بدلاً من الخصام والسلام بدلاً من الحرب.
واكد الحضرمي إن حجم الكارثة التي حلت باليمن والمنطقة نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من قبل إيران يفوق كل وصف ..لافتاً الى ان المأساة طالت كل مدينة وقرية ومنزل في اليمن، والحرب التي تسببت بها هذه المليشيات الإرهابية فاقمت المشاكل الاقتصادية والإنسانية والأمنية، إضافة إلى انتهاكات المليشيات وسرقتها لمساعدات وزراعة الأعلام وتهديد الملاحة الدولية والسلم الإقليمي والدولي.
وقال نائب وزير الخارجية إن "إيران وأذرعها العسكرية في منطقتنا العربية تشكل تهديدا خطيرا لأمننا القومي، فإيران دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي ولا التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة"، مؤكداً ان التقارير الأممية ماتزال تكشف وتؤكد حجم الدعم الذي تتلقاه مليشيا الحوثي من إيران.
وعبرت كلمة الجمهورية اليمنية، وفق وكالة سبأ، عن شكرها لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأكدت أن الجمهورية اليمنية تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأن العدو الإسرائيلي بصلفه وتعنته واحتلاله لمقدساتنا هو العدو الأول للأمة العربية.. مشيراً الى إن الجمهورية اليمنية وبرغم ما تمر به من ظروف قاسية ستبقى دائما الى جانب اشقائها في فلسطين مدافعة عن الحق الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته ونيل حريته واستعادة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة.
وكانت السعودية والإمارات أصدرت يوم أمس الأول بياناً مشتركاً دعتا فيه إلى سرعة الانخراط في حوار جدة، ووقف كافة العمليات والتحركات العسكرية في محافظتي عدن وابين وشبوة، والتعاون مع اللجنة المشتركة السعودية الإماراتية، ويعد تجاهل كلمة اليمن في الجامعة للبيان وترحيبه ببيانات السعودية أول رداً حكومي على البيان المشترك.